احتجاجات السودان تتصاعد بعد الخلاف بشأن السلطة المدنية
المشهد الأبرز في مظاهرات الثلاثاء هو وصول موكب احتجاجي من إقليم دارفور غربي البلاد والانضمام إلى اعتصام "قيادة الجيش"
شهد الشارع السوداني، الثلاثاء، حالة من التصعيد الاحتجاجي بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم، وذلك بعد تباعد مواقف المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن انتقال السلطة للمدنيين.
جاءت المظاهرات رغم تأكيدات المجلس العسكري المستمرة وحرصه على استمرار الحوار وعدم نيته فض الاعتصام أمام قيادة الجيش بالقوة.
وكان المشهد الأبرز في مظاهرات الثلاثاء هو وصول موكب احتجاجي من إقليم دارفور غربي البلاد على متن عشرات السيارات والانضمام إلى اعتصام "قيادة الجيش"، رافعين مطالب الحراك الثوري ومشددين على أهمية القصاص لضحايا المظاهرات والحرب.
وتشارك في موكب إقليم دارفور، الذي انضم للمحتجين، ولايات الإقليم الخمس حيث تجمعت الإثنين الماضي مواكب مدن "الجنينة وزالنجي ونيالا والضعين" مع موكب مدينة الفاشر بشمال دارفور قبل أن تتحرك إلى العاصمة الخرطوم.
وقطع الموكب أطول مسافة، مقارنة بمواكب الولايات التي وصلت إلى ساحة الاعتصام في وقت سابق، حيث تجاوزت المسافة التي قطعها 1467 كيلومترا.
ووصل موكب إقليم دارفور إلى القيادة العامة بمشاركة صاحب أطول فترة اعتقال في عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وهو الناشط السياسي محمد آدم، الذي مكث داخل المعتقل أكثر من 16 عاما.
وبحسب هيئة محامي دارفور فإن المعتقل المفرج عنه من أبناء مدينة "الجنينة" بغرب السودان، وكان طالباً بجامعة الجزيرة، حينما تم اعتقاله عام 2003 من حرم الجامعة ثم نقله إلى مباني جهاز الأمن بالخرطوم بحري.
وأوضح بيان الهيئة الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية" أن آدم ظل حبيساً داخل معتقلات جهاز أمن النظام السابق المعروفة بـ"الثلاجة" قرب موقف شندي بالخرطوم بحري حتى أطلق سراحه بعد سقوط نظام البشير.
وانتقد نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، سلوك المحتجين المتمثل في إغلاق الطرق والجسور وخط السكة الحديد.
وقال حميدتي، خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن المجلس لن يسمح بالفوضى بعد اليوم، لافتاً إلى أن التفاوض مع قوى الاحتجاجات سيستمر وأنهم لا ينوون فض الاعتصام.
وأوضح نائب رئيس المجلس العسكري السوداني أن وفد الحرية والتغيير لم تتسم مواقفه وتصريحاته بالصدق، وأنهم وافقوا على مبدأ مشاركة المدنيين في المجلس السيادي، إلا أن وفد الحرية والتغيير قفز لمطالب غير متفق عليها.
في المقابل، اتهم متحدث باسم قوى إعلان الحرية والتغيير خالد عمر يوسف، المجلس العسكري الانتقالي بعدم الجدية في نقل السلطة إلى المدنيين وأنه يلعب على عامل الوقت.
وقال عمر خلال مؤتمر صحفي إن المجلس العسكري أمامه فرصة لإخراج البلاد من أزمتها بالاستجابة لمطالب الشارع، وإن الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم سيتواصل في انتظار تحقيق المطالب، وعلى رأسها نقل السلطة إلى حكومة مدنية ومحاكمة رموز النظام السابق.
وفي أبريل/نيسان الجاري، انحاز الجيش السوداني للشعب وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الحكم، بعد 4 أشهر من الاحتجاجات المستمرة في الأحياء والأسواق ومواقف المواصلات العامة، قبل أن تتوج بالوصول إلى مقر قيادة الجيش والاعتصام أمامها.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز