أزمة سلاسل الإمدادات.. الخطر القادم من الشرق
دقت الصين ناقوس الخطر مجددا بشأن استمرارية انسيابية سلاسل الإمدادات من البلاد لأسواق العالم،
إذ عاد فيروس كورونا ليسجل إصابات متسارعة في "شنغهاي" المركز المالي والتجاري للصين.
وبدأت شنغهاي تسجل إصابات متسارعة بفيروس كورونا غير معروفة المصدر، ما يعني قرب تنفيذ إغلاق على المدينة خلال الفترة القريبة المقبلة، إذ تعتبر مركزا للصناعة والتجارة والشحن البحري لمختلف دول العالم.
ولأن الصين ما زالت تتبع سياسة صفر كوفيد، فإن سلاسل الإمدادات العالمية أمام مخاطر محتملة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ما يعني أن الصادرات قد تشهد عرقلة، تخيم تبعاتها على الأسواق العالمية.
ويفاقم ذلك، تحذيرات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من أن موجات جديدة من الإصابات بكوفيد تظهر أن الوباء "لم يقترب حتى من نهايته".
وقال غيبرييسوس في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن "موجات جديدة من الفيروس تظهر مجددا أن كوفيد-19 لم يقترب من نهايته.. بينما يضغط الفيروس علينا، يتعين أن نتصدى له".
وتابع "مع ازدياد حالات الدخول إلى المستشفى وتفشي كوفيد-19، يتحتم على الحكومات نشر تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج".
وهذا الأسبوع، قامت هونج كونج بتعليق بعض الخدمات غير الطارئة في المستشفيات العامة، حيث أجهدت الزيادة الكبيرة في أعداد إصابات فيروس كورونا نظام الرعاية الصحية، فيما حذرت السلطات من استمرار تدهور وضع الوباء في المدينة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن رئيسة هيئة المستشفيات، سارة هو، القول في إفادة، الثلاثاء، إن بعض المستشفيات العامة بدأت في الحد من الخدمات غير العاجلة، بما في ذلك جراحات المناظير والجراحات الاختيارية، وذلك لتحويل الموارد إلى رعاية العدد المتزايد من مصابي كورونا.
الحبوب.. هدوء مبرر
واستعادت أسعار الحبوب تدريجيا مستوياتها السابقة المسجلة قبيل الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها ما تزال مرتفعة بنسبة 40% على أساس سنوي.
يعود تراجع أسعار الحبوب لمستويات ما قبل الحرب، إلى بدء موسم الإنتاج الأكبر حول العالم، مع حلول فصل الصيف، وزيادة الإمدادات المحلية، وتصدير الفائض من الأسواق حول العالم.
لكن أول أمس الإثنين، اتهمت أوكرانيا روسيا بمحاولة إتلاف محصولها من الحبوب، من خلال استهداف الحقول والمستودعات جنوب البلاد.
وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية، إن صادرات الحبوب في الأيام السبعة الأولى من يوليو، الشهر الأول من موسم 2022-2023 الجديد، تراجعت 30% على أساس سنوي إلى 402 ألف طن.
وارتفعت صادرات الحبوب لموسم 2021-2022 المنتهي في 30 يونيو، بنسبة 8.5% إلى 48.5 مليون طن، مدفوعة بالشحنات القوية قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وأظهرت بيانات الوزارة أن الصادرات في يوليو شملت 311 ألف طن من الذرة، و71 ألف طن من القمح، و17 ألف طن من الشعير.
وقالت الحكومة في وقت سابق، إن أوكرانيا قد تحصد ما لا يقل عن 50 مليون طن من الحبوب هذا العام، مقارنة مع رقم قياسي بلغ 86 مليون طن في العام 2021، بسبب خسارة أراضٍ أمام تقدم القوات الروسية وانخفاض المحاصيل.
ويعتقد باحثو وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن روسيا تسيطر على 22% من الأراضي الزراعية في أوكرانيا، بينما تهدد الحرب المحاصيل المتوقعة هذا الصيف، مما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
الطاقة.. شح الغاز
وفي قطاع الطاقة، ما تزال أسعارها تسجل مستويات مرتفعة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي، مدفوعة بمحاولات غربية لحجب الغاز الروسي عن الأسواق العالمية.
إلا أن الأسواق الأوروبية ما تزال حتى اليوم، غير قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي، إذ تعد موسكو أكبر مصدّر للغاز في العالم بمتوسط سنوي 240 مليار متر مكعب.
أما النفط، فإن الإمدادات تتجه للتحسن، إلا أن مخاطر الركود تلقي بظلال سلبية على الأسعار التي سجلت في ختام جلسة أمس الثلاثاء أدنى إغلاق لها منذ نحو ثلاثة شهور.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز