حمدوك يذرف الدموع بمعقل "الشعبية" ويدعو الحلو لزيارة الخرطوم
عبدالعزيز الحلو يعتبر أن "الزيارة تعكس رغبة الحكومة الانتقالية في تحقيق السلام في البلاد"
فاضت عينا رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك بالدموع بعد أن وطئت قدماه مدينة كاودا بجنوب كردفان، في أول زيارة لمسؤول حكومي لهذه المنطقة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو منذ 9 سنوات.
- حمدوك في معقل الحركة الشعبية "كاودا" بعد عزلة 9 سنوات
- بعد 9 سنوات من العزلة.. حمدوك يصلي بـ"كاودا" لأجل السلام
وقال عبدالعزيز الحلو إن "هناك فرصة تاريخية نادرة لاحت لناظرنا لتحقيق السلام، ونحن لدينا رغبة صادقة في تسوية سلمية تضع نهاية للحرب".
وطالب رئيس الوزراء السوداني بـ"إعلان دولة علمانية ديمقراطية موحدة"، متابعا: "تقع عليك مسؤولية تاريخية".
واعتبر الحلو أن "الزيارة تعكس رغبة الحكومة الانتقالية في تحقيق السلام في البلاد، ومؤشرا إيجابياً على اهتمام حمدوك والفريق أول (عبدالفتاح) البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالمعاناة الإنسانية لقاطني المناطق المحررة".
وقال: "لقد لمسنا ذلك عندما سمحتم بدخول المساعدات الإنسانية إليها عبر مسارات متعددة".
وقدم حمدوك دعوةً رسمية إلى عبدالعزيز الحلو لزيارة الخرطوم، بعد أن أكد العمل من أجل دولة ديمقراطية موحدة.
وعبر عن امتنانه لكونه جزءا مما وصفه بـ"اللحظة التاريخية المهمة"، قائلا إنها "لحظة نعترف فيها جميعاً بدورنا الفردي والوطني من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان".
وتابع: "الاستماع إلى أهلنا في كاودا وتقديم حلول طال انتظارها من أجل إنهاء الصراع، أمر أساسي لتحقيق السلام المستدام".
ولفت إلى أن "الحكومة الانتقالية سمحت لمنظمات العون الإنساني بتقديم العون لأهلنا هناك وفي كل أنحاء البلاد، وسنستمر في ذلك لأننا نرى أن هذا يُعد حقًا إنسانياً لجميع السودانيين".
وظلت كاودا معزولة تماماً طوال 9 سنوات بسبب الحرب الضارية بين حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، ووصلها مدير برنامج الغذاء العالمي لأول مرة بعد نجاح الثورة الشعبية وتشكيل حكومة انتقالية، والتي سمحت له بهذه الزيارة التاريخية.
وطيلة الـ9 سنوات ظل الرئيس المعزول عمر البشير يتوعد بأنه سيصلي فريضة الجمعة بكاودا بعد طرد الحركة الشعبية المسلحة منها، لكنه فشل حتى رحل من السلطة بثورة شعبية 11 أبريل/نيسان الماضي.
ولم تتحقق أمنية الرئيس المعزول بصلاة يوم الجمعة في كاودا، بعد سعي حثيث وأعمال عسكرية أحبطتها دفاعات الحركة الشعبية شمال، وبات رئيس الوزراء عبدالله حمدوك على مقربة من الصلاة في هذه المنطقة بأمر الثورة الشعبية ودون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة.
وكان المجلس الأعلى للسلام في الخرطوم قد أعلن، الثلاثاء الماضي، عن وضع خارطة طريق تفصيلية لمسارات التفاوض بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح التي تحتضنها جوبا.
وكان فريق الوساطة بين الفرقاء السودانيين، أعلن تعليق جولة التفاوض بين الحكومة السودانية من جانب، والحركة الشعبية-شمال والجبهة الثورية من جانب آخر، لمدة شهر، من أجل مزيد من المشاورات.
وأقر فريق الوساطة إجراءات لبناء الثقة بين الطرفين، من بينها إطلاق سراح أسرى الحرب وإسقاط الأحكام الغيابية والحظر الذي فرضه نظام البشير على بعض قادة الفصائل المسلحة، وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة المتأثرين من الحرب.
ونصت الإجراءات أيضاً على تأجيل تشكيل المجلس التشريعي وتعيين حكام الولايات، لحين التوصل إلى اتفاق حول السلام في مناطق الحروب، ليتسنى لقادة التمرد المسلح المشاركة في السلطة الانتقالية.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز