سقوط مفاجئ لليوان أمام الدولار.. وقفزة نفط
عصفت أسعار الفائدة المنخفضة في الصين بالعملة المحلية اليوان أمام غريمه الدولار الأمريكي، رغم الفوز الساحق على مستوى النفط الروسي.
هوى اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر اليوم الثلاثاء بعد أن خفضت الصين أسعار الفائدة.
وخفضت الصين سعر الفائدة الرئيسي للقروض لأجل سنة واحدة وكذلك لأجل خمس سنوات عشر نقاط أساس، في أول تيسير نقدي منذ عشرة شهور إذ تسعى السلطات إلى دعم التعافي الاقتصادي المتباطئ.
وأدى القرار إلى تراجع اليوان 0.2 في المئة في التعاملات الداخلية إلى 7.1803 للدولار، ليبقى بالقرب من أدنى مستوى له في سبعة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي عند 7.1819 للدولار. كما تراجع اليوان في أحدث التعاملات الخارجية 0.2 في المئة إلى 7.1769 للدولار، بالقرب من أدنى مستوى في الأسبوع الماضي عند 7.1916 للدولار.
وقال كريس تيرنر رئيس الأسواق العالمية في آي.إن.جي "السلطات الصينية قلقة إزاء النمو الضعيف لكنها تخشى إعادة تضخيم فقاعة العقارات، لذلك قد لا تتحقق توقعات بعوامل تحفيز كبيرة لقطاع العقارات"،
عملة أخرى
بينما تراجعت الكرونة السويدية 0.2 في المئة لتسجل أدنى مستوى منذ 2009 عند 11.762 أمام اليورو. ووصلت في أحدث التعاملات إلى 11.723 لليورو، بالقرب من أدنى مستوى في عام 2009 عند 11.8 كرونة لليورو.
الكرونة السويدية هوت بعدما ألقت المخاوف بشأن قطاع العقارات بظلالها على العملة السويدية، ويمكن أن يفاقم رفع سعر الفائدة المتوقع من بنك السويد المركزي الأسبوع المقبل مخاوف المستثمرين إذ تشكل العقارات 80 بالمئة من ديون الأسر، وتراجع الدولار الأسترالي بنحو 0.8 بالمئة إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 0.6855 دولار بعد أن أظهر محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الأسترالي أن قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في يونيو/حزيران كان "متوازنا تماما"، وارتفع اليورو 0.1 بالمئة إلى 1.0936 دولار، مدعوما بإبقاء البنك المركزي الأوروبي على سياسة التشديد النقدي، ولم يسجل الجنيه الاسترليني تغييرا يذكر عند 1.2799 دولار قبيل صدور بيانات التضخم البريطانية المتوقعة غدا الأربعاء وقرار بنك إنجلترا بخصوص أسعار الفائدة يوم الخميس.
وسجل الدولار أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل العملة اليابانية عند 142.26 ين على الرغم من التراجع 0.2 في أحدث التعاملات إلى 141.7 ين، وهبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.1 في المئة إلى 102.34 نقطة.
الصين والنفط الروسي
وفي سياق أخر، سجّلت واردات الصين من النفط الروسي مستوى قياسيا في أيار/مايو منذ الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط/فبراير 2022، وفقا لأرقام رسمية صادرة عن الجمارك الصينية الثلاثاء.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، مع وصول حجم التجارة بينهما إلى مستوى قياسي العام الماضي بلغ 190 مليار دولار، وفقا لبيانات الجمارك الصينية، واشترى العملاق الآسيوي نحو 9,71 مليون طن من النفط من روسيا الشهر الماضي مقارنة بـ5,4 مليون طن في فبراير/شباط 2022 و6,3 مليون طن في الشهر التالي، وتظهر هذه الأرقام أن واردات الصين من الخام الروسي منذ غزو موسكو لأوكرانيا تضاعفت تقريبا، وهي تتماشى مع الأرقام التجارية الصادرة هذا الشهر والتي أظهرت ارتفاع حجم تجارة الصين مع روسيا إلى مستويات غير مسبوقة منذ فبراير/شباط 2022.
وأظهرت بيانات نشرتها بكين أن التجارة بين البلدين الشهر الماضي بلغت قيمتها 20,5 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الواردات الصينية من روسيا 11,3 مليار دولار، وخلال قمة في مارس/آذار، تعهد الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين بتعزيز التجارة لتصل قيمتها إلى 200 مليار دولار في العام 2023، وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال الشهر الماضي إنه من المقرر أن تزداد شحنات مصادر الطاقة الروسية إلى الصين 40 في المئة هذا العام، وتقول بكين إنها طرف محايد في حرب أوكرانيا، لكنها تعرضت لانتقادات من دول غربية لرفضها إدانة موسكو ولشراكتها الاستراتيجية الوثيقة مع روسيا.
حقبة جديدة
وخلال تحدثه عن الاقتصاد الروسي هذا الشهر، أقر بوتين بأن الربع الثاني من العام الماضي كان "الأصعب" مع فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على بلاده، ويقول محللون إن كفة الصين راجحة في العلاقة مع روسيا وإن نفوذها يتزايد مع تعمق عزلة موسكو على الساحة الدولية، وعزّزت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة تعاونهما الاقتصادي والدبلوماسي فيما توثّقت شراكتهما الاستراتيجية منذ حرب أوكرانيا.
في شباط/فبراير، أصدرت بكين مقترحا يدعو إلى "تسوية سياسية" للصراع قالت الدول الغربية إنه قد يمكن روسيا من الاحتفاظ بجزء كبير من الأراضي التي استولت عليها في أوكرانيا، وخلال قمتهما في مارس/آذار في موسكو، دعا شي بوتين إلى زيارة بكين وأعلن الرئيسان أن العلاقات "تدخل حقبة جديدة".
والشهر الماضي، قدم الرئيس الصيني "دعمه القوي" لـ"المصالح الأساسية" لموسكو في اجتماع مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين الذي اعتبرت زيارته الأعلى مستوى التي يجريها مسؤول روسي إلى الصين منذ الغزو العام الماضي.