ترقب بالسودان لطي الحرب الأهلية.. وحمدوك: لحظة تاريخية
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك يؤكد أن اتفاق السلام مع الحركات المسلحة لحظة لاستشراف المستقبل
يسود الشارع السوداني حالة من الترقب لطي صفحة الحرب الأهلية المستمرة منذ عقود، مع اقتراب موعد توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية، وتحالف الجبهة الثورية المسلح.
ومن المنتظر أن تتوج الأطراف السودانية جولات ماراثونية امتدت لأكثر من عام، بتوقيع اتفاق سلام بالأحرف الأولى يوم غد الإثنين، في عاصمة جنوب السودان جوبا والتي ترعى عملية التفاوض.
وبحسب متابعات "العين الإخبارية" فقد اكتملت كافة الترتيبات لتوقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى بين الحكومة والجبهة الثورية، في قت وصل فيه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى جوبا، اليوم الأحد، ليشهد هذه اللحظة التاريخية.
وحالة الترقب هذه تسود الشارع السوداني وبخاصة سكان المناطق الملتهبة، إذ تتعلق آمالهم بالاتفاق المنتظر في أن يخرجهم من عهود الدم والرصاص.
وقال حمدوك عقب وصوله إلى جوبا، إن "الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف السودانية يمنح البلاد طاقة جديدة لمواصلة المسير في طريق البناء".
وأضاف "توصُّلُنا لاتفاق مع أطراف عملية السلام لحظة تاريخية تستحق الاحتفاء والمباركة".
ووصف الوصول إلى الاتفاق ومن ثم التوقيع عليه بالأحرف الأولى بأنه "لحظة تفاؤل بما حققناه معا لشعبنا بمعسكرات النزوح واللجوء وضحايا الحروب الأهلية في السودان وهم يستحقون منّا الكمال".
وقال إن الاتفاق يمثل كذلك لحظة استشراف للمستقبل "بأن نظل نعمل معاً على ألا تتكرر هذه المآسي في السودان مرة أخرى".
وتخللت مفاوضات السلام التي انطلقت في جوبا منذ سبتمبر / أيلول الماضي حالات من الشد والجذب، لكن إرادة الأطراف جعلت من الاتفاق ممكنا.
وجرى تقسيم تحالف الجبهة الثورية لمسارات متعددة تشمل كل أنحاء السودان، وتم التفاوض معها على أساس مناطقي وقومي، وتوقيع اتفاقيات منفصلة، على أن يتم تجميعها في اتفاقية موحدة يتم توقيعها بالأحرف الأولى يوم غدا الإثنين.
وتوصلت الأطراف لتفاهمات بشأن قسمة السلطة والترتيبات الأمنية وتعويض ضحايا الحرب وغيرها من القضايا الهامة.
ورغم هذا الزخم الا أن الفرحة تبدو منقوصة بالنسبة للسودانيين، حيث ما يزال هناك فصيلين مسلحين كبيرين خارج العملية السلمية، وهما الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بزعامة عبدالواحد محمد نور.
وتعثرت المفاوضات بين الحكومة وحركة الحلو، بعد مطالبة الأخير بعلمانية الدولة السودانية أو إعطاء حق تقرير المصير لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ذات الغالبية السكانية غير المسلمة.
ورفضت الحكومة السودانية هذا المطلب التفاوضي، معللة بأن هذا الأمر يخرج عن إطار تفويضها ويجب أن تطرح هذه القضايا في مؤتمر دستوري قومي لحسمها.
أما حركة عبدالواحد محمد نور التي تسيطر على مناطق واسعة بجبل مرة غربي السودان، رفضت الدخول في المفاوضات، واشترطت نقل المحادثات إلى الخرطوم للانخراط في العملية السلمية.