الإمارات ودعم حقوق الإنسان.. "أرض التسامح" تلهم العالم
تعد الإمارات بما تبذله من جهود ومبادرات، نموذجا ملهما في ترسيخ الإخوة الإنسانية وإرساء ركائز التسامح، الذي يعد عماد حقوق الإنسان.
ويكاد لا يمر يوما إلا ويجني العالم ثمار تلك المبادرات، التي جعلت من دولة الإمارات واحة للإنسانية ومنارة للتسامح وبلدا الأمن والأمان الذي تشع قيمه ومبادؤه الإنسانية في أرجاء المعمورة.
وتجسد الإمارات هذا الأمر قولا وفعلا على أرض الواقع، من خلال احتضانها أكثر من 200 جنسية يعيشون في وئام وسلام، ويمارسون معتقداتهم بحرية تامة.
كما جسدته في وثيقة مبادئ الخمسين، الصادرة قبل أيام، والتي أكدت أن "منظومة القيم في الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح.. واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية".
أيضا جسدته في إصدار قانون قبل نحو أسبوعين خاص بإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، الأمر الذي سيسهم في تعزيز قيم احترام التعددية والقبول بالآخر واستدامة أسس التعايش والتسامح والوئام.
تلك القيم تظهر جلية أيضا في "بيت العائلة الإبراهيمية"، الجاري إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، ويضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات. كما استبقت الإمارات تلك المبادرات الحديثة بالتأصيلِ القانوني للتسامح في دستورها وقوانينها.
وينص دستور الإمارات على الاحترام المتبادل في جميع تعاملات المؤسسات والأفراد على حد سواء، ومساواة الجميع أمام القانون، فضلاً عن تمتع الأجانب بمختلف الحقوق والحريات التي تنص عليها المعاهدات والمواثيق الدولية، والتي تلتزم بها الإمارات.
كما تتميز الإمارات بمنظومة تشريعية وقانونية تهدف إلى إثراء ثقافة التسامح، ونبذ كافة أنواع التطرف والعنصرية تجاه أي فئة مجتمعية، وفي مقدمتها المرسوم بقانون اتحادي رقم 2 لسنة 2015 في شأن مكافحة التمييز والكراهية الذي يهدف إلى مواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية.
كما كانت الإمارات سباقة عالمية في استحداث وزارة دولة للتسامح عام 2016.
التسامح في "مبادئ الخمسين"
أما أحدث مبادراتها لنشر ثقافة التسامح، فتضمنتها وثيقة مبادئ الخمسين الصادرة قبل أيام.
وترسم وثيقة "مبادئ الخمسين" التي وجه بها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، واعتمدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال الخمسين سنة القادمة.
وأكد المبدأ الثامن على أن التسامح عمد منظومة القيم في الإمارات، قائلا: "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح".
كما أكد في موضعين على التزام الإمارات بترسيخ الأخوة الإنسانية، أحدها أكد أن "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة ترسيخ الأخوّة الإنسانية"، ما يعني أن ترسيخ الأخوة الإنسانية يأتي ضمن الأسس والقواعد العامة لمنظومة القيم في البلاد.
وفي موضع آخر، يعلن الالتزام بتطبيق هذا النهج في السياسة الخارجية، قائلا إن الإمارات "ستبقى داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".
واستبق الإعلان عن تلك المبادئ، إصدار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في 30 أغسطس/آب الماضي، القانون الاتحادي رقم 12 لسنة 2021 بشأن إنشاء "الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان".
ومن بين فوائد شتى للهيئة، ستعزز قيم احترام التعددية والقبول بالآخر واستدامة أسس التعايش والتسامح والوئام.
وفوائد لن تنعكس فقط على أهل الإمارات ولا على المقيمين على أرضها فقط، بل ستكون مصدر إلهام لدول المنطقة والعالم لإشاعة تجربة الإمارات في التسامح.
بيت العائلة الإبراهيمية
ويجسد "بيت العائلة الإبراهيمية"، ترجمة على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ويحمل "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقرر افتتاحه عام 2022، عدة رسائل تدعو للتعايش لا الإقصاء، وتبرز مفهوم الاعتدال في مواجهة التطرف، وتعزز قيم التسامح لنبذ التعصب، وتدعو للمحبة في مواجهة الكراهية.
كما يجسد رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.
دور العبادة في دار التسامح
وتختضن الإمارات أكثر من 200 جنسية يمارسون معتقداتهم بحرية تامة، من خلال عشرات دور العبادة المخصصة لهم، من بينها كنائس للمسيحيين ومعبدين هندوسيين وكنيس يهودي ومعبد للسيخ ودير بوذي.
وتوجد في الإمارات 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة بعضها تبرعت لها دولة الإمارات بأراضٍ لإقامتها، ما يترجم عراقة قيم التسامح والتعايش السلمي وحرية المعتقد في الدولة.
وتضم الإمارات بعضا من أقدم المعالم التاريخية الدينية في منطقة شبه الجزيرة العربية، أبرزها معبد منطقة الدور الأثرية في إمارة أم القيوين الذي اكتشف قبل 30 عاما، فضلا عن كنيسة ودير صير بني ياس إحدى أقدم الكنائس التي تعود إلى القرنين الـ7 والـ8 الميلادي.
وفي العصر الحديث، شيدت العديد من الكنائس ودور العبادة مثل كنيسة سانت جوزيف الكاثوليكية في العاصمة أبوظبي التي بنيت عام 1965، ودار العبادة الهندوسية التي شيدت عام 1958 بين خور دبي وسوق بر دبي القديم.
وتفتخر الإمارات منذ تأسيسها بتعزيزها لقيم التعايش والتسامح بين جميع المقيمين على أرضها من الجنسيات والأديان والخلفيات العرقية المتعددة.
ولا ينسى العالم اللفتة الإنسانية الكبيرة، عندما وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية عام 2017 بإطلاق اسم "مريم أم عيسى" عليهما السلام على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة "المشرف" وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثَّنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.
الأزمة الأفغانية نموذجا
أيضا تتجلى قيم التسامح والأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات في تعاملها مع الأزمة الأفغانية الحالية.
وتستضيف الإمارات آلاف العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى.
كما سبق وأن ساهمت منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان.
ويأتي هذا في إطار النهج الإنساني الذي تتعامل به الإمارات مع تطورات الأوضاع في أفغانستان، وضمن رسالتها الإنسانية العالمية على الساحة الدولية عامة وتجسيداً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الداعية إلى التضامن والتكاتف الإنسانيين في أوقات المحن والأزمات.
وكانت قيمة الأخوة حاضرة بقوة في مواجهة الإمارات لتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد من خلال الدور الريادي الذي اضطلعت به في التضامن مع البلدان المتضررة من هذا الوباء دون النظر إلى دينها أو عرقها، فقدمت مساعدات لأكثرَ من 136 دولة للحد من انتشار الفيروس.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز