صدمة.. ناجيات من إعصار درنة يفكرن في الانتحار.. ورئيس الدعم النفسي لـ"العين الإخبارية": "لم نجد حلا إلا وضعهن قيد الإقامة الجبرية"
لا تزال كارثة إعصار دانيال المدمر، تلقي بظلالها المأساوية على الناجين من سكان مدينة درنة الليبية، الذين واجهوا الموت ونجوا منه أعجوبة.
وخلف الإعصار المدمر آثاراً نفسية يصعب تلافيها أو تجاوزها خلال المدى القريب، فيما ترواحت تلك الآثار بين عادي ومتوسط وعنيف، حتى أن البعض من الناجين فكر جدياً في الانتحار.
وألقى الدكتور أنور الصادي قائد فريق الصحة النفسية، من مركز مكافحة الأمراض الليبية، الضوء على أبرز الحالات التي حاولت الانتحار بعد النجاة والنزوح عن المدينة المنكوبة.
الصادي أكد لـ"العين الإخبارية"، أن فريق عمله رصد 17 حالة كان لهم ميول حقيقية للانتحار بعد النجاة من الإعصار، والأسباب المباشرة لهذا الميل من الجميع ترجع لفقدان أصدقاء أو أهالي أو مقربين.
وتابع: "تولد لدى هؤلاء رغبة في التخلص من حياتهم، وبدت سلوكياتهم أثناء جلسات الدعم النفسي ترنو من اتجاه الرغبة في التخلص من الحياة، وجميعهم يرى أنه لا طائل من الحياة بعد أن فقد ذويه، فيما لا تزال مشاهد الرعب في ذاكرتهم حاضرة ومخفية، وتجعلهم يفكرون جدياً في الأمر".
وأكد الطبيب النفسي أن الـ17 حالة وضعوا جميعاً تحت ملاحظته وفريقه، تخوفاً من اتخاذ أحدهم قرارات حقيقية ومحاولتهم تنفيذ قرار الانتحار.
ويسلط قائد فريق الصحة النفسية الضوء على أن 15 حالة من الـ17 الراغبين في الانتحار، كانوا من الإناث، مبرراً ذلك بأن الفتيات والسيدات بوجه عام لديهم مشاعر أكثر هشاشة من الرجال وبالتالي قدرتهم على تحمل الأعباء النفسية الطارئة والحاسمة تكون أقل من الرجال بشكل كبير.
بيد أن جميع الحالات نجحت الجلسات في تهدئتهن بشكل كبير، عدا حالتين لفتاتين أكبرهما في الـ22 والثانية في 19 من عمرها.
وعنهما يقول الصادي: "كانت الفتاتين جادتين في تنفيذ قرارهما، وكانا شديدا الإحباط ولديهما رغبة جامحة للتخلص من الحياة، فقد فقدتا كل من لهما في غمضة عين، ما سبب لهمما صدمة مفجعة".
كان السبيل للعلاج وضعهما قيد الإقامة الجبرية في إحدى دور الرعاية وتحت ملاحظة وإشراف الأطباء كي لا يقدموا على فعلتهما.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg
جزيرة ام اند امز