اتفاق نادر في السودان بمنطقة مزقتها الحرب.. انفراجة إنسانية
في تطور لافت يبشر بانفراجة محتملة في ملف إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق النزاع، توصل فرقاء في ولاية جنوب كردفان لاتفاق نادر.
وفشلت جهود أممية لإقرار هدنة إنسانية في السودان الذي دخل عامه الثاني من المعارك الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما واجهت الأعمال الإغاثية عراقيل شتى في البلد الذي يعاني أزمات اقتصادية عميقة وترد في الخدمات.
وناقش عضو مجلس السيادة السوداني نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي، وعبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في العاصمة جوبا، اليوم السبت، الأزمة السودانية وتبادل الطرفان الرؤى حول إيجاد الحلول بشأن الملف الإنساني وإيصال المساعدات والحل السياسي.
ومطلع العام الجاري أكدت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو أنها ليست طرفا في الحرب الحالية المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ووفق بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن الطرفين اتفقا على "تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة الشعبية بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته".
كما اتفقا على عقد اجتماع خلال أسبوع لوفد من حكومة السودان ووفد من الحركة الشعبية شمال للتوقيع على وثيقة خاصة بالعمليات الإنسانية في المنطقتين.
وقال مستشار الرئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، في تصريحات إعلامية، إن رئيس الحركة الشعبية شمال أكد "جاهزيته لاستقبال أي وفود شعبية للتشاور حول الحلول للأزمة في كل السودان.
وأوضح أن "اللقاء تناول حل الأزمة في السودان والملف الإنساني، والاتفاق على إيصال فوري للمساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة الشعبية في المنطقتين (جنوب كردفان/والنيل الأزرق) على أن يلتقي خلال أسبوع وفدا لإقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات.
وفي 31 مارس/آذار الماضي قالت منظمة الهجرة الدولية إن ولاية جنوب كردفان تشهد موجة نزوح واسعة جراء اشتباكات اندلعت بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وتقاتل الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو القوات الحكومية في ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ يونيو/حزيران 2011.
ويتكون "الجيش الشعبي" الذراع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، الذي يقاتل من أجل علمانية الدولة وحق تقرير المصير.
وتطالب الحركة الشعبية شمال، في التفاوض مع الحكومة السودانية، بأن تكون العلمانية نصا صريحا في الدستور، وإلا إقرار حق تقرير المصير لشعبي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وسبق أن ذكرت منظمة العفو الدولية أن الجيش السوداني استهدف المدارس والمستشفيات والمنازل في الولاية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الطاهر أبوبكر الاتفاق يمثل خطوة جديدة وتحالفا مرحليا بعد اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.
وأوضح أبوبكر، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الخطوة ربما تؤدي إلى تفاهمات مشتركة، بعد توغل قوات "الدعم السريع" في مناطق كثيرة بولاية جنوب كردفان.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي سيطرت قوات "الدعم السريع" على منطقتي "الدلنج" و"هبيلة" بولاية جنوب كردفان، بعد معارك ضارية مع قوات الجيش السوداني.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان -حتى قبل الحرب- أحد أفقر بلدان العالم يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، نقصا حادا في الغذاء، وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.