دوي القصف لم يهدأ بالسودان.. هل يولد الحل من رحم أهل البيت؟
دوي القصف لم يهدأ في سماء الخرطوم، هناك حيث تجددت المعارك، صباح الأربعاء، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، على وقع تحرك مدني يأمل السودانيون أن يولد من رحم أهل البيت.
وصباح اليوم، شهدت العاصمة اشتباكات جديدة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، تخللها استخدام للأسلحة الثقيلة والخفيفة وتحليق مكثف للطيران الحربي، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية والصحية.
اشتباكات السودان في الشهر الرابع.. خريطة السيطرة وبؤر المعارك
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية" بأن منطقة جنوبي ووسط الخرطوم شهدت اشتباكات عنيفة بين القوتين المتصارعتين، ما أدى إلى تدمير مستشفى "الأطباء" الذي يُعتبر من أشهر مستشفيات العاصمة، بواسطة الطيران الحربي.
وحسب الشهود، فإن المعارك ما زالت مستمرة في محيط "سلاح المدرعات" بمنطقة "الشجرة" والأحياء المجاورة "جبرة" و"الصحافة" و"الرميلة".
أيضا، شهدت مدينة بحري شمالي الخرطوم اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط مقر قوات الاحتياطي المركزي، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وبحسب المصادر نفسها، شهدت مدينة أم درمان، غربي العاصمة، أيضا قصفا مدفعيا، وتبادلا للنيران بين الجيش وقوات الدعم السريع.
فيما حلق الطيران العسكري بكثافة في سماء المدينة، مع سماع أصوات مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وأعلن الجيش السوداني مقتل 23 من عناصر قوات الدعم السريع، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
حرب بيانات
في بيان مقتضب، قال الجيش إن "قوات العمل الخاص بمنطقة أم درمان العسكرية تنفذ هجوما على مخابئ المليشيات المتمردة داخل منازل المواطنين أسفرت عن مقتل عدد 23 متمردا واستلام عدد من العربات القتالية".
ونشر الجيش مقطع فيديو يشير إلى "تمشيط قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات والشجرة لحي جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم".
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها، طيران الجيش "بقصف مباني مستشفى الأطباء بالخرطوم، ما أدى إلى تدمير المبنى".
ولفت البيان إلى أن "القصف العشوائي تسبب في تدمير 18 مستشفى، بما في ذلك المعدات والأجهزة الطبية، ما عاق عودة تلك المستشفيات إلى الخدمة".
وقال البيان إن "قوات الدعم السريع إذ تدين هذه الأفعال، تؤكد أن معركتها ضد الانقلابيين وأعوانهم من فلول النظام البائد وكنس آثارهم مستمرة حتى يتسنى للسودانيين بناء وطن يحقق تطلعاتهم المشروعة في الاستقرار والتقدم والازدهار".
جبهة مدنية
من جهتها، أجرت قوى سياسية سودانية، مساء الثلاثاء، اجتماعات بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل "جبهة مدنية" لوقف القتال بين الجيش َوقوات "الدعم السريع" في السودان.
والتقى ممثلون عن قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا)، الأمين المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي بمقر الجامعة بالقاهرة، كما عقدوا اجتماعا آخر منفصلا مع السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري.
وقالت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، إن وفدا تابعا لها التقى الأمين المساعد لجامعة الدول العربية، في إطار حشد وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية، لوقف الحرب في السودان.
وأوضح البيان أن "اللقاء مع زكي بحث تطورات الوضع في السودان، في ظل "استمرار الحرب وما يرافقها من كارثة إنسانية".
كما استعرض الوفد السوداني، خلال الاجتماع، تشكيل "الجبهة المدنية العريضة" بهدف وضع حد للحرب، وفق البيان.
من جهته، أعلن غودفري، في بيان منفصل، أنه "حضر اجتماعات مثمرة في القاهرة مع ممثلين عن المجتمع المدني السوداني والائتلافات والأحزاب السياسية".
وجاءت تصريحات غودفري في بيان، نشرته السفارة الأمريكية عبر صفحتها بموقع فيسبوك.
وأشار البيان الأمريكي إلى أن الاجتماع بين القوى السودانية وغودفري عُقد لمناقشة جهود "قوى إعلان الحرية والتغيير"، من أجل تشكيل "تحالف مدني تمثيلي قوي وموسع وشامل، يركز على استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان فيما يتعلق بإنهاء القتال".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، و"الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.