الجيش و"الدعم السريع".. حرب البيانات تشعل السودان

حرب البيانات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستعر بالتزامن مع تراشق للاتهامات حول هجوم واقتحام في صراع يفاقم من ضبابية المشهد.

ومباشرة عقب سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في الخرطوم، سارعت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، إلى إصدار بيان عبر مكتب الناطق الرسمي باسمها.

وقالت إنها "تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر وجود القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم، وتضرب حصارًا على القوات الموجودة هناك".

وأضاف البيان المنشور عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر: "ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة".

وتابع أنه "إزاء هذا الاعتداء الغاشم، توضح قيادة الدعم السريع أنها أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في مالك عقار ومني أركو مناوي والدكتور جبريل إبراهيم وأطلعتهم على الأمر".

مطار الخرطوم

لم يمر أكثر من وقت قصير على صدور البيان، قبل أن تعلن قوات الدعم السريع سيطرتها على مطار الخرطوم، فيما قالت وكالة رويترز عن تصاعد الدخان من داخل المطار.

وفي غضون ذلك، أكدت قوات الدعم أن قيادتها "متشبثة بالسلطة ومستعدة لتعريض استقرار البلاد إلى الخطر من أجلها".

وفي بيان منفصل، قالت إنه "امتدادًا للهجوم الغادر الذي تعرضت له قوات الدعم السريع المتمركزة في مقرها بأرض المعسكرات سوبا، تفيد قيادة قوات الدعم السريع الشعب السوداني والرأي العام الإقليمي والدولي بأن القوات المسلحة هاجمت في وقت متزامن مواقع ومقرات قوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جاري حصرها".

وأضافت: "فيما قامت قوات الدعم السريع بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة، وتمكنت من السيطرة على مطار وقاعدة مروي. وطرد المعتدين على مقر القوات بأرض المعسكرات سوبا والسيطرة على مطار الخرطوم".

وشدد البيان على أنه في "هذا الظرف الدقيق من تاريخ أمتنا، تدعو قوات الدعم السريع جميع المواطنين بأنها تقف إلى جانبهم وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة".

ودعت القوات "أفراد ومنسوبي القوات المسلحة الشرفاء إلى الوقوف إلى جانب الحق وتؤكد أنها لا تستهدفهم لكنها ترفض استخدامهم من قبل قيادة القوات المسلحة الذين يريدون التشبث بكراسي السلطة التي من أجلها هم مستعدون لتعريض استقرار البلاد gلخطر".

وفي وقت لاحق، أعلنت القوات السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري وبيت الضيافة ومطار الأبيض، قبل أن تعلن أن "الشرفاء من أبناء القوات المسلحة انضموا لخيار الشعب".

 الجيش يرد

من جانبه، رد الجيش السوداني باتهام قوات الدعم السريع بنشر "الأكاذيب" للتستر على سلوكها "المتمرد".

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، وذلك بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.

وقال الجيش في بيان إنه "في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة".