لقاءات مكثفة بأديس أبابا لتحقيق السلام في السودان
الوساطة الأفريقية تجتمع، الثلاثاء، بالأطراف الخمسة الموقعة على اتفاق خارطة الطريق عام 2016
انخرط فريق الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو مبيكي في لقاءات مكثفة مع الأطراف السودانية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لاستئناف جولة محادثات جديدة لتحقيق السلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور.
ومن المقرر أن تجمع الوساطة الأفريقية، الثلاثاء، الأطراف الخمسة الموقعة على اتفاق خارطة الطريق، وهي: الحكومة والقوى المنضوية تحت تحالف "نداء السودان" في طاولة واحدة لبحث سبل دفع التسوية السياسية وتحقيق السلام في المناطق المضطربة.
وعقد وفد الحكومة السودانية برئاسة مساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم خلال أمس الأحد واليوم الإثنين، اجتماعيين تشاوريين مع ثامبو مبيكي تناولت المقترحات المقدمة لاستئناف التفاوض مع الحركة الشعبية بشأن سلام المنطقتين.
كما عقد الوفد الحكومي لقاءات مماثلة مع الأطراف الدولية المهتمة بالسلام في السودان، بينهم القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم إستيفن كوستيس والمبعوثين الفرنسي والبريطاني.
وتناول هذا اللقاء بحسب رئيس وفد الحكومة السودانية فيصل حسن إبراهيم، إدراج قضايا الدستور والانتخابات وتهيئة البيئة الملائمة لذلك، خلال المحادثات المنتظرة مع قوى المعارضة.
ويقود فريق الوساطة الأفريقية مفاوضات السلام السودانية على مسارين، الأول مع الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقاتل الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والثاني مع الأطراف الخمسة الموقعة على اتفاق خارطة الطريق عام 2016.
وردا على سؤال لـ"العين الإخبارية"، قال وزير الإعلام السوداني بشارة جمعة إن الحركات التي ستشارك في المفاوضات، هي: الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، وحركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي.
وتعاني "الحركة الشعبية قطاع الشمال" من انقسام بعد أن أصدر مجلس التحرير الثوري للحركة في يونيو/ حزيران 2017، قرارا بعزل رئيسها مالك عقار؛ لتنقسم إلى جناحين، الأول بقيادة عبد العزيز الحلو، والثاني بقيادة عقار، ووفقا لتوازنات الحركة يمثل الحلو ولاية جنوب كردفان، بينما يمثل عقار ولاية النيل الأزرق.
وأضاف جمعة أنهم اتفقوا في اجتماعهم مع الآلية الأفريقية على انتظار اجتماعات الآلية مع حركات المعارضة، ثم عقد اجتماع تشاوري مشترك، يضم وفد الحكومة والمعارضة لبحث أجندة المفاوضات.
وفي استطلاع أجرته "العين الإخبارية" مع محللين سياسيين حول مدى نجاح جولة المفاوضات الحالية، رأى خبراء أن نجاح هذه الجولة يعتمد على مرونة الأطراف في التعاطي مع الأزمة السودانية.
وقال الصحفي والمحلل السياسي السوداني فيصل محمد صالح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن المفاوضات بين الحكومة السودانية وأطراف المعارضة تمضي بطريقة روتينية منذ سنوات، وإذا لم تأت الوساطة والأطراف المتفاوضة، بمقترحات جديدة فإن المفاوضات ستنتهي مثل سابقاتها.
وأضاف أنه ليس متفائلا بخارطة الطريق الموقعة بين الأطراف، مشيرا إلى أنها صارت خارج الإطار الزمني المناسب وأن الأحداث تجاوزتها ولا بد من وجود فكرة جديدة تبعث بروح جديدة في التفاوض.
من جهته، أعرب الصحفي السوداني فضل الله رابح عن تفاؤله بنجاح الجولة الحالية من المفاوضات، وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن الجولة التشاورية الحالية هامة وتمهد الطريق للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المختلفة.
وأضاف أنه متفائل برغم العقبات الحالية للجولة إلا أنها يمكن أن تخرج باتفاق بين الأطراف الخمسة الرئيسية الموقعة على خارطة الطريق، مشيرا إلى الوساطة التي تقدم بها رئيس دولة جنوب السودان بين الحكومة والحركة الشعبية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ووقعت الحكومة السودانية وقوى "نداء السودان" المعارضة، في أغسطس/ آب 2016، على خريطة الطريق الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي ترمي إلى إنهاء النزاعات في البلاد.
وفي فبراير/ شباط الماضي، انتهت جولة مفاوضات في أديس أبابا بين الحكومة السودانية، و"الحركة الشعبية قطاع الشمال" جناح الحلو، دون تحقيق اختراق جراء تمسك كل من الطرفين بموقفه بشأن طريقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وتتمسك الحكومة بإغاثة متضرري الولايتين عبر مسارات داخلية، بينما تصر الحركة على إيصال 20% من المساعدات عبر مدينة "أصوصا" الإثيوبية المتاخمة للولايتين.
وتقاتل "الحركة الشعبية قطاع الشمال" قوات الحكومة السودانية، منذ يونيو/ حزيران 2011، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بسبب ما تقول إن مناطقها تعاني من التهميش السياسي والاقتصادي.