حسبُ الأوطانِ قادةٌ مخلصون وشعبٌ وفيٌّ حتى ترتقي وتنهض.
حقيقةٌ تتجسّدُ واضحةً بسلطنة عُمان، التي تتّكئُ على نصفِ قَرنٍ من الإنجازات، التي رسمت طريق نهضتها، مذلّلةً الصعاب بقيادة المؤسّس جلالة السلطان قابوس بن سعيد، تغمّده الله برحمته, وهي اليوم تحتفل بيومها الوطني، الذي أشرقت به شمسها الوضاءة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، مسطرةً النهج الثابت في العمل على البلوغ برايتها قمم المجد.
النهضة العُمانية لم تكن في مجالٍ دونَ آخر, كما أنها لم تركن إلى الإنجازات الموروثة, بل إنها نهضةٌ شاملةٌ ومستمرةٌ طالت كل مناحي الحياة السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية, بخصائص فريدةٍ تنبع من الأصالة والهوية العُمانية, والتي يمكن رصد أبرزها بشيءٍ من التفصيلِ:
أولاً على الصعيد السياسي: كانت ولا تزال السلطنة تسير وفق سياسة ونهجٍ سلميٍّ يكرّس الجهود من أجل المحبة والسلام المنشود على مستوى العالم أجمع، متخذةً من شعار "الصداقة مع الجميع" رايةً لعلاقاتها مع أشقائها ومحيطها والمجتمع الدولي عموماً, رافضةً التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة, محترمةً وداعمةً للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة, الأمر الذي جعل السياسة العُمانية فاعلةً في كثير من القضايا الدولية، لما تتمتع به من الثقة الراسخة لدى جميع الدول, فطالما كانت صلة الوصل والوسيط المرحَّب به في كثير من الخلافات الدولية، والتي كانت تنتهي بالتوصل إلى حلولٍ سلمية لها بفضل النهج العُماني الثابت في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية.
ثانياً على الصعيد الاقتصادي: يشهد الاقتصاد العماني تطوراً ملموساً ومتسارعاً يوماً بعد يوم, فبعد أنْ كان الاقتصاد العماني لا يتجاوز 250 مليون دولارٍ سنوياً، تجاوز اليوم 8 مليارات دولار سنوياً, ما جعله من الاقتصادات النشطة والمتنامية, والقيادة العمانية بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق لم تقف عند هذا الإنجاز, بل إنها اليوم تسعى إلى تطوير الاقتصاد وتنميته من جهة، والعمل بجد على خلق موارد جديدة ومستدامة تتناسب ومتطلبات العصر وحداثته, بما يتوافق مع النهج العالمي العام في البحث عن الموارد النظيفة والمستدامة التي تضمن الاستقرار ومواصلة مسيرة التطور, وهو ما تعزّزه كثير من الإصلاحات الإدارية والتشريعية الحكيمة من القيادة الراشدة المتمثلة في جلالة السلطان هيثم بن طارق، والتي تتسم بالمرونة والفعالية اللازمة لمواكبة متطلبات المرحلة.
ثالثاً على الصعيد العلمي: لا يخفى على أي متابعٍ للشأن العُماني عراقة الصروح التعليمية والثقافية في البلاد, من جراء تكريس القيادة العُمانية جهوداً عظيمةً في رفد المؤسسات العلمية والجامعات بكل ما من شأنه رفع سويّتها, بالإضافة إلى دعم البحث العلمي في المجالات كافة, لا سيما المجالات الطبية والتكنولوجية والثقافية, لتتحول سلطنة عُمان في وقتٍ قصيرٍ إلى وطنٍ يشع ثقافةً وعلماً من مدارسه، التي وصلت إلى كل طفل في ربوعه, ومن جامعاته التي صارت قبلةً للباحثين, وتوّجَ هذا المجال الأولوية القصوى التي وضعها جلالة السلطان هيثم بن طارق من خلال تأكيد أنّ توفير البيئة الداعمة والمحفزة للابتكار والبحث العلمي هو أعلى سلّم الأولويات الوطنية بغية مواصلة ارتقاء سلّم النهوض.
لذلكَ كله، هنيئاً لسلطنة عُمان بإرثها المجيد, وهنيئاً لها بقيادتها الراشدة التي تسمو بها راقِيَةً سنام المجد, وهنيئاً لها بشعبها الوفي المخلص, وهنيئاً لها بعيدها الذي يبقى نبراساً تستلهمه الأجيال راسمةً معالم الدولة القوية المنيعة، التي تزداد نماءً وازدهاراً يوماً بعد يومٍ مُحِبّةً ومحبوبةً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة