الأفراح تعم الشارع السوداني بعد اتفاق "العسكري" والمعارضة
السودانيون يخرجون في مسيرات حاشدة للتعبير عن فرحتهم بتوصل المجلس العسكري وقوى المعارضة إلى اتفاق على تشكيل السلطة الانتقالية.
عمت الأفراح الشارع السوداني، الجمعة، بعد اتفاق المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير على تشكيل هياكل السلطة الانتقالية.
- قرقاش يرحب بالتوافق في السودان ويؤكد دعم الإمارات المتواصل
- "العسكري السوداني" والمعارضة يتفقان على تشكيل السلطة الانتقالية
وفور انتهاء جلسة المحادثات وإعلان الاتفاق، الجمعة، خرج السودانيون في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في مسيرات حاشدة للتعبير عن فرحتهم بما تم التوصل إليه بين الطرفين، واصفين الاتفاقية بأنها انتصار لمطالب الثورة التي فقدوا خلالها مئات الضحايا.
ووفقا لشهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن مظاهرات الفرح عمت ضاحية بري وشارع الستين شرقي الخرطوم، ومدينتي أم درمان وبحري (شمال) العاصمة السودانية، ومدينة عطبرة صاحبة القطار الشهير الذي وصل ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش أبريل/نيسان الماضي.
وظل المتظاهرون يرددون النشيد الوطني، وعبارات تحض على ضرورة التمسك بتحقيق كل مطالب الثورة الشعبية بمحاسبة المتورطين في قتل المحتجين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخراً، على نحو "الدعم قصاد الدم ما بنقبل الدية".
ولا تزال أجواء الفرح التي بدأت فجر الجمعة تخيم على المشهد العام في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى، حيث تضج الطرقات الرئيسية بأبواق السيارات وأهازيج المارة فرحا بالاتفاق.
وكان مبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان محمد الحسن لبات، أعلن عن اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير على تشكيل مجلس سيادي يقوده العسكريون والمدنيون بالتناوب ويحكم البلاد لمدة 3 سنوات على الأقل.
وقال لبات عقب جلسة محادثات: "اتفق الطرفان على تشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة برئيس وزراء يحمل ذات الصفات".
وأفاد المبعوث الأفريقي بأن الطرفين اتفقا على إرجاء مناقشة المجلس التشريعي إلى ما بعد تشكيل مجلس السيادة والحكومة التنفيذية، وإقامة تحقيق وطني مستقل وشفاف حول أحداث العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وبعث نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان "حميدتي" برسالة طمأنة لكل القوى السياسية والحركات المسلحة وقوى الثورة توحي بأن الاتفاق المبرم مع قوى الحرية والتغيير شامل ولن يقصي أحدا ويلبي تطلعات الشعب السوداني.
وتقدم حميدتي بالشكر للمبعوث الأفريقي والمبعوث الإثيوبي والسعودية والإمارات وأمريكا وسفرائهم الذين ساهموا في تقريب وجهات الطرفين.
وعلق القيادي في قوى الحرية والتغيير عمر الدقير بالقول إن "الاتفاق يفتح الطريق أمام تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية"، وأوضح أن أولويات الحكومة الانتقالية هي الاهتمام بقضية السلام ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين قضوا أثناء فترة الاحتجاجات.
وخلال بيان له، أعلن تجمع المهنيين السودانيين أن "الاتفاق قضى بتشكيل مجلس سيادي من 11 عضوا مناصفة بين المدنيين والعسكريين (5+5) والواحد المكمل يكون شخصية مدنية يتوافق عليها الطرفان".
وأشار إلى أن الاتفاق أعطى العسكريين رئاسة المجلس السيادي لمدة 21 شهرا تخصص الـ6 أشهر الأولى منها لعملية السلام، فيما تؤول الرئاسة للمدنيين خلال الـ18 شهر المتبقية لعمر الفترة الانتقالية.