السودان بأسبوع.. وساطة تكسر الجمود واتفاق ينهي الأزمة
أسبوع حافل للسودانيين شهد أحداثا عدة أبرزها اتفاق سياسي ينهي 6 أشهر من التوتر في البلاد، إضافة إلى فتح الحدود مع إريتريا.
أسبوع حافل شهده السودان توج باتفاق سياسي بين المجلس العسكري والمعارضة، بوساطة إفريقية إثيوبية، أنهى نحو 6 أشهر من الجمود والتوتر في البلاد.
- "العسكري السوداني" والمعارضة يتفقان على تشكيل السلطة الانتقالية
- ترحيب دولي واسع بالاتفاق بين "العسكري السوداني" والمعارضة
كما شهد الأسبوع أيضاً اتفاقاً بين السودان وإريتريا على فتح الحدود وتشكيل لجنة مشتركة للترسيم ومراقبة تنفيذ الاتفاقيات، ليطوي صفحة تقلب العلاقات بين البلدين منذ فبراير/شباط 2018.
الوساطة تكسر جمود التفاوض
ونجحت الوساطة الأفريقية المشتركة في كسر جمود العملية السياسية في السودان المتوقفة منذ أحداث فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.
وأفلح الوسيطان الأفريقي محمد الحسن لبات والإثيوبي محمود درير في جمع المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في جلسة مفاوضات مباشرة، الأربعاء الماضي، لأول مرة، منذ 3 يونيو/حزيران الماضي.
وخلال الجلسة الأولى اتفق الطرفان على إرجاء تشكيل المجلس التشريعي إلى ما بعد تكوين مجلس السيادة والحكومة التنفيذية، بجانب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وأفلح الجانبان في التوصل لاتفاق بشأن المجلس السيادي ومجلس الوزراء، ليكون ختام الأسبوع مسكاً للشعب السوداني.
تفاصيل الاتفاق
واتفق المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير على تشكيل مجلس سيادي يقوده العسكريون والمدنيون بالتناوب، ويحكم البلاد لمدة 3 سنوات على الأقل.
وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان محمد الحسن لبات خلال مؤتمر صحفي عقب جلسة محادثات "اتفق الطرفان على تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، برئيس وزراء يحمل ذات الصفات".
وأفاد المبعوث الأفريقي بأن الطرفين اتفقا على إرجاء مناقشة المجلس التشريعي إلى ما بعد تشكيل مجلس السيادة والحكومة التنفيذية، وإقامة تحقيق وطني مستقل وشفاف حول أحداث العنف التي شهدتها البلاد مؤخراً.
وخلال بيان له، أعلن تجمع المهنيين السودانيين أن الاتفاق قضى بتشكيل مجلس سيادي من 11 عضواً مناصفة بين المدنيين والعسكريين 5+5 والواحد المكمل يكون شخصية مدنية يتوافق عليها الطرفان.
وأشار إلى أن الاتفاق أعطى العسكريين رئاسة المجلس السيادي لمدة 21 شهراً تخصص الـ6 أشهر الأولى منها لعملية السلام، فيما تؤول الرئاسة للمدنيين خلال الـ18 شهراً المتبقية لعمر الفترة الانتقالية.
وقال تجمع المهنيين إن تنحي الرئيس المعزول عمر البشير ونظامه كان مطلباً أولاً، وتسليم البلاد لسلطة مدنية كان مطلباً ثانياً، لكنه سيمضي في إنجاز أهداف الثورة.
وأضاف التجمع أن الشعب السوداني لن يرضى بغير إنجاز الثورة كاملة غير منقوصة، كما دعا إلى التماسك من أجل حراسة الثورة وضمان تحقيق أهدافها.
شكر للسعودية والإمارات
وتقدم نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان "حميدتي" بالشكر إلى المبعوث الأفريقي والمبعوث الإثيوبي والمملكة العربية للسعودية والإمارات والولايات المتحدة وسفرائهم الذين أسهموا في تقريب وجهات النظر.
وبعث "حميدتي" بتطمينات إلى كل القوى السياسية والحركات المسلحة وقوى الثورة بأن الاتفاق المبرم مع قوى الحرية والتغيير شامل ولن يقصي أحداً، ويلبي تطلعات الشعب السوداني.
وعلق القيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير، بالقول إن "الاتفاق يفتح الطريق أمام تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية"، وأوضح أن أولويات الحكومة الانتقالية هي الاهتمام بقضية السلام ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين قضوا أثناء فترة الاحتجاجات.
فرحة الشارع السوداني
وفور انتهاء جلسة المحادثات وإعلان الاتفاق، خرج السودانيون في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في مسيرات حاشدة؛ للتعبير عن فرحتهم بما تم التوصل إليه بين طرفي النزاع، واصفين الاتفاقية بأنها انتصار لمطالب الثورة التي فقدوا خلالها مئات الضحايا.
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن مظاهرات الفرح عمت ضاحية بري وشارع الستين شرقي الخرطوم، ومدينتي أم درمان وبحري (شمال) العاصمة السودانية، ومدينة عطبرة صاحبة القطار الشهير الذي وصل ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش أبريل/نيسان الماضي.
وظل المتظاهرون يرددون النشيد الوطني، وعبارات تحض على ضرورة التمسك بتحقيق جميع مطالب الثورة الشعبية بمحاسبة المتورطين في قتل المحتجين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخراً، على نحو "الدعم قصاد الدم ما بنقبل الدية".
ولا تزال أجواء الفرح تخيم على المشهد العام في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى؛ حيث تضج الطرقات الرئيسية بأبواق السيارات وأهازيج المارة فرحاً بالاتفاق.
الإفراج عن عناصر جيش تحرير السودان
وأفرجت السلطات السودانية، الخميس، عن 235 عنصرا من حركة جيش تحرير السودان.
وأطلقت سلطات سجن الهدى في مدينة أم درمان سراح عدد من أسرى جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
ويمثل إطلاق سراح الأسرى، استجابة للعفو العام الذي أصدره رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، بحق معتقلي حركة جيش تحرير السودان.
وقال رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية بالمجلس الانتقالي السوداني، الفريق جمال عمر، إن إطلاق سراح الأسرى جاء في إطار حسن النوايا تجاه الحركات المسلحة وتهيئة بيئة التفاوض لإكمال عملية السلام.
وخلال كلمة أمام الأسرى بعد الإفراج عنهم، تحدث الفريق عمر عن بدء المجلس العسكري اتصالات مع الحركات المسلحة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وقال إن لجنة التواصل مع الحركات التي شكلها رئيس المجلس الانتقالي تضم كفاءات جديرة بتحقيق السلام.
فتح الحدود بين السودان وإريتريا
وخارجيا، اتفق السودان وإريتريا، الثلاثاء، على فتح الحدود وتشكيل لجنة مشتركة للترسيم ومراقبة تنفيذ الاتفاقيات.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو والرئيس الإريتري أسياس أفورقي في العاصمة الإريترية أسمرا.
وقال وزير الإعلام الإريتري، يماني جبرمسقل، إن مباحثات أفورقي مع دقلو، في أول زيارة له إلى أسمرا، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وزار رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إريتريا، في منتصف يونيو/حزيران الماضي، وبحث مع الرئيس الإريتري معه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.
وفي مايو/أيار الماضي، زار وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح الخرطوم بعد قطيعة استمرت أكثر من عام، التقى خلالها رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، في القصر الرئاسي بالخرطوم.
وأوضح صالح، في تصريح صحفي حينها، أنه أجرى لقاء مثمراً مع رئيس المجلس العسكري تناول العلاقات الثنائية، خاصة أن الزيارة تأتي في إطار رغبة بلاده الاطلاع على تطورات الأوضاع بالسودان، وسير التفاوض بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير.
يذكر أن العلاقات الثنائية بين السودان وإريتريا كانت قد توترت في فبراير/شباط 2018 بعد قيام حكومة الرئيس المعزول عمر البشير بإغلاق الحدود، نتيجة اتهامات متبادلة بإيواء المعارضين وتغذية أنشطة التهريب.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز