"سودان بدون كيزان".. احتفالات الخرطوم بوثيقة عزلت الإخوان
بعد توقيع الاتفاق هتف ورقص الجميع على إيقاع الطبول وتغنوا برائعة الثورة السودانية "سودان بدون كيزان، دمرونا ديل يامان"
عمت الفرحة والاحتفالات شوارع العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن الأخرى بالاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي مع قوى الحرية والتغيير التي تقود حركة الاحتجاجات.
وفور توقيع الأطراف السودانية بالأحرف الأولى على وثيقة الإعلان الدستوري، اليوم الأحد، خرج آلاف السودانيين في مواكب ضخمة احتفالا بانتهاء حكم تنظيم الإخوان الإرهابي الذي امتد لثلاثة عقود.
وتجمع المئات في وقت مبكر، الأحد، أمام مباني قاعة الصداقة بالخرطوم التي احضنت محادثات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في انتظار لحظات التوقيع التاريخي على اتفاق يؤسس لعهد جديد في مسيرة البلاد.
وبعد توقيع الاتفاق، هتفت ورقص الجميع على إيقاع الطبول، وتغنوا برائعة الثورة السودانية "سودان بدون كيزان، دمرونا ديل يامان"، وهي تعني ضرورة اجتثاث نظام الإخوان الذي دمر البلاد.
وردد السودانيون، النشيد الوطني وأغاني النضال للفنان الراحل محمد وردي بمكبرات الصوت في الطرقات والأسواق الكبرى، بالتركيز على رائعتيه: "أصبح الصبح ولا السجن والسجان باق"، و"على أجنحة الفجر ترفرف فوق أعلامك".
وشملت الاحتفالات السودانية، عزف أنشودة الدولة المدنية بأبواق السيارات في كافة شوارع العاصمة الخرطوم.
واليوم الأحد، احتفى كل سوداني بطريقته الخاصة بانتهاء حكم تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي شهد سنوات حكمه أبشع الانتهاكات والفساد والبطش.
وتقول عايدة محمد (24 عاما): "هذا أسعد يوم في تاريخ السودان، لقد انتصرت ثورتنا ووصلنا للدولة المدنية، ويجب أن نطوي صفحة الماضي ونبدأ في تعمير بلدنا وذلك عبر حملة (حنبنيهو) التي أطلقها تجمع المهنيين السودانيين".
وأضافت لـ"العين الإخبارية" أثناء مشاركتها في موكب احتفالي بوسط الخرطوم، أنه "يجب أن نعبر عن فرحتنا بانتصار الثورة التي قدمت مئات الشهداء".
وتابعت: "هذه ثمرة نضالاتنا ضد نظام الديكتاتور عمر البشير الذي دمر البلاد وأورثها الفقر والحروب والقتل والجوع".
وبجانبها يسير طفل في الـ11 من عمره، وهو يلوح بعلم السودان، ويهتف بحرقة "المدنية وصلت.. مدنياااو"، في إشارة منه لتحقق حلم السودانيين بالانتقال للحكم المدني.
وبالاتفاق المبرم، الأحد، طوى المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير صفحة الخلافات، وبدأ مرحلة جديدة تنهي بشكل عملي حكم تنظيم الإخوان.
ويقول حسن إبراهيم (54 عاما): "اليوم تحقق حلمنا برؤية نظام حكم جديد، بعد أن انكوينا بنيران تنظيم الجبهة الإسلامية لثلاثين عاما، حافلة بالظلم والقهر والاستبداد".
وأضاف إبراهيم متحدثا لـ"العين الإخبارية": "علينا أن نفتخر بأبنائنا من هذا الجيل فهم الذين حققوا هذا الإنجاز وكتبوا تاريخا جديدا لوطنهم بالدماء، وهذا امتداد لما قمنا به من نضالات ضد الديكتاتوريات في العهود الماضية".
وتابع: "نحمد الله الذي أبقانا على قيد الحياة حتى نرى إسقاط الحركة الإسلامية السياسية التي ينتمي إليها الرئيس المعزول عمر البشير، والتي تجبر نظامها علينا ونهب ثرواتنا باسم الدين".
وشهدت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم حالة اختناق مروري على إثر تلك الاحتفالات التي ملأت الشوارع.
وحظي الاتفاق الدستوري الذي أبرم بالأحرف الأولى بترحيب محلي وإقليمي ودولي واسع، بوصفه إنجازا تاريخيا جنّب البلاد تبعات الانزلاق إلى الفوضى.
ومن المنتظر أن يتم التوقيع النهائي على وثيقتي الإعلان الدستوري والسياسي، خلال احتفال ضخم يوم 7 أغسطس/آب الجاري، على أن يعقبه تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز