وقود الطيران المستدام.. محرك العالم إلى مستقبل بلا كربون
يعتبر وقود الطيران المستدام أحد التدابير والحلول الرئيسية للحد من الانبعاثات بقطاع الطيران العالمي.
قطاع الطيران يمثل 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، لذلك الحد من تأثيره على التغير المناخي يعد أمرا بالغ الأهمية لتقليل شدة تغير المناخ.
ما هو وقود الطيران المستدام SAF وكيف يتم تصنيعه؟
وقود الطيران المستدام هو عبارة عن وقود مخلوط يتكون من الوقود التقليدي الممزوج بعامل مستدام غير تقليدي (وقود الطيران المستدام النظيف)، والذي يتم إنتاجه عبر أحد المسارات السبعة المعتمدة من الجمعية الأمريكية لاختبار المواد.
بمجرد الحصول على الوقود من مصادر متجددة، يتم مزجه مناصفة مع الكيروسين لإنتاج مزيج من وقود الطيران المستدام والوقود التقليدي.
يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المواد (الخام) الأولية لصنع وقود مستدام. تتم معالجة هذه المواد الخام لإنتاج وقود مستدام باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، بحيث تشمل الزيوت النباتية غير الصالحة للأكل، والمحاصيل المزروعة لهذا الغرض، مثل قصب السكر، والنفايات الزراعية وبعض نفايات الغابات، والنفايات المنزلية غير القابلة لإعادة التدوير، والغازات الصناعية المنبعثة، وبعضها لا يزال قيد التطوير.
كما يمكن استخدام مزيج الوقود هذا بنفس الطريقة التي يُستخدم فيها وقود الطائرات العادي. ليست هناك حاجة إلى أي تعديلات على الطائرات لاستخدامه. وهذا يقلل من تكاليف البنية التحتية بشكل كبير.
حتى الآن، لم يُستخدم وقود الطيران المستدام في الطائرات على المستوى العالمي، لكنه آخذ في الازدياد. تم تشغيل أكثر من 150 ألف رحلة جوية بواسطة وقود الطيران المستدام منذ أول رحلة في عام 2008 وأول رحلة تجارية في عام 2011 تديرها شركة "كي إل إم".
أهمية وقود الطيران المستدام SAF
بالإضافة إلى كونه محايداً تقريباً للكربون، يمكن لوقود الطيران المستدام أيضاً، تقليل الانبعاثات المباشرة. مقارنة بالكيروسين، لأن جزيئاته أقل بنسبة 90%، ونسبة الكبريت فيه خالية 100%، ما يؤدي إلى تحسين جودة الهواء خلال الرحلات الفضائية.
كما يحترق وقود الطيران المستدام بشكل أكثر كفاءة، مما يسمح للطائرات باستخدام وقود أقل إجمالاً خلال الرحلة.
يوفر هذا الوقود أيضاً امتيازات اقتصادية لبعض البلدان، حيث يمكن إنتاجه في أي مكان باستخدام النفايات.
وكجزء من دفع صناعة الطيران العالمية لاستخدام المزيد من الوقود الأكثر مراعاة للبيئة لتحقيق أهداف انبعاثات الكربون.
توقعت الوكالة الدولية للطاقة أنه بحلول عام 2030، سيشكل وقود الطيران المستدام نحو 15% من إجمالي استهلاك الوقود في قطاع الطيران، ونحو 75% بحلول عام 2050.
- رئيس بوينغ الشرق الأوسط لـ"العين الإخبارية": الوقود المستدام سيغير مسار الطيران في العالم
- الهيدروجين الأخضر.. الوقود المنقذ
مبادرات الحد من الانبعاثات في طيران الإمارات
تركز سياسة واستراتيجية طيران الإمارات البيئية الطويلة الأمد أنشطتها على 3 مجالات وهي:
• الحد من الانبعاثات.
• الاستهلاك المسؤول.
• الحفاظ على الحياة البرية والموائل.
في يناير/كانون الثاني الماضي، أكملت طيران الإمارات بنجاح أول رحلة تجريبية تعمل بنظام وقود الطيران المستدام SAF بنسبة 100% بالشراكة مع بوينغ وجنرال إلكتريك. منذ أول رحلة لها مدعومة من SAF في عام 2017، تواصل شركة الطيران المشاركة بنشاط في سوق وقود الطيران المستدام SAF والبحث عن فرص في شبكتها لاستخدام الوقود حيثما كان ذلك ممكنًا.
ومع ذلك، فإن وقود الطيران المستدام SAF القائم على أساس حيوي، وهو النوع الوحيد المتاح تجاريًا من الوقود المستدام SAF حاليًا، محدود للغاية في العرض. يقدر اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن الإمداد العالمي السنوي من الوقود SAF يلبي أقل من 0.1% من احتياجات شركات الطيران.
تشارك طيران الإمارات في مجموعة من مجموعات العمل الصناعية ومشاركة أصحاب المصلحة في وقود الطيران المستدام. في الأشهر الأخيرة، ساهمت شركة الطيران في تطوير خارطة طريق الطاقة لتحويل الوقود في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تم إطلاقها في يوليو/تموز 2022، والتي أعدتها وزارة الطاقة والبنية التحتية بالاشتراك مع المنتدى الاقتصادي العالمي؛ بالإضافة إلى خارطة الطريق الوطنية لوقود الطيران المستدام التي أطلقتها وزارة الطاقة والبنية التحتية في يناير/كانون الثاني 2023.
يظل استثمار طيران الإمارات في قيادة أسطول طائرات حديث والتزامها الأكبر لخفض انبعاثاتها. تمتلك الشركة حاليًا 200 طائرة من أحدث طائرات إيرباص وبوينغ ذات الجسم العريض، بما في ذلك A350s و777Xs.
تمتلك شركة الطيران برنامجًا شاملاً لكفاءة استهلاك الوقود يقوم بالتحقيق في طرق تقليل الاحتراق والانبعاثات غير الضرورية للوقود وتنفيذها، حيثما كان ذلك ممكنًا من الناحية التشغيلية؛ تتضمن بعض أهم مبادرات البرنامج ما يلي:
تشغيل "المسارات المرنة" حيث تتعاون مع مزودي خدمة الملاحة الجوية لإنشاء خطة طيران أكثر كفاءة لكل رحلة، والاستفادة من الرياح الخلفية الطبيعية، مع تجنب الرياح المعاكسة وأنظمة الطقس. هذه الجهود مستمرة منذ عام 2003، وتعمل طيران الإمارات أيضًا مع اتحاد النقل الجوي الدولي لتوسيع نظام التوجيه هذا في جميع أنحاء العالم كإجراء تشغيل قياسي حيثما أمكن ذلك.
تقديم ممارسات فعالة في استهلاك الوقود في أثناء وجود الطائرة على الأرض، مثل: استخدام وحدات الطاقة الأرضية بدلاً من وحدة الطاقة المساعدة للطائرة (APU) وإيقاف تشغيل محرك أو محركين في أثناء التاكسي بعد الهبوط.
تستثمر طيران الإمارات أيضًا في مبادرات الطاقة المتجددة بما في ذلك تركيب الألواح الشمسية لتشغيل بعض مبانيها التشغيلية في دبي، واستخدام المركبات الكهربائية في كل من الهواء والأرض.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز