موطن الإرهاب.. تركيا تحتضن فسدة "إخوان السودان" الهاربين
مصادر سودانية مطلعة أكدت إيواء تركيا للقيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني ذراع الحركة الإسلامية السياسية نافع علي نافع، منذ عدة أشهر.
كوجهة آمنة لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان، برزت تركيا كمرتع للهاربين من المحاسبة، بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير بانتفاضة شعبية؛ حيث تدافعوا إليها واحد تلو الآخر، واحتضنتهم بلا مواربة امتداداً لتاريخها الحافل بإيواء الفاسدين والإرهابيين.
- غداة مقتل 6.. محتجو السودان يغلقون طرقا جديدة لحماية الاعتصام
- اتفاق نهائي بين "العسكري" السوداني و"الحرية والتغيير" حول الفترة الانتقالية
ولعل آخر عناصر إخوان السودان الهاربين إلى تركيا، شقيق الرئيس المعزول عمر البشير، "العباس" المتورط في ملفات فساد واستغلال نفوذ مكنه من تأسيس شركات وأسماء عمل بطرق ملتوية، ومطلوب لدى السلطات القضائية في الخرطوم.
مصادر سودانية مطلعة أكدت إيواء تركيا للقيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني ذراع الحركة الإسلامية السياسية، نافع علي نافع، منذ عدة أشهر، رغم ما تردد عن أنه عاد من أنقرة إلى الخرطوم وجرى اعتقاله.
وشغل نافع مناصب رفيعة في الحكومة الإخوانية البائدة، لعل أبرزها توليه منصب مساعد الرئيس السابق ومدير جهاز المخابرات السوداني، ومتهم بالتورط في ملفات فساد والتلاعب بأموال النفط والثراء الفاحش من مال الشعب، فضلاً عن جرائم القتل والتعذيب التي ارتكبها تنظيم الإخوان الإرهابي في البلاد.
ويجرى حالياً تداول أنباء غير مؤكدة في السودان، عن أن زوجة الرئيس المعزول، وداد بابكر، المتهمة أيضاً بالفساد المالي، والتي هربت إلى جنوب السودان بعد عزل البشير، تمكنت من السفر إلى تركيا بأموالها التي نهبتها، لتجد ملاذاً آمناً في أنقرة الإرهاب والفساد.
وامتدت تركيا لتحتضن غالبية قيادات الصف الثاني ومسؤولي الاستثمارات في تنظيم الحركة الإسلامية السياسية السودانية، الذين هربوا إليها عقب عزل البشير، وفق دوائر مقربة في الخرطوم.
ووفق مراقبون فإن إيواء الفاسدين والهاربين وسارقي أموال الشعوب بمختلف دول العالم، بدوافع مادية وأخرى أيديولوجية تتصل بأجندة تنظيم الإخوان الإرهابي، تعد من الممارسات المحببة لتركيا، حيث يشرف الرئيس رجب طيب أردوغان عليها بنفسه.
وكشفت تقارير غربية عن شبكة علاقات غامضة تربط أردوغان بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ضمن منظومة تجارية تستخدم الذهب والأدوية والأغذية لتبييض الأموال، وتمويل شبكات الإرهاب.
كما ظل نظام أردوغان يستضيف عصابات المافيا وشبكات تمويل الإرهاب، فضلاً عن استقبال تركيا تحويلات مالية مشبوهة من بلدان شهدت ثورات شعبية على الأنظمة الحاكم، ولعل آخرها ما يحدث في حالتي السودان والجزائر.
ويقول الصحفي والبرلماني السوداني السابق، فيصل ياسين إن تركيا ظلت طوال فترة حكم أردوغان تؤوي العناصر الفاسدة، خصوصًا التابعين لتنظيم الإخوان الإرهابي بدوافع اقتصادية وأيديولوجية.
ياسين أضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "أنقرة وفرت حماية لعناصر التنظيم الإخواني بعد عزلهم عن الحكم في مصر للاستفادة من رؤوس الأموال التي بحوزتهم لإنعاش اقتصادها، وخدمة أجندة الإرهاب، وتحاول الآن تكرار السيناريو نفسه مع إخوان السودان".
واعتبر أن ممارسات تركيا ستزيد صورتها الدولية سواداً فيما يرتبط بدعم الإرهاب وغسيل الأموال وحماية الفاسدين، لافتاً إلى أن ما قامت به أنقرة سيوتر علاقاتها الثنائية مع السودان، وستفقد مزيدا من مصالحها في البلاد.
من جانبه، أكد الخبير القانوني نبيل أديب أن تركيا ملزمة بتسليم رموز التنظيم السوداني البائد بموجب الاتفاقيات الدولية؛ لأنهم متهمون بالتورط في جرائم فساد، وهي جرائم توصف بـ "العادية" ولا تندرج في خانة القضايا الممنوع فيها تسليم المتهمين والتي من بينها الملاحقات على أساس سياسي أو عقائدي أو عرقي.
أديب أوضح خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أن أي تعنت من تركيا في تسليم الهاربين من السودان، حال أثبتت التحقيقات تورطهم في الفساد، سيجعل موقفها الدولي بائسا؛ لأن قضايا الفساد أصبحت جرائم دولية، ولها علاقة مباشرة بملفات حقوق الإنسان ومسألة التعاون في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
واختتم أديب حديثه بالتأكيد على أن "رفض تركيا تسليم المتهمين بالفساد، سيجعل العلاقات بينها والسودان غير ودية كمرحلة أولى وربما تتوتر وتنقطع لاحقاً".
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز