الروائية السودانية آن الصافي: أكتب للإنسان في كل زمان ومكان
الروائية السودانية آن الصافي تؤكد لـ"العين الإخبارية" انتشار الأقلام العاملة في حقل الرواية بشكل كثيف لأسباب عدة على رأسها سهولة النشر.
قالت الروائية والشاعرة السودانية آن الصافي إن الحركة الثقافية والأدبية في بلادها لم تتوقف يوماً داخل وخارج الوطن، مؤكدة أن حب الإبداع والكلمة يسري في جينات شعب السودان.
وفي حوارها مع "العين الإخبارية" أضافت الصافي، خريجة أكاديمية الشعر في أبوظبي، التي صدرت لها روايات "فُلك الغواية"، و"جميل نادوند"، و"توالي"، "قافية الراوي"، "كما روح"، "إنه هو"، أن هذا الحراك الثقافي تعرض من مرحلة لأخرى لتوترات وعثرات إلا أنه سرعان ما كان يتم التغلب عليها.
وتابعت أنها تعمل على مشروع سمته "الكتابة للمستقبل" يعنى بأثر أدوات العصر على حياة إنسان اليوم وأجيال الغد وما نتج من قضايا ومواضيع تهم المجتمعات العربية وتوجهها.. وإليكم نص الحوار..
- كيف كانت البدايات في عالم الكتابة.. ومن هم الكتاب الذين شكلوا مرجعيتك؟
مشواري مع الحرف منذ عرفته قارئة في المقام الأول، في المنزل الجو مهيأ تماماً للاطلاع والقراءة في شتى العلوم والحقول والحوار الهادف بعد القراءة مع الوالد على وجه الخصوص، كنت أكتب قصصا وشعرا ولكن لا يطلع على كتاباتي إلا عدد قليل من الصديقات.
شاركت في المسابقات المدرسية الخاصة بالقصة مرات عدة.. مواضيع الإنشاء كانت مساحة جيدة لنشر أفكاري ووجهات نظري وكانت علاقاتي جيدة مع معلماتي لا سيما معلمات اللغة العربية، وكنت أتردد على اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع مدينة أبوظبي وأحضر جلسات يقدم فيها الحضور من الهواة نصوصا للنقاش.
وبحكم وجودي بدولة الإمارات حرصت دوما على زيارة معارض الكتب بمدينة أبوظبي والشارقة، ووجدت فرصة جيدة لمعرفة عوالم النشر وآليته، وبحمد الله وفقت في التعامل مع ناشر آمن بأن ما أكتبه مختلف، ويشكل إضافة على صعيد الدار والمشهد الثقافي والأدبي.
- كيف ترين وتقيمين المشهد الثقافي السوداني في ظل الظروف الحالية؟
الحركة الثقافية والأدبية في السودان لم تتوقف يوماً داخل وخارج الوطن، فحب الإبداع والكلمة جينة أصيلة في شعب السودان، ورغم أن هذا الحراك تعرض من مرحلة لأخرى لتوترات وعثرات، إلا أنه هناك دائما نور نهاية النفق، وقد بدأ بالشروق لأجل السودان الجديد الذي نأمله أن يحدث النقلة المرجوة في جميع الحقول من ضمنها إتاحة فرصة لسطوع عدد جيد لأعمال إبداعية سودانية نحو إقليمية وعالمية الأدب والثقافة.
- عنوان روايتك "مرهاة" ومحتواها ينبعان من مفردات الثقافة السودانية التي يرى البعض أنها تكاد تندثر، فهل تخاطبين القارئ السوداني حصرًا في كتاباتك؟
"مرهاة" مفردة عربية أصيلة، في عدد من الدول متداولة بمعانٍ مختلفة، اخترتها لسبب سيعرفه القارئ من خلال قراءة النص، ما أكتبه موجه للإنسان في كل زمان ومكان وأتناول قضايا تهم البشرية.
- صدر لك العديد من الأعمال منها "إنه هو"، "كما الروح"، "توالي فلك الغواية"، "قافية الراوي"، "جميل نادوند" وغيرها.. حدثينا عن تلك الرحلة الأدبية؟
أعمل على مشروع أسميته الكتابة للمستقبل يعنى بأثر أدوات العصر على حياة إنسان اليوم وأجيال الغد وما نتج من قضايا ومواضيع تهم مجتمعاتنا وتوجهها، كل نص يعد ركنا رئيسيا في المشروع يحمل في طيه قضية وظواهر ومسائل تحت إطار محدد يخدم الغرض منه، كما يهمني الابتكار ما أمكن، وأن تختلف التقنية المستخدمة مع كل نص عن غيرها، وتعمل بشكل فاعل لأجل القضية المحورية في النص.
- هل هناك مواضيع أدبية تفرض على كاتبها اتباع هذا النوع الأدبي أو ذاك؟
ما أعمل عليه في مشروع الكتابة للمستقبل تحديداً، أستهدف منه تقديم مسائل تعبر عن جميع الأجيال وعلى وجه الخصوص أجيال اليوم والغد حتى فيما يخص الماضي من مسائل، فاليوم نتاج ما قُدم في الماضي، والغد يؤسسه فعل الحاضر وما يقدم خلاله. نحن في حقبة تتضافر فيها العلوم الإنسانية ولا يمكن فصل المحاور العلمية والأدبية عن بعضها.
وببساطة إنسان اليوم تأتيه المعلومات بتنوعها مهما كانت خلفيته الثقافية ولم يعد تبادل المعرفة والمعلومة حكرا على طبقة بعينها، فلم لا ينتقل ذلك بشكل موضوعي وسلس في السرد بأي شكل يرتأيه الكاتب خادماً لموضوعه، فالرواية تحمل المشاهد والرؤى بعمق وتحليل وتفاصيل علَّها تسهم في إيصال فكرة النص بمتعة وتشويق بينما القصة تحتمل تلخيص قضية في أسطر بينما القصيدة تحمل في طيها فلسفة وفكرة وموضوعا بعينه، كل له دور يميزه ومع ذلك، مجملاً.
ومن تجربتي المتواضعة ارتأيت أنه من الممكن أن تحتمل الرواية وضع القصة القصيرة والقصيدة ضمن النص بتقنيات مبسطة، بحيث يعد كل فصل من الروايات التي قدمتها قصة قصيرة، كما أن فصلا بأكمله من الممكن أن يكون قصيدة كما في رواية "إنه هو" أو جزء من الفصل به قصيدة كما في فُلك الغواية.
- كيف تقيمين زيادة عدد الروايات السودانية في الفترة الأخيرة، وهل لا تزال الرواية السودانية تحتاج إلى الكثير من أجل التقدم؟
الكم لا يعكس الكيف وذلك في كل حقل، وفي المشهد الثقافي الإقليمي انتشرت الأقلام العاملة في حقل الرواية بشكل كثيف لأسباب عدة منها ربما الجوائز وسهولة النشر والتوزيع والرغبة في الانتشار وربما أسباب أخرى، المهم أن يثبت العمل الجيد نفسه والساحة الأدبية في إقليمنا مفتوحة وتتسع للجميع أما الترقي نحو القمة، أياً كان تعريفها، يعني الأصالة والجودة وهذا شأن آخر .
ومن الصعب أن نصف الأعمال الروائية الخاصة بخارطة دولة ما بأنها مجملاً ناضجة أم لا، القراءة والتنوع وسعة الاطلاع في عوالم الإبداع في الآداب والفنون والدراسة ربما كلها عوامل تدعم الموهبة، وقد يأتي قلم ناشئ يكتب لأول مرة ويقدم ما يدهش من سبقوه.
- المجتمع السوداني كان حتى فترة وجيزة مجتمعًا شعريًا بينما أخذت الرواية اليوم بالتطور، هل يمكن القول إن الرواية حلت أخيرا مكان الشعر الطاغي حضوره في السودان؟
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز