قمة نيس تتجاهل الوقود الأحفوري.. خطوات مهمة لحماية المحيطات

تختتم قمة عالمية للمحيطات الجمعة أعمالها في مدينة نيس الفرنسية، مع خطوات كبيرة مرتقبة نحو حماية البيئة البحرية وتعهدات بمواجهة التعدين في أعماق البحار، لكنها تعرضت لانتقادات بسبب إغفالها الوقود الأحفوري عن جدول أعمالها.
لكنّ الدول التي كانت تأمل في الحصول على تعهدات مالية جديدة للمساعدة في مكافحة ارتفاع منسوب مياه البحار والصيد الجائر مُنيت بخيبة أمل في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في المدينة الساحلية في جنوب فرنسا.
- أسعار النفط تقفز بأكثر من 12% بعد الضربات الإسرائيلية لإيران
- غولدمان ساكس: لا مخاوف من اضطرابات في إمدادات النفط بالشرق الأوسط
وقد انضم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة إلى الآلاف من قادة الأعمال والعلماء والناشطين البيئيين على مدى خمسة أيام.
وتقول الأمم المتحدة إن محيطات العالم تواجه "حالة طوارئ"، فيما مؤتمر نيس ثالث قمة تُخصص بالكامل للبحار والأكبر حتى الآن.
أجمع ناشطون بيئيون على الإشادة بالتقدم الملموس المحرز نحو التصديق على اتفاقية تاريخية لحماية الحياة البحرية في 60% من المحيطات الواقعة خارج المياه الوطنية.
وقالت ريبيكا هوبارد من "تحالف أعالي البحار" إن "المصادقة هذا الأسبوع على معاهدة أعالي البحار علامة فارقة في العمل من أجل المحيط".
وفقا لوكالة "فرانس برس"، صادقت 19 دولة رسميا على المعاهدة في نيس، ليصل العدد الإجمالي للموقّعين إلى 50 دولة. ويتطلب إقرار المعاهدة مصادقة 60 دولة.
سعى المؤتمر إلى حشد الجهود العالمية لحماية البيئة البحرية، في وقت تستعد الدول لمناقشات محمومة حول القواعد العالمية للتعدين في أعماق البحار في تموز/يوليو، وبشأن معاهدة حول البلاستيك في آب/أغسطس.
دافعت القمة عن العِلم، منادية بالاستناد إلى القوانين الدولية في الإشراف على الموارد المشتركة، وأبرزها أعماق المحيطات المجهولة، في تحدّ مباشر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لم يكن ترامب حاضرا في نيس، ونادرا ما ذُكر اسمه، لكن شبحه كان موجودا مع دعم القادة للتعددية العالمية التي يرفضها الرئيس الأمريكي.
وقد دان القادة المشاركون في القمة خصوصا مساعي ترامب لتسريع عمليات التعدين في قاع البحار، متعهدين بمقاومة جهوده الأحادية لاستغلال قاع المحيط.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذلك بـ"الجنون"، بينما حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا من سباق "ضارٍ" على المعادن الأساسية.
لكن التحالف العالمي المناهض للتعدين في أعماق البحار، والذي تقوده فرنسا، لم يجذب سوى أربعة أعضاء جدد خلال القمة، ليصل إجمالي عدد الدول الأعضاء إلى 37 دولة.
اغتنمت العديد من الدول الفرصة للكشف عن خطط لإنشاء مناطق بحرية محمية جديدة واسعة وتقييد صيد الأسماك بشباك الجر القاعية.
وكان النشطاء البيئيون يدعون إلى حظر تام لطريقة الصيد المدمرة التي تُجر فيها الشباك الثقيلة عبر قاع المحيط.
وجرى تخصيص 10 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة من جهات مانحة ومستثمرين من القطاع الخاص من أجل التنمية المستدامة لاقتصادات المحيطات.
لكن التعهدات كانت أقل وضوحا من الحكومات الغنية، إذ أعلنت فرنسا عن تخصيص مليوني يورو للتكيف مع المناخ في دول جزر المحيط الهادئ.
تُختتم القمة الجمعة ببيان سياسي مشترك، جرى التفاوض عليه على مدى أشهر بين الدول وأثار انتقادات لإغفاله أي إشارة إلى الوقود الأحفوري، العامل الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة المحيطات.
وقال المبعوث الأميركي الخاص السابق للمناخ جون كيري الذي كان حاضرا في نيس، في بيان إنه من المستحيل "حماية المحيط من دون مواجهة السبب الجذري الرئيسي الذي يدفعه إلى حافة الانهيار: التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري المستمر الذي يُضخفي الغلاف الجوي".
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز