الشعب السوداني أصبح واعيا لما يحاك في الخفاء من قبل الكيزان "وأحزابهم" لإحباط الثورة الشعبية التي مهرت بدماء الشهداء من خير الوطن.
ثلاثون من الأعوام العجاف مرت على السودان تحت حكم "الكيزان"، بالتأكيد لن تمحوها شهور، لأن مَن شاركوا في نظام عمر البشير المعزول يتلونون ويبدلون جلودهم حسب المرحلة وبناءً على ما تمليه عليهم القيادات الإخوانية، فتبديل الجلد والتملق والتملص من صفات جماعة الإخوان الإرهابية.
كما أن تغيير لون الجلد كالحرباء هي من عاداتهم للدخول في معترك السياسة، وبعدها تأتي خطوة تغيير الوجوه التي عرفت لدى الناس واستبدالها بأوجه جديدة لتنفيذ المخطط الذي تم رسمه بعد كشف المخطط القديم للعودة إلى الملعب بلاعبين جدد للسيطرة مرة أخرى على الشارع السياسي في السودان.
لذا على شباب الثورة السودانية أن يعوا هذه المخططات ويركزوا في المرحلة المقبلة على بناء السودان الجديد الذي تحلم به كل الأجيال الجديدة، ويسعون نحو إسقاط كل طامع ومتملق لثورتهم، لا سيما في الوقت الذي ظهرت فيه مؤخراً بعض الوجوه المتملقة والطامعة من "سياسيين أو ناشطين" وإن تعددت أهدافهم وأفكارهم ومسمياتهم، فهم يسعون إلى الركوب في صهوة جواد الثورة الشعبية الذي سبقهم به شباب الثورة منذ زمن نحو تحقيق غايتهم وأهدافهم الثورية من خلال التفكير المستنير والوعي الذاتي لمحركات الشارع السوداني.
يبقى المحرك الأساسي لكل سوداني غيور على وطنه ومصلحته أن يحرص على رفعته وأن يسهم في نهضته وتعميره وعلو شأنه. كذلك يجب علينا طي صفحة حكم الكيزان والحركة الإسلامية، ومحاسبة كل من أجرم في حق الوطن ونهب ثرواته، والتمسك بكل الخيوط التي توصلنا إلى هذه الغاية وتساعد على محاسبة الجناة واسترداد الحقوق
إن إنجازات الثورة السودانية عصيت على العديد من الأحزاب والحركات المسلحة، فكلها كان لها دور في هذه الـ30 سنة التي مضت من تاريخ السودان، حيث لم تستطع هذه الأحزاب طوال هذه السنوات أن تقترب من إسقاط "الإنقاذ"، بل إن بعضها شارك في تدهور الأوضاع والقتل والنهب والتخريب في كل ربوع السودان وغيرها من أنواع الفساد التي أوصلت السودان إلى هذا الوضع. تبعات كل هذه الأعوام، لا بد أن تخلف وراءها العديد من الشخصيات ذات التقلبات والانتماءات الحزبية، حيث حرص الكيزان طوال فترة حكمهم على كبت ومنع العديد من الأحزاب وحرمانها من ممارسة نشاطها السياسي أو المجتمعي واستقطاب الأعضاء من خلال الندوات أو المحاضرات والفعاليات.
ومن هذا المنطق نرى من الصعوبة أن يكون كل أعضاء مجلس السيادة أو الوزراء أو المجلس التشريعي أو أعضاء الحرية والتغيير "مستقلين" ولم يشاركوا أو يتداخلوا مع حكومة الإنقاذ في أي مشاركة سياسية أو حزبية، وسوف تظهر هذه الشخصيات للعيان في الفترة المقبلة، لأننا في السودان والحمد لله لدينا ما يفوق 140 حزبا سياسيا، لذا من النادر جداً أن تجد شخصا لا توجد لديه انتماءات حزبية أو ميول سياسية، وما يؤكد ذلك عدد الأحزاب المنضوية تحت قوى الحرية والتغيير وكذلك عدد الحشود التي جاءت إلى قاعدة الصداقة بزعم أنها حركات مسلحة.
لكن الشعب السوداني أصبح واعيا لما يحاك في الخفاء من قبل الكيزان "وأحزابهم" لإحباط الثورة الشعبية التي مهرت بدماء الشهداء من خير الوطن، وكشف عن ألوان المتملقين والطامعين وعرفت انتماءاتهم الحزبية والدينية والفكرية في وقت مبكر لتقطع دابرهم وتوقف طمعهم.
يبقى المحرك الأساسي لكل سوداني غيور على وطنه ومصلحته أن يحرص على رفعته وأن يسهم في نهضته وتعميره وعلو شأنه. كذلك يجب علينا طي صفحة حكم الكيزان والحركة الإسلامية، ومحاسبة كل من أجرم في حق الوطن ونهب ثرواته، والتمسك بكل الخيوط التي توصلنا إلى هذه الغاية وتساعد في محاسبة الجناة واسترداد الحقوق.
يجب على الشعب السوداني التمسك بالاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، لأنه بداية الطريق نحو المدنية والبداية الفعلية لمسح وكنس الكيزان والحركة الإسلامية والإخوان من المشهد السوداني بصورة نهائية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة