21 يوما من القتال بالسودان.. هدنة "مٌنتهكة" وزحف على جنيف
تتعقد الأوضاع على الأرض في السودان وتنتهك الهدنة تلو الأخرى وتتدهور الأوضاع الإنسانية، وسط بحث كثيف عن حلول وعمليات إنقاذ إنسانية.
وفي هذا الإطار، أظهرت وثيقة، اليوم الجمعة، أن مجموعة من الدول تقودها 4 دول غربية من المنتظر أن تطلب جلسة عاجلة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الأزمة السودانية الأسبوع المقبل.
- العمل الإنساني في السودان.. شمعة أمل بمهب الصراع
- مغتربون أفارقة في السودان.. "رحلة جمر" بين الرعب والموت
وأظهر الخطاب، الذي يحمل تاريخ الخامس من مايو/أيار، أن بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج من المنتظر أن تطلب من رئيس المجلس عقد اجتماع لبحث اندلاع العنف في السودان منذ 15 أبريل/نيسان.
وأبلغ دبلوماسيون "رويترز" أنهم حصلوا على تأييد ما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 دولة وفقا لقواعد المجلس.
تحديد الموعد
وأعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعا خاصا في 11 مايو/أيار لمناقشة "تأثير" المواجهات التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل/نيسان "على حقوق الإنسان".
وقال المجلس، في بيان، إن "هذا الاجتماع الطارئ يأتي بناء على طلب رسمي مشترك تقدمت به المملكة المتحدة والنروج والولايات المتحدة وألمانيا، مساء الجمعة، وحظي بتأييد 52 دولة حتى الآن".
الأوضاع الميدانية
واليوم الجمعة، تواصلت المعارك في السودان رغم الهدنة التي تعهّد الطرفان المتصارعان الجيش وقوات الدعم السريع، الالتزام بها، ورغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات.
ولليوم الـ21 على التوالي، استيقظ سكّان الخرطوم على وقع الضربات الجوية ونيران المدافع الرشاشّة على الرغم من وعود بهدنة، بحسب ما أفاد شهود وكالة "فرانس برس".
ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
ومن بين القتلى أطفال "بأعداد كبيرة مرعبة"، بحسب الأمم المتّحدة، في بلد يقلّ فيه عمر 49 بالمئة من السكّان عن 18 عاماً.
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة "يونيسف"، الجمعة، إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.
وأضافت المنظمّة الأممية، أنّها تلّقت تقارير من شريك موثوق به، لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد، تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال أول 11 يوماً فقط من القتال.
والخميس الماضي، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ "المأساة... يجب أن تنتهي"، ملوّحاً بفرض عقوبات على "الأفراد الذين يهدّدون السلام"، لكن من دون أن يسمّي أحداً.
والسودان الدولة التي يبلغ عدد سكّانها 45 مليون نسمة، خرج في العام 2020 من عقدين من العقوبات الأمريكية التي فُرضت على الديكتاتورية العسكرية للجنرال عمر البشير الذي أطاح به الجيش تحت ضغط الشارع في العام 2019، بعد ثلاثين عاماً في السلطة.
معارك "طويلة الأمد"
رئيسة الاستخبارات الأمريكية أفريل هاينز تتوقّع معارك "طويلة الأمد" بين الجيش والدعم السريع، لأنّ "الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتصار عسكرياً، وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وأسفر القتال عن إصابة أكثر من 5 آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدا من أفقر دول العالم.
وأوضحت الأمم المتحدة أنّ "أكثر من 56 ألف شخص عبروا في الثالث من أيار/مايو" إلى مصر، مضيفة أنّ "أكثر من 12 ألف شخص" عبروا إلى إثيوبيا و"30 ألف شخص إلى تشاد".
"حلول أفريقية"
وفي وقت تتكثف فيه المبادرات الدبلوماسية في أفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بسبب الحاجة إلى "حلول أفريقية لمشكلات القارّة"، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأمريكية والسعودية.
وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا الخميس الماضي. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى قائدي الطرفين.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة، الأحد، اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية سيخصّص أحدهما لبحث النزاع في السودان، بحسب ما قال دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس.
وتعهّد معسكر البرهان بتسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية "رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي".
من ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز