شهران من القتال بالسودان.."العين الإخبارية" ترصد خريطة السيطرة
شهران من القتال بين جنرالات السودان، ولم يضع الصراع أوزاره، بل رسم خريطة جديدة للسيطرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
خريطة تتغير ملامحها يومًا بعد آخر، وفقًا للتطورات التي تسيطر على المشهد في ثالث أكبر بلد بأفريقيا من حيث المساحة.
ويشهد السودان قتالا بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" منذ الخامس عشر من شهر أبريل/نيسان الماضي، مما تسبب في مقتل وتشريد الآلاف، وتدمير بنى تحتية.
لكن ما حصيلة قتال الشهرين؟
بسطت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على القصر الرئاسي بالكامل، وأجزاء واسعة من محيط القيادة العامة للجيش، وقيادة جهاز المخابرات العامة، ومطار الخرطوم، وقيادة سلاح الطيران.
كما بسطت سيطرتها على: منطقة الخرطوم العسكرية المركزية، ومقار رئاسة مجلس الوزراء، والداخلية، وقيادة قوات الاحتياط (الدفاع الشعبي سابقا) والكتيبة الاستراتيجية، وجميع مقرات الأجهزة العسكرية في شارع 16 بحي العمارات وسط الخرطوم، بحسب مصادر "العين الإخبارية".
ومؤخرًا، تمكنت قوات "الدعم السريع" من السيطرة على: مصنع "اليرموك" للصناعات الدفاعية، وسلاح "الذخيرة" وجزء كبير من "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، و"مصفاة الجيلي"، وقاعدة "قري العسكرية، شمالي العاصمة الخرطوم، وسلاح "المظلات"، بالإضافة إلى مقر الإذاعة والتلفزيون وما جاوره من مقار حكومية.
وتسيطر قوات الدعم السريع -كذلك- على كباري "سوبا" و"المنشية"، و"المك نمر" و"الفتيحاب" من جهة الخرطوم، و"شمبات" و"الحلفايا"، كما تنتشر بكثافة في أجزاء واسعة من شوارع العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان.
وأحكمت القوات جيدة التسليح سيطرتها أيضا على جميع مداخل العاصمة الخرطوم، وعلى المدخل الجنوبي على طريق الخرطوم – مدني، فيما تنشر قواتها على المداخل الغربية على طريقي بارا وشريان الشمال، ومدخل طريق التحدي شمالا.
وتحكم قوات الدعم السريع سيطرتها -كذلك- على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وأجزاء واسعة من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ومدينة "كتم" بولاية وسط دارفور، وأجزاء واسعة من مدن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
ماذا عن الجيش؟
يسيطر الجيش السوداني، على أجزاء كبيرة من قيادته العامة وسط العاصمة الخرطوم، وقاعدة "وادي سيدنا" العسكري شمالي العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى قاعدة "النجومي" الجوية جنوبي العاصمة.
كما يسيطر الجيش السوداني على: "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، و"سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة، وعلى أجزاء واسعة من مدينة أم درمان، وبحري والخرطوم.
ليس هذا فحسب، بل إن الجيش يبسط سيطرته على كل ولايات السودان الـ(18) تقريبا ما عدا توترات مع قوات "الدعم السريع" في بعض ولايات دارفور (شمال وجنوب وغرب ووسط دارفور).
ومنذ بدء النزاع في 15 أبريل/نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار سرعان ما كان يتمّ خرقها.
أوضاع إنسانية
وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.
وأودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح حوالى مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة.
ومن بين هؤلاء، انتقل زهاء 200 ألف إلى الجارة الشمالية مصر، وفق أرقام أوردتها وزارة الخارجية المصرية مع إعلانها أنها بدأت بتشديد الإجراءات الحدودية من خلال فرض تأشيرة على كل السودانيين الراغبين بدخول أراضيها.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك هي الأشد.
ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز