السودان.. احتجاجات الغلاء تقترب من قصر الرئاسة
قوات الأمن السودانية تصدت للمحتجين بالهراوات والغاز المسيل للدموع وسط اعتقالات واسعة شملت سياسيين وصحفيين.
تظاهر مئات السودانيين، الثلاثاء، على بُعد أمتار من القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم؛ احتجاجا على غلاء الأسعار، وتدهور الوضع المعيشي بالبلاد.
وتصدت قوات الأمن للمحتجين بالهراوات والغاز المسيل للدموع، وسط اعتقالات واسعة شملت سياسيين وصحفيين، ومنعت الأجهزة الأمنية الموكب السلمي الذي دعا له الحزب الشيوعي السوداني من المرور حول حدائق الشهداء المجاورة للقصر الجمهوري، حيث كان ينوي الوصول إلى مقر حكومة ولاية الخرطوم؛ لتسليم مذكرة احتجاجية ضد الإجراءات الاقتصادية القاسية التي أدت إلى ارتفاع فاحش في أسعار السلع.
وتقدم الحزب الشيوعي، الأسبوع الماضي، بطلب للسلطات للتصديق لتسيير موكب سلمي الثلاثاء، إلا أن الأخيرة لم تردّ على الطلب سلباً أو إيجاباً، وهو ما حدا بهم للخروج دون انتظار الموافقة الرسمية.
واضطر الموكب الاحتجاجي الذي تقدمه سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب وعدد من رموز المعارضة السودانية إلى العودة غربا، وطاف بشارع الجمهورية الذي يتوسط السوق العربي "أكبر الأسواق بالعاصمة"، وسط هتافات تندد بغلاء الأسعار والإجراءات الاقتصادية الأخيرة على نحو "لا للغلاء"، "لا لميزانية التجويع والإفقار".
وفي وقت مبكر اليوم طوقت سيارات لشرطة النجدة والعمليات، حدائق الشهداء، وأغلقت شارع الجامعة، من اتجاه جامعة الخرطوم شرقاً إلى قاعة الصداقة غرباً، وهي المنطقة التي يقع فيها القصر الرئاسي وأغلب الوزارات الحكومية المهمة.
ومنذ مطلع يناير/كانون الثاني الجاري يشهد السودان احتجاجات متفرقة على موجة غلاء شملت كل السلع الاستهلاكية، لاسيما الخبز الذي تضاعف ثمنه، وألقى بأعباء طائلة على ذوي الدخل المحدود.
وأعلنت الحكومة السودانية، الاثنين الماضي، أنها لن تتراجع عن حزمة الإجراءات الاقتصادية المضمنة بموازنة العام المالي 2018م، "باعتبارها إجراءات سليمة بنسبة 100%، وستؤدي إلى كبح جماع التضخم وتعافي الاقتصاد".
وبحسب الحكومة فإن الزيادات التي طرأت على السلع غير مبررة، ويعود سببها إلى جشع التجار ومضاربات تحدث بسوق النقد الأجنبي الموازي.