ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ.. سلطان الجابر يدعو لدعم تقنيات "التقاط الكربون" ونشر الهيدروجين
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات الرئيس المعين لقمة المناخ COP28، أن تقنيات "التقاط الكربون" هي أساس أي سيناريو واقعي لتحقيق "الحياد المناخي".
ودعا الدكتور سلطان الجابر خلال كلمته في "ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ" الذي انطلقت فعالياته اليوم، إلى دعم التوسع في الاعتماد على الهيدروجين كوقود نظيف، والتوسع في التقنيات الزراعية لإنقاذ المناخ.
وشدد الدكتور سلطان الجابر على ضرورة تطوير تقنية "التقاط الكربون" عبر استخدام التكنولوجيا لتحويل الكربون المحتجز إلى منتجات ذات تطبيقات عملية وقيمة تجارية.
وأشار إلى أن هناك العديد من الشركات الموجودة اليوم التي تطبق مثل هذه التكنولوجيا، ويتوجب دعم وتشجيع أفكارها من خلال سياسات ذكية، وتسهيل حصولها على رأس المال اللازم لتطبيقها على نطاق واسع.
كما لفت إلى ضرورة مواصلة العمل على تحقيق قفزات كبيرة في زيادة القدرة التخزينية للبطاريات، والتوسع في الطاقة النووية، والاستثمار في حلول الطاقة الجديدة.
وتابع: "بالتزامن مع ذلك، علينا اعتماد وتطبيق أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والبلوك تشين، بهدف رفع كفاءة مصادر الطاقة المستخدمة حالياً في كل قطاع".
ملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ
وأوضح الدكتور سلطان الجابر، أن الملتقى يسعى إلى توظيف قوة التكنولوجيا لتحويل تحديات المناخ إلى واحدة من أكبر الفرص لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
وقال: "مع اقتراب عقد مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات، فإن مساهمة الجميع مهمة وضرورية لتحقيق التقدم النوعي الذي نحتاجه في العمل المناخي، والذي يدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل متزامن".
وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف COP28 سيشهد إجراء أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
وتابع: "توضح لنا الحقائق العلمية بالفعل أننا لا نزال بعيدين عن المسار الصحيح لتحقيقها، فقد أكد التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن العالم يجب أن يخفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030".
تصحيح المسار
ودعا الدكتور سلطان الجابر إلى تحويل ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات مؤتمرات الأطراف إلى إجراءات عملية مطبَّقة فعلياً.
وأوضح: "إذا أردنا الحفاظ على إمكانية تحقيق التقدم الاقتصادي، بالتزامن مع خفض الانبعاثات بشكل كبير، فإننا بحاجة إلى تصحيح جذري لمسار العمل.. ونحتاج إلى إيجاد طريقة لخفض الانبعاثات، ونحتاج إلى حلول تحقق نقلة نوعية، والمصدر الأكثر أهمية لهذه الحلول هو التكنولوجيا".
وتابع: "الإمكانات موجودة، لكن الجهود متفرقة، وهذا يؤدي ببساطة إلى عرقلة مساعينا.. ما نفتقر إليه هو منظومة عمل شاملة توحد جهود جميع الأطراف الرئيسية المؤثرة وتجمع كل شيء تحت مظلة واحدة".
توحيد الجهود
وقال الدكتور سلطان الجابر: "من أجل توحيد الجهود دعوت إلى هذا الملتقى اليوم مع أكثر من 1000 من قادة شركات التكنولوجيا، والصناعات الكبرى، والتمويل، والحكومات، والمجتمع المدني، وقطاع الطاقة".
وأضاف: "يهدف هذا الملتقى إلى تهيئة الفرصة لبناء هذا الترابط، والمساعدة على خلق منظومة العمل التي تتيح لنا أن نتمكن معاً من تحقيق النقلة النوعية المطلوبة في العمل المناخي وخفض الانبعاثات وضمان مواكبة اقتصاداتنا للمستقبل".
وبحسب الدكتور الجابر، فإنه من خلال السياسات الصحيحة التي تحفز الاستثمارات الصحيحة، يمكن لتقنيات المناخ زيادة مساهمتها في النمو العالمي بما لا يقل عن الضعف، مع إزالة ما يصل إلى 25 مليار طن من انبعاثات الكربون سنوياً.
وأوضح: "من خلال الاستفادة من تقنيات المناخ، يمكننا بناء نموذج جديد للتنمية الاقتصادية يعتمد على وضع حد للانبعاثات، مع بث حياة جديدة في النمو الاقتصادي".
وأضاف: "من واقع خبرتي الشخصية، رأيت ما يمكن تحقيقه عند تضافر الجهود الحكومية مع التكنولوجيا وتوفر التمويل اللازم".
دور الهيدروجين
وقال الدكتور سلطان الجابر إن مصادر الطاقة المتجددة ليست الحل الوحيد ولا يمكن أن تكون كذلك، إذ يوجد في العالم أكثر من 5000 مصنع للأسمنت والصلب والألمنيوم تعدّ مسؤولة بشكل جماعي عن نحو 30% من الانبعاثات العالمية، ولا يمكن تشغيل أيٍ من هذه المصانع بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وحدها.
وتابع: "هنا يأتي دور حلول مثل: الهيدروجين الذي نحتاج إلى توسيع نطاق إنتاجه وتسويقه من أجل إحداث تأثير حقيقي في منظومة قطاع الطاقة".
وأضاف: "كما ساهمت السياسات الحكومية الذكية في إرسال إشارات صحيحة من الأسواق إلى قطاع الطاقة المتجددة قبل عشرين عاماً، يحتاج الهيدروجين إلى دفعة مماثلة اليوم".
التكنولوجيا الزراعية
وأوضح أن النُظُم الغذائية وقطاع الزراعة تعد المسببَ الأكبر لغازات الاحتباس الحراري، كونها مسؤولة عن أكثر من ثلث الانبعاثات العالمية.
وتابع: "لقد بدأت دولة الإمارات باتخاذ خطوات رائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية، والزراعة العمودية، واستخدام التقنيات الرقمية لخفض استهلاك الطاقة والمياه، ورفع إنتاجية المحاصيل الزراعية في البيئات المناخية القاسية".
وأضاف: "كما أطلقت الإمارات مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية و50 دولة، بهدف الاستفادة من التكنولوجيا من أجل الحد من الانبعاثات وزيادة الكمية المتوفرة من الغذاء لكافة سكان العالم".
خفض الانبعاثات
ولفت إلى أنه بينما يواصل العالم اعتماده على الموارد الهيدروكربونية، على العالم أن يبذل كل ما في وسعنه لخفض انبعاثاتها والتخلص منها نهائياً.
وتابع: "وجهت دعوةً إلى قطاع النفط والغاز للعمل على خفض انبعاثات غاز الميثان إلى الصفر بحلول عام 2030، والاتفاق على خطط شاملة لتحقيق الحياد المناخي في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 أو قبل ذلك".
وأضاف: "علينا التخلص التدريجي من الانبعاثات في جميع القطاعات، بما في ذلك النقل والزراعة والصناعات الثقيلة، وبالطبع، الوقود التقليدي، بالتزامن مع الاستثمار في التقنيات اللازمة لتطوير كافة مصادر الطاقة البديلة الخالية من الانبعاثات".
كما دعا الدكتور سلطان الجابر إلى تبني شراكة فاعلة بين الصناعات الأكثر استهلاكاً للطاقة، وأكبر المنتجين للطاقة، وشركات التكنولوجيا، والمؤسسات المالية والحكومات والمجتمع المدني.
واختتم كلمته قائلا: "دعونا نتوقف عن توجيه الاتهامات، ولنركز على العمل، وتحقيق الأهداف، وبناء مستقبل أفضل.. أوجه دعوة مفتوحة إلى العالم لتحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، وخفض الانبعاثات، وضمان مواكبة اقتصاداتنا للمستقبل".
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز