معركة الأهلى والرجاء في القاهرة بصافرة سودانية.. وهدنة الخرطوم "أوف سايد"
صافرة حكم سوداني أدارت معركة كروية في القاهرة، لكن مفعولها عجز عن ضبط إيقاع الصراع في الخرطوم.
وأدار الحكم السوداني محمود علي إسماعيل الموقعة التي تجمع بين الأهلي المصري والرجاء المغربي في دور ربع النهائي في دوري أبطال أفريقيا، على استاد القاهرة الدولي في العاصمة المصرية.
لكن شجون الأزمة السودانية طغت على المشهد بحضور إسماعيل على أرضية الملعب.
وكانت مصر قد استعادت قبل يومين جنودها الموجودين في السودان للتدريب بوساطة إماراتية، فيما تراقب القاهرة من كثب ما يحدث في البلد الجار الذي يمثل عمقا استراتيجيا لأمنها القومي.
ولا تشير الأوضاع في السودان إلى قرب انتهاء الأزمة، إذ فشلت هدنة وافق عليها طرفا الصراع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وخصمه الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلال أيام عيد الفطر في الصمود، فيما يسعى كل طرف إلى تحسين وضعه الميداني لكسب أوراق إضافية على مائدة تفاوض يبدو أن الأزمة لن تمر دونها.
ومنذ اندلاع الصراع منتصف الشهر الجاري لا تزال المعارك تدور في المواضع نفسها التي بدأت حولها في المقار السيادية بالعاصمة الخرطوم، ما يشير إلى أن أيا من الجانبين لا يستطيع فرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن خرق الهدنة تماما مثلما تبادلا الاتهامات بشأن أسباب اندلاع المعارك.
وضغطت الأمم المتحدة وعواصم غربية وإقليمية لفرض هدنة خلال عيد الفطر، لإفساح المجال أمام تخفيف المأساة الإنسانية في الخرطوم، التي تواجه خطر نقص المواد العذائية والمياه وسط مخاوف من انهيار النظام الصحي في البلد الأفريقي الذي يعاني أصلا أوضاعا اقتصادية متردية.
وكان فريق الهلال السوداني طرفا في المنافسات في دوري أبطال أفريقيا، وخرج من المنافسة حينما خسر مباراته في القاهرة أمام الأهلى المصري.
لكن طريق الهلال كان مفخخا، بفعل الصراع السياسي في البلد الذي أطاح بنظام الإخوان قبل نحو 4 سنوات.
وبدأ بعض الرعايا الأجانب في مغادرة السودان اليوم السبت بعد أسبوع من بدء صراع أدى إلى مقتل مئات المدنيين، حتى في الوقت الذي وجه فيه الجيش ضربات جوية لقوات الدعم السريع خلال معارك بوسط الخرطوم.
وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة. وجرى استهداف المطار بشكل متكرر، ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أمانا.
وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام وقف إطلاق النار المعلن الذي تم تجاهله في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.
ولم يتمكن آلاف الأجانب، من بينهم موظفو سفارات وعمال إغاثة وطلاب، من الخروج من الخرطوم ومناطق أخرى في السودان، ثالث أكبر دولة في أفريقيا، بسبب إغلاق المطار والمجال الجوي غير الآمن.
وقال الجيش في وقت سابق اليوم السبت، إنه سيوفر ممرات آمنة لإجلاء رعايا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين، بينما تقوم السعودية والأردن بالفعل بإجلاء المواطنين عبر بورتسودان على البحر الأحمر. وأشار الجيش إلى وجود صعوبات في مطار الخرطوم ومطار نيالا أكبر مدن دارفور.
وقال دبلوماسي أجنبي -طلب عدم نشر اسمه- إن بعض الدبلوماسيين في الخرطوم يأملون في إجلائهم جوا من بورتسودان خلال اليومين المقبلين. وحذرت السفارة الأمريكية مواطنيها من "معلومات غير وافية" عن قوافل تغادر الخرطوم، مضيفة أن السفر سيكون على مسؤولية الأفراد.
وانتهك القتال، اليوم السبت، ما كان يفترض أن يكون هدنة لثلاثة أيام، بدأت أمس الجمعة للسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عطلة عيد الفطر. ويتهم كل طرف الآخر بخرق الهدنة.
من شأن أي هدوء في القتال اليوم السبت، أن يسرع وتيرة نزوح سكان الخرطوم اليائسين إلى خارج العاصمة بعدما قضوا أياما في منازلهم أو أحيائهم تحت تهديد القصف وتحركات المقاتلين في الشوارع.
وقال سكان في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري، إن القتال اشتد صباح اليوم السبت، إذ وقعت ضربات جوية بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية ومعارك بالأسلحة النارية في عدة مناطق منها مواقع قريبة من مقر الجيش.
وقال أحد السكان في حي كافوري بمدينة بحري إن إمدادات المياه والكهرباء مقطوعة منذ أسبوع، وأفاد بوقوع ضربات جوية متكررة مع استمرار المواجهات بين طرفي الصراع.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز