المدرسة السيريالية .. الغرابة والتناقض يرسمان ملامح الأعمال التشكيلية
الفنان السيريالي يكاد يكون نصف نائم ويسمح لِيده وفرشاته بأن تصوّر إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق.
كغيرها من المدارس الفنيّة التشكيلية، نشأت المدرسة السيريالية في فرنسا واشتهرت في العقدين الثاني والثالث من القرن الـ20.
وتميّزت هذه المدرسة بالتركيز على كل ما هو متناقض وغريب ولاشعوري، إذ كانت السيريالية تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام.
- المدرسة الوحشية.. الفن التشكيلي بألوان متفجرة ولوحات بسيطة
- بالصور.. المدرسة الرومانسية في الفن التشكيلي.. عواطف وأحاسيس وأساطير
وتخلصت السيريالية من مبادئ الرسم التقليدية في التركيبات الغريبة لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض، بغية خلق إحساس بعدم الواقعية إذ إنّها تعتمد على اللاشعور، كما اهتمت بالمضمون وليس بالشكل، ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقّدة.
والانفعالات التي تعتمد عليها السيريالية، تظهر خلف الحقيقة البصريةالواضحة، فالمظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا يمثل كل الحقيقة، ولكنه يخفي الحالة النفسية الداخلية.
والفنان السيريالي يكاد يكون نصف نائم ويسمح لِيده وفرشاته بأن تصوّر إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق، وعندها تكون اللوحة أكثر صدقاً.
ومن أهم أقطاب هذه المدرسة الفنان الإسباني سلفادور دالي، الذي تميّز بأعمالٍ فنية تصدم المشاهد عبر مواضيعها وتشكيلاتها وغرابتها،فضلاً عن شخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة، والتي تبلغ أحياناً حدّ اللامعقول والاضطراب النفسي.
ويختلط في حياة سلفادور دالي الفنّ بالجنون والعبقرية، ولكنه يبقى مبدعاً مختلفاً واستثنائياً، ومن أبرز أعماله: