عام على عزلهم.. إخوان السودان تائهون بلا بوصلة ولا مستقبل
الجماعة الإرهابية عاشت عاما أعقبت عزلها، في حالة من التخبط، بعد أن أربكتهم إجراءات التفكيك التي قادتها قوى الثورة ضدهم
في مثل هذا اليوم (11 أبريل) العام الماضي، تمكن السودانيون من إنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية الذي استمر لثلاثة عقود، وذلك بعد عزل رأسهم الجنرال عمر البشير بثورة شعبية ملهمة، انحازت لها القوات المسلحة، ما ترك أعضاء الجماعة الإرهابية بلا بوصلة ولا موقع في مستقبل البلاد.
وعاشت الجماعة الإرهابية فترة العام التي أعقبت عزلها، في حالة من التخبط والتوهان، بعد أن أربكتهم إجراءات التفكيك التي قادتها قوى الثورة ضدهم، وملاحقتهم قضائيا بالجرائم التي ارتكبوها خلال سنوات حكمهم، لا سيما قضية انقلاب 1989 الذي استولوا بموجبه على السلطة.
وبفضل هذه الملاحقات، فقد الإخوان البوصلة السياسية تماما وفق مراقبين، حيث هرب بعضهم إلى تركيا، ويقبع آخرون من قيادات الصف الأول في السجون على ذمة جرائم ارتكبوها خلال حكمهم.
ويرى محللون أن جميع محاولات الإخوان للعودة إلى السلطة فشلت تماما، بدءا من الانقلابات العسكرية الفاشلة، إلى النشاط المدني المتمثل في مظاهرات الزحف الأخضر والحراك الشعبي الموحد التي أجهضها وعي الشارع السوداني.
ومع تصاعد كراهية السودانيين لجماعة الإخوان الإرهابية، مضت السلطة الانتقالية بنوع من الثقة في تفكيك دولة الحركة الإسلامية السياسية واجتثاث عناصرها المتغلغلة في المواقع الحساسة، ما فاقم محنة هذا التنظيم.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، شكلت السلطة الانتقالية لجنة لتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين برئاسة الفريق أول ياسر العطا التي سدد ضربات سريعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
وقضت اللجنة في قرارات ناجزة، بحل حزب المؤتمر الوطني الذراع السياسية للحركة الإسلامية السياسية وتفكيك الواجهات النقابية والاجتماعية والمنظمات الطوعية التابعة للإخوان.
كما طالت إجراءات اللجنة كثيرا من الواجهات الاقتصادية للحركة الإسلامية السياسية، حيث استردت 5 ملايين سهم من بنك النيل الذي يملك الإخواني الحاج عطا المنان أغلبية أسهمه.
كما تم استرداد محالج للغزل والنسيج لصالح خزينة الدولة، وهو ما شكل ضربة للحبل السري المغذي للإخوان، وفق مراقبين.
وإلى جانب إجراءات اللجنة، فقد اتخذ رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك قرارات حاسمة قضت بطرد عناصر الحركة الإسلامية السياسية من مؤسسات الدولة ومناصب رفيعة كانوا يتولونها خلال 30 عاما مضت.
وبعد أن أمضوا عاما على الرصيف السياسي والاجتماعي، بات مستقبل الإخوان أكثر قتامة، وفق ما يراه المحلل السياسي عمرو شعبان الذي قطع باستحالة عودة هذه الجماعة الإرهابية للمشهد خلال المدى القريب.
وقال شعبان، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إنه "ليس هناك أي وجود لحزب أو تنظيم يسمى الإخوان في السودان حاليا، بفضل قرارات لجنة التفكيك التي قضت بحلها وتشييعها لمزبلة التاريخ".
وأضاف أن "ما تبقى مجرد جيبوب ومجموعات تقود تحركات متخبطة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية التي اكتسبتها في الثلاثة عقود الماضية".
وشدد على ضرورة المسارعة في سن قانون للعزل السياسي، للقضاء تماما على هذه الجماعة ووقف نشاطها المحدود في قطاع الاقتصاد، وتسريع محاكمة عناصر الحركة الإسلامية السياسية على الجرائم التي ارتكبوها.
ومع حلول الذكرى الأولى لعزلهم من السلطة، يواصل فلول جماعة الإخوان الإرهابية تحركات مفضوحة، من خلال مظاهرات هزيلة وسط العاصمة الخرطوم تحت لافتة "الحراك الشعبي الموحد" دون مراعاة للتدابير الخاصة بمجابهة كورونا، في وقائع تعكس أخلاقهم السيئة.
ويقول المحلل السياسي حسن فاروق إن "الشارع السوداني متقدم في الوعي على جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تنازل عن الاحتفال في الشوارع بذكرى الاعتصام العظيمة 6 أبريل/نيسان، التزاما بالتدابير الاحترازية لمجابهة كورونا، في حين خرج فلول الحركة الإسلامية السياسية في مظاهرات لحماية مصالحهم الاقتصادية، رغم الطوارئ الصحية".
وأضاف فاروق، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الإخوان لم يتركوا شيئا جميلا في نفوس السودانيين حتى يشفع لهم، فمارسوا أبشع أنواع القمع والاستعلاء بحق الشعب، لذلك لن يكون لهم أي وجود في الحياة السياسية السودانية مجددا".
وتابع: "هم يدركون تماما أن عودتهم للمشهد السياسي مستحيلة، لكنهم يقودون هذه التحركات لحماية مصالحهم التي اكتسبوها خلال سنوات حكمهم، لذلك يجب حسبهم دون شفقة، وعلى السلطة الانتقالية عدم التراخي في هذا الأمر".
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز