عقوبات أمريكية تطول اثنين من قادة "الدعم السريع" بالسودان
بينما تدور رحى النزاع في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة معلنة عقوبات استهدفت للمرة الأولى أشخاصا، وكانت في السابق تطول كيانات وشركات.
وطالت تلك العقوبات اثنين من قادة الدعم السريع، وجهت لهما الولايات المتحدة عدة اتهامات، رغم نفي قوات الدعم السريع ارتكابها في وقت سابق.
- دارفور منطقة منكوبة.. تطور على رقعة الاشتباكات بالسودان
- البرهان يعود لبورتسودان.. وقصف عنيف لـ"الدعم السريع" في دارفور
العقوبات الأمريكية
وبحسب بيان، أصدره أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، فإن وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين فرضتا عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، القيادي بقوات الدعم السريع وشقيق قائدها، وعبد الرحمن جمعة، قائد قطاع غرب دارفور.
وبيّن بلينكن أن "وزارة الخارجية فرضت قيودًا على تأشيرة عبد الرحمن جمعة، لتورطه في انتهاك جسيم لحقوق الإنسان"، بحسب البيان.
واتهمته الخارجية الأمريكية نقلا عما سمته "مصادر موثوقة"، بـ"اختطاف وقتل والي غرب دارفور خميس أبكر وشقيقه، في 15 يونيو/حزيران 2023"، وهو ما سبق ونفاه القائد بـ"الدعم السريع".
وبحسب بيان الخارجية الأمريكية، فإن وزارة الخزانة فرضت عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو لاتهامه بـ"ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والقتل على أساس العرق"، بحسب البيان.
ودعت الولايات المتحدة جميع الجهات الخارجية إلى "تجنب تأجيج الصراع"، مؤكدة أنها "لن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة لوقف إطالة أمد هذه الحرب، وردع أي جهة فاعلة عن تقويض تطلعات الشعب السوداني للسلام. والحكم المدني الديمقراطي".
وشددت على أنها ستعمل على "تعزيز مساءلة المسؤولين عن أي انتهاكات والسعي لتحقيق العدالة للضحايا، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والتفاوض على إنهاء النزاع".
نفي "الدعم السريع"
وكانت قوات الدعم السريع نفت على لسان قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ارتكاب أي انتهاكات في دارفور أو "قتل أسرى".
وقال: "نحن لا نكذب ولا نقتل الأسرى، بل نعالج المصابين منهم، وكل من يضع السلاح فهو أسير"، وأكد أن "من بدأ الحرب هو من ينهيها"، في إشارة منه إلى أن الجيش السوداني هو من بدأ، وأن قواته في موقف المدافع عن نفسها.
وكان الجيش السوداني الذي اتهم قوات الدعم السريع قبل أيام باختطاف واغتيال والي غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر.
لكن قائد قطاع الدعم السريع غرب دارفور اللواء عبدالرحمن جمعة بارك الله، قال في مقطع بثته قوات الدعم السريع، عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، إنه "بعد المعارك (التي نشبت في الجنينة، فر (أبكر) هاربا تجاه الاحتياطي المركزي، و(عناصر) الاحتياطي اتصلوا بي، وأخبروني أن الوالي يجلس في السيارة، ولو تعرفوا عليه سيقتلوه، وفعلا بعض الناس عرفوا بالأمر".
وأضاف جمعة: "عندما قابلت والي غرب دارفور، قال لي يا عبدالرحمن، أنا أرسلت لك (أريد) أن تنجدني وتحفظني، في هذه الولاية لا يوجد (شخص) يحفظني غيرك، ثقتي فيك كبيرة، وأراد الرحيل إلى تشاد، قلت له سأجعلك تعبر إلى تشاد سالما غانما، ثم أخذته في (السيارة)".
وتابع: "عندما (رأوه) معي في العربية، طاردوني بأكثر من 50 سيارة، وأنا حاولت الفرار به لتهريبه، لكن لم أستطع، فرجعت إلى القطاع وأدخلته المكتب، لكن تم حصاري من قبل المتفلتين، من قبل عدد كبير لا يحصى ولا يُعد".
وأردف: "المطاردون قتلوا 2 من حراستي، وخرج الوضع عن السيطرة، فطلبت من أناس أثق بهم إحضار سيارة عادية لإخراج أبكر بعيدا عن سيارات الأمن؛ لأنني لو خرجت بسيارتي سيعرفونني، والوالي طلب جهازا للاتصال مع ذويه".
واستطرد: "بعد أن خرجوا به، كانوا يسيرون بشكل (جيد)، ومروا على الكمين الأول والثاني والثالث، لكن تم تثبيت العربية بالتكييف، وفتحوا العربية وأخذوه، ولم أر أي شخص بعيني قتله، وإلى هنا تنتهي معلومتي حول موضوع الوالي".
ولفت إلى أنه "أمر بتشكيل لجنة تحقيق، لكن مع من سأحقق؟ مع كم ألف، أنا لم أر أي شخص بعيني قتله، أنا فقط سلمته بنفسي للسيارة وذهب، وكل ما حدث بعد ذلك كان بعيدا عني، فمع من أحقق؟، 50 ألفا أو 100 ألف شخص؟"، يقول قائد قطاع الدعم السريع بدارفور.
وتابع: "أنا جاهز لأي مساءلة، الفبركة كثيرة وخاصة وسائل الإعلام، وأي شخص عنده إثبات أنا جاهز لمجلس التحقيق، إذا وجدوا إدانة يشنقوني اليوم قبل الغد، وإذا لم يجدوا يشوفوا من المتسبب بالمشكلة".
رؤية "الدعم السريع" لحل الأزمة
وكان قائد قوات الدعم السريع بالسودان، طرح الأحد الماضي، رؤية للحل الشامل وتأسيس الدولة السودانية الجديدة، مؤكدا فيها أن "حل الأزمة الراهنة ينبغي أن يكون بالرجوع إلى الحل السلمي".
وقال دقلو، في بيان، إن "حل الصراع يجب أن يكون سلمياً، وطالب بالعمل للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار على أن يقترن بمبادئ الحل السياسي الشامل الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان".
وأضاف أن "الحرب الحالية يجب أن تكون الحرب التي تنهي كل الحروب في السودان، ونظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطياً مدنياً يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم".
وطالب حميدتي بــ"ضرورة بناء جيش سوداني جديد من الجيوش المتعددة الحالية بغرض بناء مؤسسة عسكرية قومية مهنية واحدة تنأى عن السياسة"، لافتا إلى ضرورة "العمل على إشراك أوسع قاعدة سياسية واجتماعية ممكنة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة من كل مناطق السودان في السلطة"، بحسب قوله.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg
جزيرة ام اند امز