أهمية القمتين تبرز في هذا التوقيت بالذات في أن استقرار ليبيا والسودان يشكل جزء لا يتجزأ من استقرار مصر وبقية دول القارة الأفريقية
في وقت تمر فيه 3 دول عربية بأوقات عصيبة -يتصاعد التوتر في السودان عقب تعليق المفاوضات بين حركات الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي، وتستمر المعارك في ليبيا لدحر الإرهاب، وتتواصل الاحتجاجات في الجزائر- يأتي دور مصر التاريخي للمساهمة في حلحلة أزمات المنطقة.
لا شك أن مصر تحافظ على دورها المحوري في محيطها الجيوسياسي في العالم العربي والقارة الأفريقية، وهذا ما يؤهلها لجمع كافة الأطراف في الأزمات العربية للوصول إلى صيغة تفاهم لمشكلات الشرق الأوسط، في ظل تسابق محموم من قبل المتربصين بالدول العربية لترسيخ وجودهم على الأرض بدعم الجماعات الإرهابية ونشر الفوضى
استضافت القاهرة قمتين لمناقشة الشأن السوداني والشأن الليبي في يوم واحد، في ظل رئاستها الاتحاد الأفريقي للعام الجاري بهدف بحث تطورات الأوضاع في السودان والتحاور حول أنسب السبل للتعامل مع المستجدات الراهنة، بالإضافة إلى مناقشة طرق دعم الاستقرار والسلام في ليبيا، وسبل احتواء الأزمة وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب في أكبر قمة لقادة أفريقيا لبحث الأزمتين، بمشاركة رؤساء تشاد وجيبوتي ورواندا والكونغو والصومال وجنوب أفريقيا.
وتبرز أهمية القمتين في هذا التوقيت بالذات بالنسبة لمصر وقارة أفريقيا، في أن استقرار البلدين يشكلان جزءا لا يتجزأ من استقرار مصر وبقية دول القارة، في ظل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يمكن أن تتطور إلى تهريب الأسلحة والإرهاب وتهريب البشر والجريمة المنظمة التي من شأنها زعزعة السلم والأمن في كامل المنطقة.
ففي السودان الذي يتولى المجلس العسكري الانتقالي زمام الأمور فيه منذ إطاحة الجيش بعمر البشير في 11 من أبريل الجاري تحت ضغط الشارع، لا تزال الأوضاع على صفيح ساخن، في ظل رفض المحتجين الإجراءات في فترة ما بعد عزل البشير ومطالبتهم المجلس العسكري بتسليم السلطة لمجلس مدني.
لقد أقرت الدول المشاركة في قمة القاهرة بالحاجة إلى منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية، وأوصت مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بتمديد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية لمدة 3 أشهر بعد أن كانت 15 يوماً فقط.
أما بالنسبة إلى ليبيا فقد عانت مصر وأفريقيا من الأزمة الليبية لوقت طويل منذ انتشار العناصر الإرهابية لا سيما في درنة وسرت، ولا تغيب عن البال عملية قتل المواطنين المصريين في سرت على أيدي عناصر إرهابية من تنظيم "داعش". كما أن الجماعات التي تنطلق من الأراضي الليبية شنت هجمات إرهابية على مصر خلال السنوات الماضية، ما جعل القاهرة أمام تحدٍّ يتمثل في محاربة الإرهاب في جارتها ليبيا، إلى جانب تيسير المفاوضات السياسية مع جميع الأطراف.
لا شك أن مصر تحافظ على دورها المحوري في محيطها الجيوسياسي في العالم العربي والقارة الأفريقية، وهذا ما يؤهلها لجمع كافة الأطراف في الأزمات العربية للوصول إلى صيغة تفاهم لمشكلات الشرق الأوسط، في ظل تسابق محموم من قبل المتربصين بالدول العربية لترسيخ وجودهم على الأرض بدعم الجماعات الإرهابية ونشر الفوضى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة