أزمة السودان.. هل يوقف «سلاح العقوبات» الأمريكي معارك الفاشر؟
فيما تسوء الأوضاع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إثر مقتل وإصابة المئات، بدأت الولايات المتحدة استخدام سلام العقوبات.
إذ أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، في بيان، فرض عقوبات على كل القياديين، علي يعقوب جبريل، وعثمان محمد حامد محمد، لـ"قيادتهما الحملة العسكرية لقوات الدعم السريع في الفاشر."
وأضاف البيان: "تسببت هجمات قوات الدعم السريع في شمال دارفور، والتي بدأت الشهر الماضي، في سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم أطفال."
وتابع "أدى تطويق قوات الدعم السريع للفاشر، عاصمة شمال دارفور، والقتال الأخير بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، إلى تعريض ما يقرب من مليون مدني سوداني للخطر في آخر ملاذ آمن رئيسي في دارفور، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة خطر وقوع فظائع جماعية، ويمكن أن يؤدي إلى تقويض جهود السلام".
"دور كبير"
ووفق البيان الأمريكي، قام علي يعقوب جبريل، وهو قائد قوات "الدعم السريع" بولاية وسط دارفور، بـ"دور فعال في الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر منطقة رئيسية يسيطر عليها الجيش في دارفور".
وأشار البيان إلى أن "عثمان محمد حامد، وهو رئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع، أدلى بتصريحات نيابة عن قوات الدعم السريع بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها، كما أنه جزء مهم من التخطيط العملياتي لقوات الدعم السريع".
وأكد البيان، أنه "سيتم حظر جميع الممتلكات والمصالح الخاصة بجبريل وحامد الموجودة في الولايات المتحدة، أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أمريكيين"، داعيا إلى "إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها".
توسيع جبهات القتال
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون: "بينما يواصل الشعب السوداني المطالبة بإنهاء هذا الصراع، ركّز هؤلاء القادة على التوسع إلى جبهات قتال جديدة، والقتال من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي."
وأضاف: "ستواصل الولايات المتحدة استخدام العقوبات لدعم عملية السلام والعمل ضد أولئك الذين يريدون استمرار الصراع من الجانبين".
ولم تعلق قوات الدعم السريع على الاتهامات التي حملها البيان الأمريكي.
فيما قالت "منظمة أطباء بلا حدود" في وقت سابق، الأربعاء، إن الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ 10 مايو/ أيار الجاري في مدينة الفاشر، أودت بحياة 56 شخصا، بالإضافة إلى إصابة نحو 400 آخرين."
تبادل البيانات
ومع تصاعد وتيرة العنف، أعلن الجيش السوداني في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، "دحر قوات الدعم السريع، في الفاشر ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمركبات، واستلام عدد من المركبات القتالية والمؤن والذخائر".
وأضاف أن، "قوات الدعم السريع حاولت ترويع المواطنين الآمنين بقصف معسكرات النازحين وتدمير البنية التحتية."
بينما أعلنت قوات "الدعم السريع"، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، التصدي لهجوم من الجيش السوداني والحركات المسلحة، على عناصرها بمدينة الفاشر، أسفر عن وقوع عشرات الضحايا من المدنيين.
وأضاف البيان، "تصدت قواتنا ببسالة للهجوم واستولت على عدد 5 مركبات عسكرية بكامل عتادها وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح."
وتابع، "تتجلى حقيقتهم الآن في جرائم نهب البنوك وكافة أفرع المصارف وسرقة أموال المودعين وأسواق الذهب في الفاشر."
ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات، يواجه نحو مليون مدني محصورين داخل الفاشر مصيرا مجهولا لعدم استطاعتهم مغادرة المدينة إلى المناطق الآمنة، في ظل صعوبة الحصول على الغذاء بسبب غلق الطرق ومنع شاحنات المواد الغذائية من دخول المدينة.
ورغم تحذيرات إقليمية ودولية لطرفي النزاع لتجنب المواجهات العسكرية داخل الفاشر المكتظة بالنازحين الفارين من جحيم الحرب في عواصم دارفور الأخرى، إلا أن التحشيد العسكري وصل ذروته مؤخرا.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، وخاصة العاملين في قطاع الزراعة والرعي الذين يمثلون 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاق الحرب بالإضافة للهجمات العشوائية على المدنيين.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات الإقليم الخمس.
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز