الصحافة السودانية.. تغطية بطعم نسائم الحرية
الصحافة السودانية بدأت في أعدادها الصادرة، السبت، أكثر حرية في تناول الأحداث المتسارعة التي تشهدا البلاد.
تنسمت الصحافة السودانية أجواء الحرية وبدأت في تغطية الأحداث المتسارعة في البلاد بعد 30 عاماً من العمل تحت الرقابة الأمنية القبلية والبعدية.
وتسارعت الأحداث في السودان بطريقة مثيرة، في أعقاب عزل الرئيس السابق عمر البشير وتعيين مجلس عسكري برئاسة وزير الدفاع عوض بن عوف الذي لم يمكث هو الآخر أكثر من ساعات قبل أن يتنحى تحت ضغط الجماهير الرافضة للخطوة.
وبدأت الصحافة السودانية في أعدادها الصادرة، السبت، أكثر حرية في تناول الأحداث المتسارعة من يوم أمس الجمعة، حيث ظهرت الخطوط العريضة متسقة مع نبض الشارع خلافاً لليوم السابق الذي ظهرت فيه عناوينها أقرب لتضليل الرأي العام بعد أن أبرزت خطوة تسلم بن عوف للسلطة كأنه يعبر عن رغبة الشارع، وتجاهلت استمرار الاعتصام في محيط القيادة العامة للجيش.
وحسب رصد قام به مراسل "العين الإخبارية" بشأن تغطية الصحافة السودانية للأحداث فإن المواد الصحفية ركزت على نقل نبض الشارع أكثر من التركيز على القرارات الرسمية للدولة.
فأبرزت صحيفة "السوداني" المملوكة للقيادي بحزب المؤتمر الوطني جمال الوالي، في خطها العريض "الشعب ينتصر والثورة مستمرة". وهو عنوان يعبر عن نبض الشارع الذي خرج في احتجاجات عقب تنحي بن عوف فرحاً بالخطوة ومرحباً بها لكن في الوقت ذاته أعلن المحتجون البقاء في ساحات الاعتصام ريثما يرون الخطوة المقبلة، وما إذا كانت تتوافق مع مطالبهم أم لا.
وحفلت الصفحات الداخلية لـ"السوداني" بمواد صحفية تناقش مستقبل السودان على ضوء التطورات الجارية، كما أفردت مساحة نصف صفحة لمناقشة مصير الرئيس المخلوع عمر البشير بعد 30 عاما من الحكم، هل يذهب إلى القضاء الدولي أم يحاكم داخليا بسبب الاتهامات التي تلاحقه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور؟
بينما أبرزت صحيفة "الصيحة" المملوكة لقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي، في خطها الأول "بن عوف يتنحى والبرهان رئيسا"، بينما خطها الثاني خصصته لتصريح من قائد الدعم السريع ينتقد خلاله المجلس العسكري السابق الذي اعتبره مخيبا لتطلعات المواطنين.
فيما خصصت الصحيفة صفحاتها الداخلية لتغطية الآراء الرسمية للدولة والمجتمع الإقليمي والدولي حول الثورة السودانية، وخلت الصفحات من أي نقل لنبض الشارع ونقل رأي المواطنين حول التطورات.
إلى ذلك واصلت صحيفة "الانتباهة" المملوكة لرجل الأعمال سعد العمدة، عضو بحزب المؤتمر الوطني، في خطوطها المثيرة، حيث في خطها العريض "سقطت تاني" وكانت في اليوم السابق خرجت بعنوان "سقطت".
وهذه كلمات مأخوذة من أدبيات الشارع السوداني التي هتف بها المحتجون طوال فترة الثورة. وكان المعتصمون أمام مقر القيادة العامة للجيش يرددون يوم الجمعة شعار "شالو حرامي وجابو حرامي.. زي ما سقطت تسقط تاني" في إشارة لعزمهم على إسقاط بن عوف مثلما سقط البشير.
كتاب الرأي البارزين في صحيفة "الانتباهة" مثل إسحق أحمد فضل الله والطيب مصطفى واصلا الاحتجاب عن الكتابة لليوم الثاني على التوالي.
والكاتبين من القيادات البارزة في جماعة الحركة الإسلامية السياسية، وقد كانا من أشد المدافعين عما يسمى بـ"المشروع الإسلامي" الذي ادعت حكومة الإنقاذ السابقة تنفيذه في السودان.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز