الروائية رولا غانم لـ"العين الإخبارية": الكتابة سلاحي الوحيد للدفاع عن وطني
الروائية الفلسطينية رولا خالد غانم أصدرت 3 روايات، هي: "الخط الأخضر"، و"مشاعر خارجة عن القانون"، و"لا يهزمني سواي".
قالت الروائية الفلسطينية رولا خالد غانم إن فلسطين لديها أدباء وصلوا العالمية من بينهم محمود درويش وإميل حبيبي، رافضة ما يردده البعض عن أن الفلسطينيين يكتبون شعارات سياسية وليس أدب.
وأصدرت غانم 3 روايات، هي: "الخط الأخضر"، و"مشاعر خارجة عن القانون"، و"لا يهزمني سواي"، وهي من مواليد مدينة طولكرم في فلسطين، وتعمل مديراً للمكتب الحركي لاتحاد الكتاب والأدباء في مدينة طولكرم.
وفي حديثها لـ"العين الإخبارية" أكدت الروائية الفلسطينية التي تعمل محاضرة أكاديمية في عدة جامعات بفلسطين، وجاءت للقاهرة مؤخراً لإنجاز رسالتها للدكتوراه في النقد الأدبي، أن الأدب هو الوسيلة الأنجح للدفاع عن الحق، إضافة إلى أنه يوثق الأحداث ويكتب شيئاً من التاريخ عن غير قصد في بعض الأحيان، وكان نص الحوار كالتالي..
- القارئ لأعمالك الروائية يجدها غنية بالتجارب الحياتية.. كيف كانت للنشأة والبيئة تأثير على كتاباتك؟
نعم هذا صحيح، وطبيعي جداً، فنحن نعيش في ظل احتلال، وتعصف ببلادنا مصائب لا حدود لها، والكاتب ابن بيئته، وما الأدب إلا انعكاس للواقع، ونحن نعيش واقعاً مريراً انعكست صورته على الأدب.
والأدب هو الوسيلة الأنجع في الدفاع عن الحق، إضافة إلى أنه يوثق للأحداث، ويكتب شيئاً من التاريخ عن غير قصد في بعض الأحيان، وأنا عن نفسي عشت حياة صعبة منذ الصغر، فكانت طفولتي في الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة التي تركت آثارها على نفسيتي.
كما أنني ابنة لرجل عاش مطارداً في بدايات حياته من قبل العدو الإسرائيلي، وعاش غريباً وبعيداً عن أهله الذين عاشوا داخل حدود الخط الأخضر وهو خارجه، هذه النشأة أثرت على كتاباتي، فكانت الكتابة بالنسبة لي أداة تفريغ، إضافة إلى أنها سلاحي الوحيد للدفاع عن وطني وشعبي وأمتي.
- يقول البعض إن الفلسطينيين يكتبون شعارات سياسية ولا يكتبون أدبا.. ماذا تقولين في ذلك؟
هذا كلام مرفوض، وإذا قرأ أحدهم نصاً مباشراً يحمل شعارات سياسية لفلسطيني، فهذا لا يعمم على الأدب الفلسطيني، وللتذكير فقط، لدينا أدباء وصلوا إلى العالمية أمثال محمود درويش، وإميل حبيبي، وإبراهيم نصر الله، ومحمود شقير، وسميح القاسم، ومعين بسيسو، وعز الدين المناصرة، وسحر خليفة، وفدوى طوقان وغيرهم.
- في كتاباتك هناك دعوة للتغيير.. لماذا؟
الأديب لا يكتب من أجل التسلية فقط ولا من أجل التعبير عن هموم الشعب فحسب، وإنما من أجل التغيير، فهذا هدف أساسي لكل أديب، التغيير نحو الأفضل، وهذا المطلب ليس رغبة ذاتية عندي بل عند جميع الكتاب، ولدى الناس رغبة في التغيير تفوق ما نرصده فيهم، والرواية عندما تبرز عيوب المجتمع لم يكن هدفها التعري أمام العالم بقدر تحقيق التغيير المنشود.
- تمزجين السياسة بالفن في رواياتك، والفن نقيض السياسة.. كيف تجسدين هذا في رواياتك؟
أنا أكره السياسة، ولكن القلم معركة وحرب وثورة ليس على الجلاد فحسب، وإنما على جميع أشكال الظلم، والإنسان المظلوم بحاجة لمن يدافع عنه ويطالب بحقوقه، ولمن يشعل الشموع في ليالي حياته، وأن ينير بحق طريق الظلمات، ولا نور بدون جمال وأدب وفن.
وأنا أسعى من خلال كتاباتي لأن أكتب للناس ولي وللأجيال القادمة ما يجعل من الحكاية عالماً منقذاً من الظلم والفتنة، وأرسم عوالم توسع ضيق هذا الوجود، خريطة تتسع لنا جميعاً، وطناً يقدر أن ينجو بنفسه وذويه من التهلكة، ونحن بالأدب الجميل والفن نعيد بناء سور الإنسانية، ونحمي هذا العالم من الأنين، وننشر الحق والجمال في كل مكان، ونحول حياة الناس بأفراحها وأحزانها إلى صور فنية متخيلة.
- رواياتك تصدح بصوت المرأة المظلومة على خلاف الرجل، فنادرا ما نجد صورة لامرأة شريرة في رواياتك.. لماذا؟
نحن نعيش في مجتمع ذكوري يمنح الرجل أكثر من حقه، ويهضم حقوق المرأة في الغالب، فالمرأة في مجتمعاتنا مضطهدة ومقموعة، والرجل متسلط يأمر وينهي كيفما يشاء بصفته صاحب السلطة، المرأة هي مصب الظلم الاجتماعي، وإن حصلت على بعض حقوقها مؤخراً.
- رواياتك تقوم على صراع الأضداد، بدءاً من الخط الأخضر إلى لا يهزمني سواي.. لماذا؟
نعم، ففن الرواية بشكل عام يقوم على الصراع بين ضدين، وعندما تبلغ الأحداث ذروتها يكون قد تأزم هذا الصراع، إلى أن يُحل في النهاية، وينتصر أحد الأطراف المتنازعة، وغالباً ما ينتصر الخير على الشر، والضعيف على القوي.
فعلى سبيل المثال في رواية "الخط الأخضر" الصراع كان قائماً بين الفلسطيني صاحب الحق والإسرائيلي المحتل، وانتصر في النهاية الفلسطيني بإرادته وعشقه للحياة، فبقي الناس يسهرون في المقاهي ويستمعون لأغاني أم كلثوم رغم الهزائم التي لحقت بهم، والصراع كان بين الجيل القديم الذي يتشبث بالعادات والتقاليد والجيل الجديد الذي يسعى إلى التغيير والتحلل من القديم.
وفي رواية"مشاعر خارجة عن القانون"، يتكرر الصراع ويكون ما بين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا يلازم رواياتي كإنسانة مؤمنة بحق شعبها على هذه الأرض. ويكون الصراع بين ابن المخيم والمدينة، لينتصر ابن المخيم ويحقق مبتغاه، وفي رواية "لا يهزمني سواي" الصراع الأكبر يكون بين الرجل والمرأة، وعلى أكثر من صعيد، وتنتصر المرأة في النهاية رغم حجم الضغوطات الكبيرة، والظروف الصعبة التي تحيط بها.
- هل للأدب الفلسطيني خصوصية تميزه عن الأدب العربي في الأقطار الأخرى؟
بداية.. الأدب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأدب العربي، لكن له خصوصية تتماثل مع خصوصية القضية الفلسطينية التي يكتوي بنارها الأديب الفلسطيني أكثر من غيره من الأدباء العرب، كونه يعيش واقع هذه القضية.
ومن خصوصيات الأدب الفلسطيني مراثي المدن والبلدات الفلسطينية التي شُرد منها أبناؤها، مع أن مراثي المدن ليست جديدة على الأدب العربي، فهناك من رثوا الأماكن مثل (الأندلس/إسبانيا)، عندما أجبر أهلها على الرحيل منها.
ومن خصوصيات الأدب الفلسطيني الحنين إلى الفردوس المفقود، وهذه قيم لا يدرك فجيعتها إلا من عاش ويلاتها، ونجد أيضاً نصوصاً أدبية فلسطينية قد تطرقت إلى قضية تشتت العائلات، فهناك أسر فلسطينية يعيش أبناؤها في بلدان مختلفة.
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg
جزيرة ام اند امز