سنن وشروط الحج.. كيف يؤدي الحاج الطواف؟
يعد الطواف أحد الأركان الأساسية في الحج، وهو عبادة عظيمة يثاب عليها المسلم؛ سواء فعلها على سبيل الوجوب أو التطوع.
والطواف في اللغة هو الدوران حول الشيء، وفي الاصطلاح: الطواف هو الدوران حول البيت الحرام.
شروطه وكيفيته
وللطواف شروط عدة لصحته، وهي الطّهارة؛ سواء أكان في الثوب أو في المكان، وستر العورة، والنيّة عند الشروع في الطواف.
يبدأ بالطواف من الحجر الأسود، وأن يكون البيت الحرام عن يسار الطائف، وأن يكون الطواف حول الكعبة وخارجها؛ فلو طاف الشخص داخل حِجْر إسماعيل لم يصح طوافه، وأن يكون الطواف 7 أشواط كاملة، يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود وينتهي به، والموالاة بين أشواط الطواف.
وتعد الطهارة شرطا لصحة الطواف لأنه صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يطوف توضأ، كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما أراد صلى الله عليه وسلم أن يطوف توضأ.
سنن الطواف
الاضطباع
من السنة الاضطباع في الطواف، وصفته أن يكشف الرجل المحرم عن كتفه الأيمن جاعلاً وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر ثم يشرع في الطواف 7 أشواط بادئاً من الحجر الأسود، فإذا تسنى له الوصول إليه يقبله إن استطاع، لكن لا يؤذي الناس بالمزاحمة والمدافعة فإن ذلك خطأ لما فيه من أذية للمسلمين، وإن لم يستطع يكفي أن يشير إلى الحجر الأسود من بعيد قائلاً : الله أكبر.
ثم يبدأ الحاج أو المعتمر طوافه ذاكراً ومستغفراً وداعياً الله بما شاء من الدعاء، أو قراءة القرآن الكريم دون أن يرفع صوته حتى لو كان يدعي بأدعية مخصوصة، فإن ذلك يشوش على غيره من الطائفين.
استلام الركن اليماني
وإذا وصل إلى الركن اليماني يستلمه بيده إن تيسر، ولا يقبله أو يتمسح به كما يفعل البعض مخالفين بذلك سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يتيسر استلام الركن اليماني يمض دون أن يشير إليه أو يكبر.
ومن السنة أن يقول الحاج بين الركن اليماني والحجر الأسود: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
وهكذا يكمل الحاج طوافه كما بدأه 7 أشواط بادئاً بالحجر الأسود مع كل شوط ومنتهياً إليه.
الرمل
ويسن الرمل وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم فقط.
صلاة ركعتين
وبعد الانتهاء من الطواف يبادر الحاج والمعتمر بتغطية كتفه الأيمن.
ومن السنة المؤكدة بعد الانتهاء من الطواف صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر، وإلا فليصل الركعتين في أي مكان من المسجد الحرام.
ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية بعد الفاتحة يقرأ (قل هو الله أحد) وإن قرأ بغيرهما فلا بأس في ذلك.
أخطاء ومخالفات
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج والمعتمرين أثناء الطواف، دخولهم لحجر إسماعيل أثناء الطواف معتقدين أن ذلك جزء من الطواف، لكن الطواف من داخل الحجر يبطله لأنه بذلك أنقص من طوافه لكونه طاف ببعض الكعبة وليس حول البيت العتيق.
لا يجوز للطائف بالبيت في حج أو عمرة أو طواف أن يدخل من حجر إسماعيل، ولا يجزئه ذلك لو فعله؛ لأن الطواف بالبيت، والحِجر من البيت؛ لقول الله سبحانه: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" ولما روى مسلم وغيره، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر، فقال: "هو من البيت، وفي لفظ قالت: إني نذرت أن أصلي في البيت، قال: صلي في الحجر، فإن الحجر من البيت".
و"حجر إسماعيل" هو قوس حائطي قصير الارتفاع على شكل نصف دائرة منفصل عن الجزء الشمالي من "الكعبة المشرفة"، ومرتبط بها على مدار تاريخها.
ومن المخالفات كذلك استلام جميع أركان الكعبة وربما جميع جدرانها والتمسح بها وبأستارها وببابها وبمقام إبراهيم وهذا غير جائز لأنه من البدع التي لا أصل لها في الشرع ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز رفع الصوت أثناء الطواف لأن ذلك فيه تشويشٌ على المسلمين، أو التحدث أثناء الطواف ومزاحمة النساء للرجال، وخاصة عند الحجر الأسود ومقام إبراهيم، فيجب على الجميع الابتعاد عن هذه المخالفات.
أنواع الطواف
طواف القدوم
هو الطواف الذي يفعله القادم إلى مكة من غير أهلها تحيةً للبيت العتيق؛ وهو سنَّة عند جمهور الفقهاء.
وطواف القدوم يسمَّى طواف القدوم، وطواف القادم، وطواف الورود، وطواف الوارد، وطواف التحية؛ لأنه شرع للقادم والوارد من غير مكة لتحية البيت،
ويسمى أيضًا طواف اللقاء؛ لأنه يكون أول عهد القادم من خارج مكة بالبيت.
طواف الإفاضة
طواف الإفاضة ركن من أركان الحج المجمع عليها، لا يتحلل الحاج التحلل الأكبر من دون أن يفعله، ولا ينوب عنه شيء البتة، ويؤديه الحاج بعد أن يفيض من عرفة، ويبيت بالمزدلفة، فيأتي منًى يوم العيد، فيرمي وينحر ويحلق، ويأتي مكة، فيطوف بالبيت طواف الإفاضة.
وطواف الإفاضة له 5 أسماء؛ هي: طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وطواف الفرض، وطواف الركن، وطواف الصدر.
طواف الوداع
هو الطواف الواجب على الآفاقي -أي الذي ليس من أهل مكّة-، قبل خروجه من الحرم إلى الديار، ويكون ذلك آخر عهده بالبيت، وهو واجب على كل حاج ما عدا الحائض والنفساء، فمن تركه وجب عليه ذبيحة تجزئ أضحية.
والفرق بين الركن والواجب والسنة: أن الركن لا يصح الحج إلا به، والواجب يصح الحج مع تركه، غير أنه يجب على من تركه دم (ذبح شاة)، أما السنة فمن تركها فلا شيء عليه.