اعتصام مرتقب في الخرطوم.. "ماراثون الشارع" وشبح العنف
مواكب جماهيرية تعتزم الاعتصام أمام مقر الحكومة السودانية بدعوة من جناح منشق عن قوى الحرية والتغيير، في تحركات تشوبها مخاوف من العنف.
جناح يطلق عليه "منصة التأسيس" أعلن تنظيم مواكب جماهيرية، اليوم السبت، لـ"استعادة الثورة السودانية من الأحزاب التي اختطفتها"، وفق تعبير القائمين عليها.
في المقابل، اتهم تحالف الحرية والتغيير وقوى أخرى الجناح المنشق بمحاولة الانقضاض على الفترة الانتقالية وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي من خلال هذا الحراك.
وبين الجبهتين، يستعد أنصار الجناح المنشق للاحتشاد من أجل إثبات علو الكعب وامتلاك الجماهير في ماراثون الشارع.
منع الأمن
وفيما يعتزم متظاهرون تلبية الدعوة والاعتصام أمام مجلس الوزراء، أكد والي الخرطوم أن مسلحين منعوا القوى الأمنية من تأمين بعض المنشآت الحيوية في العاصمة.
وقال أيمن خالد، والي الخرطوم، في بيان، إن لجنة شؤون أمن ولاية العاصمة أغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المواقع السيادية وسط الخرطوم، من أجل الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف أن عناصر من قوات الشرطة والاستخبارات تفاجأوا بمجموعة تدعي الانتماء للحركات المسلحة قامت بإعاقتهم ومنعهم من مواصلة عملهم.
وتأتي التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السياسية في السودان انقساما حادا بين مكونات الحكم الانتقالي عقب إحباط محاولة انقلابية في سبتمبر/أيلول الماضي، تصاعد بسببها التراشق الإعلامي بين المكونين المدني والعسكري.
وبلغ الأمر درجة من التوتر دفع نحو توقف اجتماعات مجلس السيادة والاجتماعات المشتركة مع مجلس الوزراء.
في الأثناء، أعلنت قوى سياسية منضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير طرح ميثاق جديد، يضمن مشاركة كل قوى الثورة، ويوسع قاعدة المشاركة دون إقصاء كل المكونات الأخرى.
خارطة طريق
ومساء الجمعة، أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، في خطاب موجه للشعب، وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة، مشددا على ضرورة إنهاء الشقاق بين مكونات الثورة وتوسيع قاعدة الانتقال لاستيعاب كل مكونات قوى الحرية والتغيير.
ولفت حمدوك إلى أن الأزمة التي يمر بها السودان وحالة الاستقطاب الحاد بين مكونات الفترة الانتقالية وخلافات الحاضنة السياسية خطيرة جدا.
وحذر من أن الصراع الدائر في البلاد يشكل تناحرا بين معسكر الانتقال الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة.
وأضاف أنه يجب الإعداد للانتخابات فورًا وبدون تأخير، وقضايا مثل الإرهاب لا يمكن أن تخضع للتكهنات.
ولاحقا، قالت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي، إن خارطة الطريق التي قدمها رئيس الوزراء تمثل فرصة للسودانيين لتحقيق مقاصد الثورة وأهداف الانتقال الديمقراطي.
واعتبرت أنه من واجب المرحلة التوافق السياسي للتغلب على تحديات الانتقال وفتح الطريق أمام انتخابات حرة ونزيهة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز