مروي السودانية.. "مدينة الأهرامات" على مؤشر التوتر و"الترند"
لم تكتف مروي السودانية بأن تكون شاهدة على الحدث بل تحولت لخبر أدخل "مدينة الأهرامات" دائرة التوتر و"الترند" أيضا.
فعلى نحو مفاجئ، قفزت المدينة على أجنحة التوتر المتفجر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لتحلق في سماء محركات البحث، وتصبح وسما (ترند) عبر مواقع التواصل.
وبالسنوات الماضية، ظلت مروي -رغم ما تمثله من ثقل أمني واستراتيجي بالغ الأهمية- بعيدة عن الأخبار رغم التطورات المفصلية التي شهدها السدوان منذ أواخر 2018.
ومنذ ليل الأربعاء، يحبس السودانيون أنفاسهم بانتظار انقضاء ساعات عصيبة يترقبون خلالها سيناريوهات بعد تبادل كل من الجيش والدعم السريع تحريك تعزيزات عسكرية باتجاه منطقة مروي شمالا وحتى داخل العاصمة الخرطوم.
مدينة الأهرامات
مروي أو مرواه بالعربية أو ميدوي أو بيدوي باللغة المروية، مدينة أثرية تقع شمال السودان، وتعد واحدة من أعرق المدن السودانية والأفريقية جنوب الصحراء.
تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 6 كيلومترات إلى اتجاه الشمال الشرقي من محطة كبوشية بالقرب من مدينة شندي، وحوالي 200 كيلومتر من العاصمة الخرطوم.
كانت هذه المدينة عاصمة للمملكة الكوشية لعدة قرون، وقد أطلق الكوشيون هذا الاسم لكل الجزيرة أو شبه الجزيرة الواقعة بين نهر عطبرة في الشمال والنيل الأزرق في الجنوب ونهر النيل في الشرق، ويطلق على هذه المنطقة جغرافيا اسم إقليم البطانة.
لسكانها البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة، ارتباط قوي بالأرض وأشجار النخيل التي تزرع في المزارع والمنازل ولا تقطع إلا نادرا، وهذا ما يفسر تركز النشاط البشري بالولاية الشمالية على المحاصيل البستانية وصيد الأسماك التي بدأت في الاتساع بعد بناء سد مروي.
أهمية عسكرية
تمثل مروي ثقلا أمنيا واستراتيجيا بالغ الأهمية، حيث تضم المنطقة مطارا عسكريا وآخر مدنيا، كما توجد فيها قاعدة جوية، وبالتالي لا تقبل القوات المسلحة أي وجود لغيرها فيها.
ويغطي مطار المدينة شمال السودان وشرقه وغربه، ويعتبر قاعدة جوية مساندة بديلة للقواعد العسكرية الأخرى في السودان، ويستقبل الطائرات العسكرية المقاتلة وطائرات النقل الجوي.
كما تعتبر مروي أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية، وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، بالإضافة لوجود سد مروي، أكبر سد كهرومائي في السودان.
وفي مارس/آذار 2009، أكملت مروي بناء سدها الشاهق على بعد 40 كيلومترا من وسط المدينة، والذي تحول لاحقا إلى أبرز معالمها.
وللمدينة أيضا عبق أثري ينثره جبل البركل المقدس الذي يعد موقعا مهما في الحضارات النوبية أو الكوشية القديمة، بمعابده الـ31 التي جعلته مركزا دينيا مقدسا لفترات طيلة بحضارات السودان القديمة.
وقبل 20 عاما، وتحديدا في 2003، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) جبل البركل وأهرامات البركل كأحد مواقع التراث العالمي الإنساني.
واليوم، تعود مروي إلى الأضواء مجددا، لينفض عنها التوتر غبار النسيان، في مفارقة تعيد المدينة إلى دائرة الاهتمام المحلي والدولي.
وفي غضون ذلك، تتكاثف حالة القلق مع وصول أرتال عسكرية للدعم السريع إلى الخرطوم قادمة من دارفور، فيما أرسل الجيش تعزيزات إلى مطار مروي، بما يصعب التكهن بتطورات الموقف خلال الساعات المقبلة.