من السعودية للسودان..تصعيد الجنرالات لا يفسد لمحادثات جدة قضية
صراع مستمر لأكثر من شهر بالسودان، ترك آثاره على كل مناحي الحياة، بالتوازي مع محادثات في السعودية بين طرفي القتال.
اليوم الثلاثاء، قال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم السريع.
وذكر شهود عيان أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، بالإضافة إلى قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين للخرطوم.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
استهداف البعثات الدبلوماسية
وتعرضت بعثات دبلوماسية في الخرطوم أمس لتخريب وهجمات، حيث أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، مساء الإثنين، اقتحام وتخريب مقر سكن رئيس المكتب العسكري بسفارة الكويت في الخرطوم.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سنان المجالي أن أفراد البعثة الدبلوماسية الأردنية في الخرطوم "بصحة جيدة وبخير"، وذلك عقب الاقتحام والاعتداء الذي تعرضت له السفارة.
كما تعرض البعثات الدبلوماسية لسفارات جنوب السودان، والصومال وأوغندا، والملحقية العسكرية السعودية، لعمليات اقتحام وتخريب ونهب، وهي الأعمال التي حمل الجيش السوداني، قوات الدعم السريع المسؤولية عنه، وهو ما نفته الأخيرة.
وأمس الإثنين، قرر قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إعفاء المدير العام للشرطة، الفريق أول شرطة حقوقي عنان عمر، وكلّف الفريق شرطة حقوقي خالد محيي الدين للقيام بمهامه.
البرهان سبق له أول من أمس إعفاء حسين جنقول من منصب محافظ لبنك السودان المركزي، وتعيين برعي أحمد بدلا منه، كما قام بتجميد حسابات قوات الدعم السريع وشركاتها في جميع البنوك بالسودان وفروعها في الخارج.
يأتي ذلك فيما تتواصل محادثات بين الجانبين في مدينة جدة السعودية، بوساطة من الرياض وواشنطن.
ورغم توقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "إعلان مبادئ" في جدة يوم الخميس الماضي، فإن الاشتباكات لم تتوقف، وغاب أي أفق لحل الصراع.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات واسعة بين قوات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مما خلف مئات القتلى وآلاف القتلى، وفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان. وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز