معارك البوابة الأخيرة.. «مفتاح» الفاشر يشعل السودان
دخلت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، صراع الأمتار الأخيرة بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني للسيطرة عليها.
واحتدمت المعارك بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، السبت، للسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، التي تعتبر البوابة الرئيسية للسيطرة على المدينة.
والثلاثاء الماضي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن طرفي الصراع في السودان إلى العودة للانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرا. وسرعان ما جاء الرد من طرفي الصراع، قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، اللذين أعربا عن انفتاحهما على الحلول السلمية للحرب المستمرة في البلد الأفريقي منذ منتصف أبريل/نيسان العام الماضي.
- السودان ونافذة الحل.. جنرالات الحرب أمام «الفرصة الأخيرة» من واشنطن
- السودان.. «عربة» الجهود الإنسانية معطلة في طريق الحرب المظلم
هجوم الطائرات المسيرة
وأفادت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية»، بأن قوات الدعم السريع، بدأت في قصف المدينة لمدة أكثر من 5 ساعات، بالتزامن مع هجوم بالطائرات المسيرة، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في السوق الكبير وداخل الأحياء السكنية.
وأوضحت أن قوات الدعم تقدمت من المحور الشرقي، عبر شارع مدرسة دارفور الثانوية، ووصلت إلى المسجد الكبير، كما وصلت إلى شارع الصهريج ومدرسة القلابات.
وحسب المصادر العسكرية، فإن القوات تقدمت من المحور الجنوبي، ووصلت إلى مسجد الزين، وحي الأمل وشمال السوق الكبير، في وقت كثفت من استخدامها للطائرات المسيرة، بجانب ناقلات الجند ومدرعات جديدة.
تدمير البنية التحتية
في المقابل، قصف طيران الجيش قوات الدعم، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (نشطاء) في بيان طالعته "العين الإخبارية": «تجددت الاشتباكات منذ الساعات الأولى من الصباح في المحور الشمالي والشرقي الجنوبي للمدينة».
وأضاف البيان: "527 يوما ونحن صامدون كالجبال أمام المدافع، والراجمات والتردي الاقتصادي والحصار."
وبدورهم أفاد شهود عيان بأن مدينة الفاشر تنزف تحت وطأة القصف العشوائي، الذي أدى إلى تدمير المنازل، ومنشآت الكهرباء والمياه.
الرصاص فوق الرؤوس
ويقول المواطن، إبراهيم مختار، إن المدينة أصبحت تئن تحت الضربات المتتالية، والسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، مع تصاعد الصراع في الشوارع والأحياء الداخلية بالمنطقة.
وأوضح مختار أن "الساعات المقبلة حاسمة، ونتوقع كل شيء مع القصف الجنوبي وتطاير الرصاص فوق الرؤوس".
وتعد الفاشر آخر مدن إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، بعد أن تمكنت من السيطرة على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور، أواخر العام الماضي.
وأجبر القتال المتصاعد منذ مايو/أيار الماضي ما يزيد على 500 ألف شخص على الفرار من المدينة، التي تقع على مسافة 802 كيلومتر غربي العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
كما خلفت وراءها أكبر أزمة إنسانية في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز