سلطان الجابر رئيسا لـCOP28.."بطل الأرض" في مهمة إماراتية لإنقاذ الكوكب
بتعيينه رئيسًا لمؤتمر المناخ "COP28" أضحى الدكتور سلطان الجابر الفائز بجائزة "بطل الأرض" الأممية، في مهمة لمواجهة أكبر تحدٍ للبشرية.
مهمة يقود من خلالها الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”،الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 من شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، معني بمواجهة أكبر تحد يواجه كوكب الأرض.
يتولى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر تلك المهمة متسلحًا بخبرات كبيرة وثقة دولية واسعة تؤهله لقيادة تلك المهمة الهامة.
وبتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة اليوم الخميس 12 يناير/كانون الثاني 2023، قرارًا بتكليف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيسًا معيَّنًا للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28".
أكبر التحديات
وتعد ظاهرة تغير المناخ أكبر تحد يواجه البشرية في الوقت الراهن، وهي عبارة عن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بسبب انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب احتجاز الحرارة في الغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارة الأرض مما يؤدي إلى ذوبان الجليد وارتفاع سطح البحر وحدوث ظواهر مناخية شديدة القسوة مثل الفيضانات والجفاف وغيرها.
وخلال قمة "COP21" التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق تاريخي لمكافحة تغير المناخ يستهدف الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى ما دون درجتين مئويتين وتكثيف الجهود لتقليلها إلى 1.5 درجة مئوية.
وتؤكد دراسات عديدة، أن الدول الواقعة على جزر والمهددة بارتفاع مستوى البحر، ستصبح في خطر في حال تجاوز ارتفاع حرارة الأرض 1,5 درجة مئوية.
ويحمل مؤتمر الأطراف COP28 أهمية خاصة كونه سيشهد أول تقييم للحصيلة العالمية للتقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس.
وبصفته الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، سيقوم الدكتور سلطان الجابر بدور مهم في: قيادة العملية الحكومية الدولية لتقريب وجهات النظر وتوفيق الآراء للوصول إلى إجماع عالمي لرفع سقف الطموح المناخي، وذلك بالتعاون مع مجموعة واسعة ومتنوعة من الشركاء وأصحاب المصلحة بما في ذلك قطاع الأعمال والمجتمع المدني.
وتعليقًا على تكليفه بمهمة الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف COP28، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "إن دولة الإمارات بوصفها مركزًا تجاريًا دوليًا وملتقي طرق عالميًا تتمتع بموقع فريد يمكنها من توفيق الآراء وتوحيد الجهود العالمية والسعي إلى تقريب وجهات النظر للوصول إلى إجماع دولي حول مهمة واحدة ومشتركة وهي تحقيق هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ 1.5 درجة مئوية، وحماية كوكبنا لمصلحة الأجيال القادمة".
وأكد أن: "مؤتمر الأطراف COP28 سيشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، مما يتيح محطة مهمة وحاسمة لتوحيد الآراء السياسية والاستجابة للتقارير العلمية التي تشير إلى ضرورة خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للتقدم في تحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض فوق عتبة الـ 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050".
وبين أن "إنجاز هذه الحصيلة العالمية سيسهم في تحقيق الزخم اللازم لمفاوضات هذا المؤتمر ومؤتمرات الأطراف المستقبلية، وستحرص دولة الإمارات على الوصول إلى مخرجات عالية الطموح استناداً إلى المفاوضات ونتائج الحصيلة العالمية".
ترحيب دولي
وقوبل خبر تعيين الجابر في هذا المنصب، بردود فعل دولية وعربية مرحبة، معربة عن ثقتها في نجاحه في تلك المهمة الهامة.
وأكد مسؤول فرنسي، أن تعيين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيسًا للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف "COP 28"، خبرًا جيدًا لكونه لديه خبرة جيدة في مجال الطاقة والصناعة.
وقال جون لو بلانشييه، مستشار التجارة الخارجية الفرنسي، رئيس جماعة أرباب العمل الفرانكفونية في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "متفائل جدا لتعيين الدكتور سلطان الجابر رئيسا لـCOP-28"، مضيفا أن "الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات لديه رؤية واقعية لمواجهة التغيرات المناخية".
وأوضح أن الدكتور سلطان الجابر قدم خطة واقعية عن استراتيجية تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وأضاف رئيس مجموعة أرباب العمل الفرنكوفونية، أن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وهو وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، يعرف حقًا عن الصناعة والطاقة والمشتقات البترولية، لأنها وظيفته بالطبع، لذا فإنه عندما يتحدث عن الطاقة فهذا تخصصه.
وقال: "عندما تكون وزيرًا للصناعة، فأنت تعلم جيدًا ما عليك القيام به حتى تتمكن من الوصول إلى منطقة آمنة لا تضر بالصناع وفي نفس الوقت تحقق أفضل طريقة للحياد الكربوني".
وتابع:"أتفق تمامًا على أنه يمكننا التحدث مع بعضنا البعض والمناقشة لإيجاد حل للتمكن من التواصل خاصة بين الدول الفقيرة والدول الصناعية الكبرى، هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب مراجعته".
وقال بلاشييه: "لقد عملت كثيرًا مع أصحاب المصانع في عدد من دول العالم لاسيما في أفريقيا، ولذا فإنه عندما يتولى أحد أبرز رجال الصناعة منصب بيئيا متعلق بمواجهة التغيرات المناخية فهو اختيار مثالي".
بدوره، أكد رئيس شؤون المناخ السابق في الأمم المتحدة إيفو دي بوير، أن "عمل الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في النمو الأخضر والطاقة المتجددة يمنحه الفَهم والخبرة والمسؤولية" لإنجاح الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف "COP28".
وقال إيفو دي بوير، الذي شغل منصب رئيس شؤون المناخ في الأمم المتحدة بين عامي 2006 و2010، "تبنت دولة الإمارات استراتيجية سليمة للنمو الأخضر، وهي مستثمر رئيسي في الطاقة المتجددة في الداخل والخارج".
وأضاف "كان رئيس مؤتمر المناخ المعين فعالا في العديد من هذه القضايا، وهذا يزوده بالفهم والخبرة والمسؤولية لجعل "COP28" طموحا ومبتكرا ومركّزا على المستقبل"
بدورها هنأت مصر، مبعوث دولة الإمارات للتغير المناخي سلطان الجابر على تعيينه رئيسا لمؤتمر "COP28"، مُتطلعة إلى التعاون لتعزيز العمل المناخي.
وقالت رئاسة مؤتمر تغير المناخ "COP27"، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن سامح شكري وزير الخارجية المصري ورئيس "COP27" يتطلع للعمل عن كثب مع الدكتور سلطان الجابر، مؤكداً دعمه الكامل لدولة الإمارات.
ومن جانبه، أكد نائب حزب الحركة القومية إبراهيم أوزيافوز، أن قمة المناخ مهمة للغاية بالنسبة للعالم.
وقال أوزيافوز، "نثمن تعيين الممثل الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة والمعني بتغير المناخ الدكتور سلطان بن أحمد الجابر رئيسًا لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لقمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28)".
مسيرة حافلة
ويتولى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي منصب رئيس مؤتمر الأطراف "كوب 28" متسلحات بخبرات كبيرة في مجالي دبلوماسية المناخ والتحول نحو الطاقة النظيفة إضافة إلى علاقاته الواسعة بمختلف الأطراف الدولية المعنية بقضايا المناخ.
على صعيد دبلوماسية المناخ، عين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر مرتين مبعوثاً خاصاً لدولة الإمارات للتغير المناخي (من 2010 إلى 2016 ومن 2020 حتى الآن)، وشارك في أكثر من 10 من مؤتمرات الأطراف السابقة للمناخ، بما في ذلك المؤتمر التاريخي COP21 الذي عُقد في باريس عام 2015.
وفي عام 2009، عَيَّنه بان كي مون الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة في اللجنة الاستشارية حول الطاقة وتغير المناخ، التي نشرت تقريرها النهائي في عام 2010، وشكلت توصيات هذا التقرير أساساً لمبادرة "الطاقة المستدامة للجميع" التي أُطلقت في عام 2011.
وحصل الدكتور سلطان الجابر خلال 2010 على درجة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة من جامعة TERI الهندية وهي جامعة في دلهي متخصصة في مجال التنمية المستدامة.
كما نال خلال عام 2012 جائزة "بطل الأرض" من منظمة الأمم المتحدة تقديراً لجهوده في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ.
وفي مجال التحو نحو الطاقة النظيفة، يملك الدكتور سلطان الجابر خبرات واسعة وسيرة حافة في هذا الصدد.
ويتيح تكليفه برئاسة مؤتمر الأطراف COP28 الاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الإدارة والاقتصاد وفي قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة حيث قام بدورٍ محوري في تنمية محفظة أصول الطاقة المتجددة لدولة الإمارات وتطويرها وتوسعتها داخلياً وخارجياً.
وفي عام 2006 وبتوجيهات من قيادة دولة الإمارات، تولى الدكتور سلطان الجابر قيادة الفريق المعني بتأسيس شركة "مصدر" بهدف التركيز على تسريع جهود تنويع مصادر الطاقة المتجددة في الدولة والمنطقة والعالم .
وأسهمت "مصدر" في تحقيق مستهدفات الدولة في مجال الطاقة المتجددة ولعبت دوراً محورياً في تنويع ومضاعفة محفظة أصول الطاقة المتجددة لدولة الإمارات وأطلقت استثمارات بارزة في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة في أكثر من 40 دولة في أنحاء العالم بما فيها العديد من الدول الجُزرية والإفريقية المعرضة لتداعيات تغير المناخ.
ومن خلال شراكة جديدة مع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" وشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، تعمل "مصدر" على تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة ضمن محفظة مشروعاتها المحلية والعالمية بحلول عام 2030.
وفي عام 2009، وبناءً على توجيهات القيادة ومتابعة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ودعمه، قاد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر جهود "مصدر" ضمن مساعي دولة الإمارات التي تكللت بالنجاح لاستضافة المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مدينة مصدر حيث تهدف الوكالة إلى الترويج للتكنولوجيا النظيفة والتنمية المستدامة عالميًا.
ومنذ تكليفه بقيادة "أدنوك" خلال عام 2016، استفاد من خبرته في مجال الاستدامة وركز على تطبيق أحدث التقنيات في عمليات الشركة لزيادة كفاءتها في خفض الانبعاثات والعمل في مسارين متوازيين هما خفض انبعاثات مصادر الطاقة الحالية تزامناً مع الاستثمار في منظومة الطاقة المستقبلية، حيث اتخذ إجراءات ملموسة لتحقيق ذلك.. ولأول مرة في القطاع أصبحت "أدنوك" تعتمد على الطاقة النووية والشمسية النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية لتأمين 100% من احتياجات شبكتها من الكهرباء.
كما يعمل الجابر على توسيع نطاق برنامج التقاط الكربون وتخزينه، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة حيث أطلقت أدنوك مشروع "الريادة" لالتقاط الكربون وتخزينه، كما وسّعت الشركة استثماراتها في مصادر الطاقة عديمة الانبعاثات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين.
وتحت إدارة الدكتور سلطان الجابر وضمن هدفها لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 .. تخطط "أدنوك" استثمارات بقيمة 15 مليار دولار على مدى خمسة أعوام للاستمرار في خفض الانبعاثات، والسعي إلى مضاعفة سعة التقاط الكربون وتخزينه إلى 5 ملايين طن متري في السنة بحلول عام 2030، إضافة إلى حصة الشركة في "مصدر".
تفاؤل كبير
مسيرة مهنية تجعل العالم يتفاءل باستضافة الإمارات نسخة استثنائية تقود إلى نقلة نوعية في العمل المناخي، و وضع خريطة طريق واضحة وشاملة تضمن تعزيز الإجراءات المتعلقة بإبقاء معدل ارتفاع درجات الحرارة عند مستوى 1.5 درجة مئوية، وتحقيق انتقال عملي وواقعي وعادل في قطاع الطاقة يساهم في إنجاز عمل مناخي فعال، بما يضمن أمن الطاقة وتوافرها بالتزامن مع تحقيق النمو الاقتصادي.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjg2IA==
جزيرة ام اند امز