"أمن وخدمات".. محاولات سودانية لملء فراغ "يوناميد" في دارفور
بحث مجلس شركاء الفترة الانتقالية بالسودان مع ولاة إقليم "دارفور"، الأربعاء، الأوضاع الأمنية بعد خروج بعثة حفظ السلام "يوناميد".
جاء ذلك خلال اجتماع مشترك عقد بالخرطوم، الأربعاء، ضم ولاة ولايات دارفور الخمس، وأعضاء مجلس شركاء الفترة الانتقالية وفي مقدمتهم قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو، وطه عثمان إسحق.
وذكر بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أن "الاجتماع يأتي في إطار التواصل والتنسيق المشترك بين الأطراف، وامتدادا للقاءات سابقة انعقدت في مدن نيالا والجنينة في إقليم دارفور".
وناقش اجتماع اليوم، وفق البيان، الوضع الأمني بإقليم دارفور وتداعيات إنهاء تفويض البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد"ـ وكذلك تنفيذ اتفاقية السلام والترتيبات الأمنية، بالإضافة إلى تحديات البنية التحتية ومشكلات المياه والكهرباء.
كما ناقش الاجتماع الوضع الأمني بالإقليم في مناطق الهشاشة الأمنية، وقضايا بعينها ممثلة في الصراعات القبلية، وانتشار السلاح، وعودة الانفلات في بعض الطرق بالمحليات بصورة محدودة، حسب البيان ذاته.
البيان ذكر أن "الاجتماع أشاد بالاستقرار الأمني الملحوظ في معسكرات وتجمعات النازحين واللاجئين بالإقليم".
وتابع: "شدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة الإسراع بنشر القوة الوطنية لحماية المدنيين فوراً في المحطات المحددة، وتفعيل عمل اللجنة العليا لجمع السلاح والعربات القتالية والسيارات غير المقننة".
وطالب الاجتماع أيضا، بـ"ضرورة الشروع بشكل عاجل في جمع السلاح قسراً، وإنقاذ الترتيبات الأمنية باتفاق السلام لارتباط القضايا المذكورة ببعضها البعض".
ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، أنهى مجلس الأمن الدولي تفويض بعثة حفظ السلام في دارفور "يوناميد" بعد 13 عاما أمضتها في الإقليم.
وأبدى سكان الإقليم مخاوف من تراجع الوضع الأمني إثر الفراغ الذي خلفته "يوناميد"، حيث شهدت دارفور مؤخرا العديد من الاشتباكات القبلية الدامية.
وتعتزم الحكومة السودانية نشر قوة خاصة قوامها 12 ألف جندي في دارفور ضمن خطة وطنية لحماية المدنيين جرى وضعها بموجب اتفاق جوبا للسلام في السودان.
وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري، شهدت منطقة "سرف عمرة" بولاية شمال دارفور اشتباكات قبلية خلفت 11 قتيلا، ما أبرز الوضع الأمني الصعب في الإقليم.
وتطارد لعنة الصراعات القبلية إقليم دارفور الذي خرج لتوه من حرب ضارية امتدت لأكثر من 16 عاما، وخلفت نحو 600 قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقعت الحكومة الانتقالية في السودان وتحالف الجبهة الثورية المسلح وحركات التمرد في دارفور "غرب" اتفاق سلام في جوبا، أنهى سنوات من الصراع الدامي.