مباحثات سودانية لتأمين عودة النازحين إلى دارفور
قائد قوات الدعم السريع بشمال دارفور يطالب المسلحين بالجدية وعدم التفريط في سلامة البلاد
أجرى وفد من حركة تحرير السودان برئاسة منى أركو مناوي، مباحثات مع قوات الدعم السريع السودانية التي يقودها الفريق محمد حمدان حميدتي، بشأن تأمين عودة النازحين إلى قراهم في دارفور.
وكان وفد من حركة تحرير السودان التي تحمل السلاح في دارفور وصل إلى الخرطوم بعد سنوات من الحرمان بسبب النظام السابق.
وجاءت العودة تنفيذاً لاتفاق "إعلان جوبا" لبناء الثقة الموقع في سبتمبر/أيلول الماضي مع الحكومة الانتقالية.
ويضم وفد تحرير السودان الدكتور جمعة وكيل انقل، مساعد رئيس الحركة لشؤون الطلاب، والمهندس أحمد عبدالكريم جدو، أمين التنظيم، وعددا من القادة الميدانيين.
والتقى الوفد، الأحد، قائد قوات الدعم السريع بقطاع شمال دارفور، العميد جدو حمدان أحمد، بمكتبه بالفاشر، وبحث اللقاء سبل تحقيق السلام والاستقرار وتأمين الموسم الزراعي وعودة النازحين إلى قراهم.
وأكد قائد قوات الدعم السريع بشمال دارفور، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، جاهزية القوات لتأمين الموسم الزراعي وحماية الأهالي ومكافحة كافة الظواهر السلبية وحسم الانفلات الأمني، داعياً المسلحين إلى الجدية وعدم التهاون والتفريط في سلامة الوطن.
من جهته، امتدح رئيس وفد حركة تحرير السودان جهود القوات النظامية وقوات الدعم السريع في حفظ الأمن والاستقرار، قائلاً: "زيارتهم إلى الولاية تجيء بهدف التمهيد للتوقيع على السلام".
وأكد الطرفان أهمية التكاتف والتعاون ووحدة الصف وعدم التفرقة بين كافة أهل دارفور من أجل بناء السلام ورتق النسيج الاجتماعي.
وقال رئيس وفد حركة تحرير السودان، جمعة وكيل، خلال مخاطبته نازحي معسكر "زمزم" 15 كليومترا، جنوب مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور، "إن قضايا النازحين ومطالبهم على رأس أولويات الحركة".
وشدد على أهمية مشاركة النازحين في عملية التفاوض عبر كافة المنابر وتقديم الخدمات الضرورية لهم، بالإضافة إلى مشاركتهم في كافة المؤسسات خاصة المفوضيات والوزارات.
وأشار وكيل إلى أن مشروع حركة جيش تحرير السودان يرتكز على التنمية والسلام، وأن حمل السلاح جاء من أجل قضايا الإنسان بدارفور.
وذكر أن زيارتهم إلى الولاية تأتي في إطار إبداء حسن النوايا لتعزيز عملية السلام بدارفور، كما ستشمل زيارتهم معسكرات النازحين في بقية ولايات دارفور الخمس.
وكان نازحو دارفور قدموا جملة مطالب إلى وفد حركة تحرير السودان على رأسها تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية بالدخول إلى البلاد، بجانب نزع سلاح المليشيات، وتوفير متطلبات العودة الطوعية بمناطقهم الأصلية.
وكان مجلس الوزراء السوداني أصدر قرارا بفتح المسارات الإنسانية لتقديم العون لكل المتأثرين بالحرب في أنحاء البلاد.
والأربعاء الماضي، أصدر حاكم ولاية شمال دارفور غربي السودان اللواء الركن مالك الطيب، قراراً قضى بفتح الممرات الإنسانية أمام المنظمات التطوعية، للوصول إلى المتضررين بالحرب، بما في ذلك مناطق سيطرة الحركات المسلحة.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اطلع رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، على خطط السلام في شمال إقليم دارفور، التي أعلنها مجلس الوزراء الانتقالي في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وعقد حمدوك اجتماعاً بقاعة مجلس الوزراء بالفاشر مع مجلس حكومة ولجنة أمن ولاية دارفور، بحضور والي الولاية المكلف اللواء الركن مالك الطيب خوجلي.
وتعد زيارة حمدوك إلى دارفور هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع بالدولة السودانية لتلك المعسكرات منذ اندلاع الحرب في عام 2003، كما أنها الأولى لرئيس الوزراء داخل البلاد منذ توليه منصبه أغسطس/آب الماضي.