"كل في مكانه".. إحياء ذكرى عزل البشير من المنازل خشية كورونا
لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير تؤكد أن الأوضاع الصحية اختصرت فعاليات الذكرى الأولى، من مهام جماعية لفردية تحسبا للمخالطة
يتأهب السودانيون "كل في مكانه" لإحياء الذكرى الأولى لعزل نظام عمر البشير، والتي توافق غدا السبت، الحادي عشر من أبريل/نيسان، حيث انطوت صفحة جماعة الإخوان الإرهابية في هذا التوقيت من العام الماضي.
وبحسب توجيهات قوى الحرية والتغيير (قائد حركة الاحتجاجات) فإن إحياء ذكرى الإطاحة بالبشير سيكون من داخل المنازل خلال الفترة الزمنية من 6 إلى 11 أبريل؛ تماشيا مع التدابير الاحترازية لكورونا، بعد ما أطلقت حملة "من مكانك ردد هتافك".
ويعيش السودان منذ أسابيع تحت حالة الطوارئ الصحية التي تم بموجبها إغلاق الحدود والمعابر البرية والبحرية والجوية ووقف الدراسة في جميع المراحل، ومنع التجمعات، إلى جانب حظر تجوال جزئي.
وقالت لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير، في بيان، إن الأوضاع الصحية التي تمر بها البلاد اختصرت فعاليات الذكرى الأولى للاعتصام، من مهام جماعية إلى فردية؛ تحسبا للمخالطة.
وتتضمن الفعاليات إضاءة فلاشات الهواتف في تمام الساعة 8 مساء من كل مكان مع ترديد النشيد الوطني، وإضاءة الشموع ليلاً مصحوبا بالتقاط صور ونشر صور مواكب الثورة وذكريات العمل الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشمل فعاليات إحياء ذكرى عزل البشير ترديد هتافات الثورة ورفع علم السودان في المنازل والسيارات والشوارع.
وانطلقت شرارة الثورة السودانية في مدينة عطبرة شمالي البلاد يوم 19 ديسمبر/كانون أول 2018م عندما قاد طلاب مدرسة ثانوية مظاهرات ضد انعدام وغلاء الخبز.
وسرعان ما تمددت بوتيرة متسارعة لتشمل مدنا أخرى بذات المطالب، قبل أن تندلع موجة الاحتجاجات في العاصمة الخرطوم مطالبة بإسقاط النظام لأول مرة في 25 من الشهر ذاته.
وبعد صمود المتظاهرين لأكثر من أربعة أشهر تحت قمع آلية الإخوان التي قتلت وجرحت مئات الأشخاص، استلهم السودانيون ذكرى الثورة الشعبية التي أنهت حكم الجنرال إبراهيم عبود يوم 6 أبريل/نيسان 1964م، وزحفوا بالملايين نحو قيادة الجيش بالخرطوم، متجاوزين جميع الحواجز الأمنية التي نصبها لهم رجال البشير بعناية.
وفي صبيحة 11 أبريل 2019م، تم عزل البشير بعد انحياز القوات المسلحة للثورة الشعبية.
وراح ضحية الاحتجاجات ضد الإخوان 52 قتيلا، حسب إحصاءات غير رسمية، وتغطي هذه الإحصائية الفترة التي سبقت عزل البشير "19 ديسمبر إلى 11 أبريل 2020".
ويقبع البشير حاليا في السجن القومي "كوبر" برفقة 25 من قيادات الصف الأول من نظامه البائد، على ذمة جريمة انقلاب 1989م، الذي استولوا بموجبه على السلطة.
كما تمت إدانة المعزول في يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي بجريمة الحيازة غير المشروعة للنقد الأجنبي وقضت المحكمة بسجنه لمدة عامين في دور إصلاح اجتماعي وإداري لكبر سنه، تلك الأحكام التي أيدتها محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي.