مكاسب الحوار تفوق العداء.. دعوات سودانية للحاق بالسلام
موقف السودان من إسرائيل يشهد تغيرات جذرية توحي بأن قطار السلام العربي الذي توقف بالإمارات والبحرين، قد يصل الخرطوم، رغم العراقيل.
تغييرات جذرية في الموقف السوداني من إسرائيل ترجح بأن قطار السلام العربي الذي مر بالإمارات والبحرين، قد يصل الخرطوم أيضا، رغم العراقيل.
خطوات جريئة فجرت حالة من الزخم والاهتمام الدولي، وأثارت ردود فعل إيجابية، يرى خبراء أنها ستشكل أكبر محفز للدول المترددة، مثل السودان الذي أمضى خطوات متقدمة لإنهاء العداء التاريخي مع إسرائيل، غير أنه تأخر بفعل تباينات داخلية.
مؤشرات بين السر والعلن
الخبراء أكدوا أن السودان كان سيسبق الإمارات والبحرين، من واقع اللقاءات المعلنة والسرية التي جرت بين مسؤولين بالخرطوم وتل أبيب، ولعل أبرزها لقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا.
وبخلاف الموقف الرسمي الصادر مؤخرا عن الخارجية السودانية، والذي أكد عدم مناقشة مسألة السلام مع إسرائيل، فإن قرائن كثيرة تشير إلى استمرار التواصل بين الخرطوم وتل أبيب، وهو ما يعكس حالة التوجس السوداني من المجاهرة بخطوات السلام مع إسرائيل.
- السودان يتطلع لسلام مع إسرائيل يقوم على "الندية"
- وزير إسرائيلي يتوقع اتفاق سلام مع السودان قبل نهاية العام
ولم تكن مشاركة القائم بأعمال السفارة السودانية بواشنطن، السفيرة أميرة عقارب، في حفل توقيع السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل محض صدفة عابرة أو مجاملة دبلوماسية، لكنها تحمل، وفق مراقبين، دلالات كبيرة حيث أنهت قطيعة امتدت 64 عاما.
كما أن السماح بعبور الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوداني، وتسيير رحلة من تل أبيب إلى الخرطوم، أقلت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تعطي مؤشرات قوية لتقدم المشاورات السودانية الإسرائيلية.
تباينات داخلية
المحلل السياسي السوداني علي الدالي، يعتبر أن الحالة السودانية تشكل نتاجا لمخاوف ناجمة عن تباينات وسط فئة قليلة ترفض السلام مع إسرائيل.
ومستدركا، في حديث لـ"العين الإخبارية": "لكن المعاهدة التي جرى توقيعها رسميا في واشنطن بين الإمارات وإسرائيل وإعلان تأييد السلام مع البحرين، ربما ستزيل التحفظ والتردد من جانب الخرطوم تجاه تل أبيب".
وأضاف الدالي أن "السلطة الانتقالية أضاعت فرصة كبيرة للسلام مع تل أبيب، وذلك بسبب قلة ترفض التقارب مع تل أبيب، استنادا إلى موقف أيديولوجي قديم، وهي بالطبع لا تراعي مصلحة السودان".
ولفت إلى أن "ما فعلته الإمارات والبحرين خطوة شجاعة تستحق الإشادة، ويجب على الحكومة السودانية السير في هذا الاتجاه، ليس من أجل السودانيين فحسب، وإنما حفظا لمصلحة الشعب الفلسطيني، إذ أوقفت المعاهدات الموقعة في واشنطن توسع إسرائيل بتجميد الضم، وهذا مكسب كبير".
أحوج ما يكون للسلام
الدالي دعا أيضا إلى ضرورة أن "نسارع في خطوات السلام مع إسرائيل لتعويض ضرر 60 عاما، فنحن بحاجة الآن لرفع اسم بلادنا من قائمة الإرهاب الأمريكية، وإعفاء ديوننا الخارجية، وهذا لن يتأتى إلا بمصالحة تل أبيب والكل يدرك هذه الحقيقة".
من جانبه، يرى الأمين السياسي لحزب الأمة السوداني، فتحي مادبو، أن بلاده أحوج من أي دولة في العالم للحوار مع إسرائيل.
ويرى مادبو أن الحوار سيقود نحو "التخلص من المشكلات الكبيرة والعقوبات الدولية على السودان جراء العداء لتل أبيب. والتي تأتي في مقدمتها إدراجها في قائمة الإرهاب وتراكم الديون الخارجية".
وتابع: "بعد الخطوات الشجاعة التي قادتها الإمارات وتبعتها البحرين، يجب على الحكومة الانتقالية إنهاء حالة التردد، وعقد معاهدة سلام مع إسرائيل من أجل مصلحة البلاد. وبما لا يمس الحقوق الفلسطينية، فمسألة إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب وإعفاء الديون الخارجية تأتي في قمة أولوياتنا".
وأكد أن "التجربة أثبتت أن ما يأتينا بالحوار من إسرائيل أكثر من العداء، فالتفاوض هو من أوجد السلطة الفلسطينية عبر اتفاقية أوسلو، وإعادة سيناء وقناة السويس لمصر بمقتضى معاهدة كامب ديفيد".
وواصفا الخطوة الإماراتية والبحرينية بـ"النقلة النوعية" في التعاطي مع إسرائيل، شدد على أنها ستعود بفوائد كبيرة للمنطقة والقضية الفلسطينية"، داعيا السودان إلى "عدم التأخر عن ركب السلام مع تل أبيب".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA=
جزيرة ام اند امز