حزب سوداني: الإخوان تعمل بالخفاء لإعادة حكم البشير
وصف رئيس حزب الأمة القومي بالسودان اللواء المتقاعد فضل برمة ناصر، أي عمل يستهدف حكومة الثورة بأنه يندرج في خانة "الخيانة العظمى".
ودعا ناصر في تصريحات صحفية السبت، "السودانيين إلى التماسك والالتفاف حول حكومتهم والسعي معها لتحقيق أهداف وشعارات الثورة وذلك من أجل قطع الطريق أمام جهات تعمل في الخفاء لإسقاط هذه الانتفاضة وإرجاع السودان إلى حقب الشمولية والدكتاتورية المظلمة"، في إشارة إلى عهد الإخوان بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير.
وقال إن "ثورة ديسمبر والتي أبهرت العالم بسلميتها، جاءت بعد نضال استمر ٣٠ عاماً دفع فيها الشعب السوداني ثمناً غالياً من الأرواح تكللت بهذه الثورة العظيمة والتي يجب الالتفاف حولها وتقويمها وتصحيح مسارها دون العمل على تقويضها".
وأشار رئيس حزب الأمة القومي السوداني إلى أن المعاناة التي يعيشها السوادنيون في الوقت الحاضر هي نتاج سياسات نظام الإخوان وتركة مثقلة ورثتها السلطة الانتقالية، "ويمكن تخطيها بالوعي وتوحيد الصف دون الانجرار خلف تلك القوى التي تسعى لضرب الثورة وحكومتها".
وفي هذا الصدد أشاد "ناصر" بالمبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مؤخراً لعلاج الأزمات ببلاده، واعتبرها بمثابة "المفتاح لحل كل قضايا الوطن بروح قومية ووطنية"، لكونها تناولت كل التحديات بشفافية كاملة.
وقال إن مبادرة حمدوك "جاءت في الوقت المناسب وتناولت الخلفية الأساسية للمشكل السوداني، مشيرا إلى "فشل كل النخب منذ استقلال البلاد عام 1956 في تحقيق إجماع وطني يلتف حوله كل السودانيين ما جعل البلاد تعيش في انقسامات في وقت كانت فيه الوحدة والوفاق ضرورة حتمية لمواجهة كل التحديات".
وشدد رئيس الأمة القومي بالسودان على أن المبادرة تناولت التحديات الأساسية التي تواجه الانتقال خاصة القضايا الاقتصادية والأمنية وقضية العدالة الاجتماعية وإصلاح مؤسسات الدولة السودانية مدنية وعسكرية وتكملة هياكل السلطة الانتقالية في مقدمتها المجلس التشريعي، إضافة إلى قضية السلام وتسوية مساره.
ونبه إلى ضرورة بدء الجميع في عملية توافقية تجمع الصف وتوحد كلمة السودانيين لحل كل القضايا بالتعاون المطلوب.
واعتبر أن توحيد كلمة أبناء السودان هو المخرج لكل مشاكل البلاد مع ضرورة العمل بجدية على الميثاق الذي تم التوقيع عليه من قوى الثورة، مضيفا أن "التحالف المدني العسكري له الآن رؤية متطورة ومتقدمة لإدارة الشأن الوطني".
وفي ختام الأسبوع الماضي، أطلق رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك مبادرة للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تلاحق بلاده.
وتهدف مبادرة حمدوك وفق ما هو معلن، إلى تحصين عملية الانتقال الديمقراطي، عن طريق توحيد قوى الثورة عبر مشاورات يجريها بنفسه، وإنجاز السلام، ومعالجة الملف الاقتصادي، واستكمال هياكل السلطة حيث أمهل الأطراف السياسية شهراً للتوافق حول تشكيل المجلس التشريعي.
وجاءت مبادرة حمدوك في وقتٍ تشهد فيه البلاد سيلا من الأزمات، وسط مؤامرات وخطط تقودها جماعة الإخوان الإرهابية بهدف الانقضاض على حكومة الثورة والعودة إلى سدة الحكم.
ويوم الخميس الماضي، كشفت لجنة تفكيك الإخوان عن مخطط تعتزم الجماعة الإرهابية تنفيذه في ذكرى الانقلاب العسكري الذي وصلوا عبره للسلطة في السودان قبل 3 عقود.
وفق اللجنة، فإن المخطط الإخواني يهدف لنشر فوضى عامة وضرب حالة الأمن عن طريق استخدام الأسلحة والتظاهر في يوم 30 يونيو الجاري وهي ذكرى انقلابهم المشؤوم.
وشددت لجنة التفكيك أنها تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة لوأد مخطط جماعة الإخوان الإرهابية.
وقاد تنظيم الإخوان في 30 يونيو/حزيران عام 1989 انقلابا عسكريا أطلقوا عليه "ثورة الإنقاذ الوطني في السودان"، واستدعت الجبهة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير أحد أعضاء الجبهة المنبثقة عن تنظيم الإخوان لاستلام مهام الرئيس، قبل أن تطيح به ثورة السودانيين قبل نحو عامين، لتنهي أكثر من ثلاثة عقود من الفساد والاستبداد.