دوي المدافع يضبط الحياة في السودان على إيقاع الفوضى
بينما كان السودانيون يتوقعون أن تحجم الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعيد الفطر قطبي المكون العسكري عن التصعيد، أعاد دوي المدافع والرصاص ضبط إيقاع الحياة في البلد الأفريقي على إيقاع الفوضى.
وتقول والدة الطفلة مزدلفة محمد عثمان في حديثها لـ"العين الإخبارية": "دخلت طفلتي الصغيرة في حالة نفسية سيئة، وذرفت الدموع ووجهها على الحائط جراء سماع دوي الدانات والرصاص الحي في سماء العاصمة الخرطوم".
وأشارت مزدلفة إلى تحركها برفقة طفلتها إلى منزل الأسرة الكبيرة بمنطقة الكلاكلة جنوبي العاصمة الخرطوم، ولكن المفاجأة اعتراضها من قبل الجنود المدججين بالأسلحة في الشارع الذين أمروها بضرورة الذهاب بالشوارع الفرعية الداخلية للوصول إلى منزل ذويها.
حالة الخوف والترقب في المنازل والشوارع سيطرت على السودانيين منذ الساعة العاشرة صباحا (بالتوقيت المحلي)، عندما اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
المفاجأة الكبرى أن الاشتباكات المسلحة اندلعت في شهر رمضان المعظم، خاصة أن الجميع كان يتوقع تأجيل المواجهة العسكرية المرتقبة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، نسبة لصعوبة مواجهة التحديات في الشهر الكريم.
وعند دوي الانفجارات وسماع أصوات الرصاص هرع الناس إلى منازلهم وسرعان ما فرغت شوارع العاصمة الخرطوم، كما أغلقت المتاجر أبوابها.
انقطاع الكهرباء
ومع إغلاق كباري العاصمة الخرطوم، انقطعت حركة السيارات، وبشكل مفاجئ انقطع التيار الكهربائي في مناطق واسعة، ما أدى إلى ازدياد حالة الإحباط والتخوف من انقطاع خدمة الإنترنت.
حركة المطار
كما تفاجأ عدد من المسافرين خاصة المعتمرين بإرجاعهم من مطار الخرطوم الدولي في أثناء توقف حركة الطيران بسبب الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل المطار.
سير الدراسة
مشهد الفوضى تكرر في الجامعات بعد أن اضطر طلاب الجامعات السودانية إلى الاحتماء داخل الحرم الجامعي جراء الاشتباكات.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، اشتباكات مسلحة بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
واندلعت مواجهات بين الجانبين، بدأت بسماع دوي انفجارات بالعاصمة، أعقبتها بيانات متواترة تتبادل اتهامات بالهجوم والاقتحام.
وتسود حالة القلق والتوتر مع ازدياد الأرتال العسكرية لقوات الدعم السريع إلى شوارع العاصمة الخرطوم، مع الانتشار الواسع لقوات الجيش السوداني أيضا في الشوارع، ما يصعّب التكهن بتطورات مآلات الموقف خلال الساعات المقبلة.
لا حل في الأفق
يعكس التطور العسكري الحالي صعوبة الرجوع إلى لغة التفاوض والحوار بين قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد دقلو "حميدتي"، إذ إن المسألة تطورت بصورة يصعب معالجتها على منضدة التفاوض رغم الوساطات المحلية والإقليمية والدولية، على الأقل في الوقت الراهن، بحسب مراقبين.
ويرى المراقبون أن الوضع أصبح أكثر خطورة بعد أن وضع الجيش السوداني قواته على أهبة الاستعداد القصوى وقطع إجازات أفراده، في حين أعادت قوات "الدعم السريع" هي الأخرى نشر نحو 60 ألف جندي من قواتها في الخرطوم.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز