خبراء لـ"العين الإخبارية": فرص ثمينة وعقبات أمام قمة القاهرة بشأن فلسطين
مع تأزم أحداث غزة، وتعثر محاولات التهدئة، دخلت مصر على خط الأزمة، بهدف خفض التصعيد، وتبريد الأوضاع الملتهبة على حدودها.
مساع مصرية بدأتها بحشد الدعم للدفع قدما باتجاه خفض التصعيد، مرورًا بتجميع المساعدات الموجهة لقطاع غزة المحاصر على أراضيها في انتظار عبورها معبر رفح البري، لتأخذ خطوة أخرى، بإعلانها يوم الأحد عن توجيه الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.
قمة قال عنها محللون سياسيون لـ"العين الإخبارية"، إن توقيتها "هام"، معربين عن آمالهم في أن تنجح القاهرة من خلالها في وقف إطلاق النار واستئناف التواصل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتبدأ في جهود بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة.
وتوقع المحللون أن تصدر عن القمة قرارات؛ بينها: إيقاف ورفض عملية التهجير، والدعوة لإدخال المساعدات الطبية وفك الحصار عن قطاع غزة، معتبرين تلك القمة بمثابة فرصة لإعادة طرح الحل السياسي العربي لإقامة الدولتين بحدود 1967.
فهل تنجح القاهرة في إيصال رسائلها؟
وصف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، دعوة مصر لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية بـ"المهمة جدا"، مشيرًا إلى أنها ستمهد الخطوات لمسار سياسي أشمل وليس وقف إطلاق نار فقط.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن توقيت القمة "مهم"، لاعتبارات متعلقة بالقضية الفلسطينية، متسائلا: هل ستشارك روسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهي أطراف بعض ينحاز إلى الجانب الإسرائيلي؟
ورغم أنه قال إن القاهرة ستحاول من خلال تلك القمة تقريب وجهات النظر، إلا أنه قال إن ذلك الأمر سيتطلب بعض الوقت لارتباطه بآلية الصراع بين الأطراف المختلفة.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية فإن المكاسب التي قد تتمخض عنها القمة ستكون "كبيرة"؛ منها: استئناف المسار السياسي ووقف إطلاق النار".
في السياق نفسه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب إن القمة التي دعت لها مصر تأتي في توقيت حرج وهام، رافعة شعار رفض فكرة التهجير وإقامة وطن بديل.
فكرة قديمة
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن تلك الفكرة التي وصفها بـ"القديمة" تحاول إسرائيل تطبيقها أولا في غزة باتجاه سيناء، ثم بعد ذلك الضفة الغربية باتجاه الأردن، مشيرًا إلى أن القمة ستناقش كيفية رفع الحصار عن قطاع غزة ووضع حلول مستقبلية للقطاع حتى لا تتكرر الأحداث الأخيرة.
وأشار إلى أن مصر ستعمل على إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن مخرجات القمة سوف تكون محرجة للدول المساندة لإسرائيل على رأسها أمريكا والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن القمة بمثابة فرصة لإعادة طرح الحل السياسي العربي لإقامة الدولتين بحدود 1967، مؤكدًا أن القاهرة سبق وحذرت من الانفجار الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري؛ بمطالبتها بضرورة رفع الاحتقان والحصار عن القطاع في قمتي شرم الشيخ والعقبة.
بدوره، قال الخبير في الشؤون الفلسطينية الكاتب صلاح جمعة، إن الدعوة المصرية تأتي في إطار حل القضية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية وليس على حساب دولة أخرى، في إشارة إلى دعوات تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر.
ما الخطوة المقبلة؟
وأوضح الخبير في الشؤون الفلسطينية أن أهم القرارات التي سوف تصدر عن القمة ستكون وقف إطلاق النار، وإيقاف ورفض عملية التهجير، والدعوة لإدخال المساعدات الطبية وفك الحصار عن قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه في حال استجابة إسرائيل ستكون الخطوة المقبلة تثبيت الهدنة وتبادل الأسرى.
وشدد على ضرورة "محاصرة تلك الحرب وإنهائها، ومنع تمددها"، لافتا إلى أنه في حال اتساع تلك الحرب ودخول أطراف جدد، سينعكس ذلك سلبيًا على المنطقة برمتها.
وحذر الخبير في الشؤون الفلسطينية من "إصرار إسرائيل على تدمير قطاع غزة، ما سيؤدي إلى دخول الجماعات المختلفة للتصدي لإسرائيل وتهدد المنطقة"، مشيرا إلى أنه "على إسرائيل أن تتفهم وتدرس القرار بعناية شديدة لأن تفريغ تلك المنطقة سيكون وبالا عليها وليس العكس".