السودان يرحب بإقامة قاعدة عسكرية روسية على سواحله
البشير خلال زيارته لموسكو ناقش بوتين في إقامة قاعدة عسكرية روسية على السواحل السودانية
أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الوطني في السودان، الهادي آدم حامد، استعداد بلاده لإقامة قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر الأحمر ، حتى تساعد الخرطوم في مواجهة ما وصفها بالضغوط الخارجية.
وقال حامد، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "أعتقد أنه عين العقل والصواب أن توافق القيادة في روسيا على إنشاء قاعدة روسية عسكرية على ساحل البحر السوداني (البحر الأحمر من جهة السودان)، وهذا بلا شك يقع في إطار التعاون بين البلدين في مجالات التعاون الاقتصادي والعسكري".
وتابع: "أؤكد أننا على استعداد لاستقبال مثل هذه القواعد العسكرية الروسية ومثل هذا التعاون الممتاز".
واعتبر حامد أن التعاون السوداني مع روسيا في المجال العسكري، وفي تنويع الأسلحة "يزيد من فرص وإمكانيات السودان حتى لا يخضع للضغوطات الخارجية، في حال ظل معتمدا على جهة واحدة".
وتفصيلا قال إن الرئيس السوداني عمر البشير -الذي زار موسكو هذا الأسبوع- طلب من الجانب الروسي إقامة قواعد عسكرية بحرية في البحر الأحمر "لحماية حدود سواحل البحر الأحمر السودانية، لأن سواحلنا البحرية طويلة وممتدة، وقد رصدنا الكثير من الانتهاكات، تتمثل في دخول جرافات بحرية لحدودنا البحرية، وتقوم بجرف الثروة السمكية، وأيضا انتهاكات لقوارب صيد أخرى".
كذلك تحدث عن أن هناك "تجارة غير مشروعة بالبشر، ويستغل المتاجرون سواحل البحر الأحمر في هذه التجارة غير المشروعة، عبر توصيل بشر إلى مناطق أخرى، ونحن بالتأكيد جزء من المجتمع الدولي، ويجب علينا أن نكافح مثل هذه الظواهر غير الشرعية، ونحمي سواحلنا البحرية، لذا التعاون مع روسيا وإقامة قاعدة ليس بالشيء الغريب، بل هو مطلوب في الوقت الحالي".
وسبق أن نقلت "سبوتنيك" عن البشير تصريحا السبت الماضي قال فيه إنه ناقش مسألة إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع سيرجي شويجو.
وأعلن الرئيس السوداني أن بلاده تمتلك مصنعا حربيا قادر على تصنيع وتجميع كافة الأسلحة والذخائر، وهي بصدد "بناء أقوى الجيوش بالمنطقة للرد على أية محاولة للاعتداء على البلاد".
ويوم السبت أيضا صرح النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي الروسي فرانتس كلينتسيفيتش بأنه "لا أسباب أمام روسيا لرفض عرض محتمل لبناء قاعدة عسكرية في السودان، في الوقت الذي قد تدعو فيه دول أخرى موسكو لبناء قواعد عسكرية، عقب النجاح في سوريا".
وتحت عنوان "بماذا تغامر روسيا إذا أقامت قاعدة بحرية في إفريقيا؟"، أرجعت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية أهمية هذه القاعدة لروسيا بأن التقارب مع السودان يمكن أن يساعد في تعزيز تفاعل روسيا مع العالم الإسلامي، ويمكن أن تصبح القاعدة ضامنا للاستقرار في تلك المنطقة، بالإضافة إلى التأثير على الخطط الأمريكية للسيطرة على المنطقة، إضافة إلى المساعدة في مكافحة القراصنة الصوماليين.
ومع" وجود قاعدة روسية بحرية في طرطوس السورية، سيكون وجود نظيرتها على البحر الأبيض الأحمر، مغريا جدا. فإذا ما كانت عودة روسيا إلى الشرق الأوسط حقيقية، فإن هذه القاعدة ضرورية. وقد كان للاتحاد السوفييتي، مثلا، قواعد مماثلة في الصومال وفي إثيوبيا"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن خبراء روس.
وتأتي هذه القاعدة في إطار سباق دولي على إنشاء قواعد عسكرية على ساحل البحر الأحمر وبالقرب من مضيق المندب ومدخل قناة السويس، فقد أنشأت كل من الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وإسبانيا والسعودية ومؤخرا الصين قواعد في جيبوتي.