تضرب مملكة السويد موعداً جديداً لاستعداء العالم الإسلامي نتيجة الحرق المتكرر لنسخ من المصحف الشريف على يد اللاجئ المتطرف سلوان موميكا ذي الأصول العراقية.
وقد أضاف موميكا لجريمته النكراء حرق العلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وكان قد سبق ذلك بيوم إحراق مبنى السفارة السويدية في بغداد على يد متظاهرين عراقيين، ينتمي أغلبهم لتيار رجل الدين الشيعي المعروف مقتدى الصدر.
والأسئلة المشروعة من الممكن أن تساعد الإجابات عنها في تفكيك المشهد وإبراز الحقيقة، وشرح ملابسات المواقف الغريبة والطارئة، بغية وضع القارئ بصورة الأحداث من داخل السويد دون زيادة أو نقصان.
أولاً: أدانت الحكومة السويدية برئاسة أولاف كريسترسون هذا التصرف المستفز لمشاعر المسلمين داخل السويد وخارجها، ووعدت الحكومة المُشكلة من أحزاب المعتدلين والليبرالي الديمقراطي والمسيحي الديمقراطي على لسان وزير العدل فيها بالمضي قدماً لتعديل قانون "حرية التعبير وإبداء الرأي" الذي يسمح بحرق الكتب المقدسة.
ثانياً: تدرك الأوساط السياسية والقانونية صعوبة تعديل القانون، إن لم نقل استحالة ذلك، نتيجة عوامل متعددة، تكبل يدي المشرع السويدي غير القادر على الاقتراب من قانون تم إقراره قبل أكثر من 30 عاماً، ويعتبر مفخرة من وجهة نظر الساسة السويديين، كما أنه قانون أساسي، وبالتالي يحتاج تبديل أي بند به إلى 8 سنوات، أي دورتين انتخابيتين، وبالتالي فهو مسار طويل ومعقد.
ثالثاً: لدى الشرطة السويدية القدرة على رفض طلب من يريد حرق الكتب المقدسة، لأسباب كثيرة تعتمد في مجملها على رأي "المخابرات السويدية" إذا قالت إن هذا يشكل تهديداً أمنياً ويشكل خطراً على المجتمع السويدي، ولكن القضاء السويدي يكون آنذاك بالمرصاد، وربما يستطيع مقدم الطلب تقديم طعن بقرار الشرطة إلى القضاء، ويحصل بعدها على الإذن المنشود.
رابعاً: اللاجئ المتطرف "سلوان موميكا" كما ذكرنا هو من أصل عراقي، وهو حاصل على إقامة مؤقتة في السويد، وكان عضواً نشطاً في مليشيات الحشد الشعبي المصنفة "إرهابية" في القانون السويدي، ولم يذكر "موميكا" عمله معها حين قدم معلوماته لمصلحة الهجرة السويدية حين قدم طلب اللجوء قبل عامين، وقد أعادت مصلحة الهجرة فتح ملفه نتيجة كذبه، لكن من الصعب ترحيله إلى العراق، وهو الذي زج بالسويد في أتون صراع سياسي شخصي يخصه مع بعض متزعمي المليشيات في العراق، وبالتالي استعمل مسألة حرق المصحف الشريف لتمرير رسائل سياسية خبيثة، وتلك أمور بات الإعلام السويدي يركز عليها.
خامساً: تحسب السويد على الصعيد الرسمي حساباً كبيراً لمواقف دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية والإمارات، وتعالت أصوات وزراء سابقين في السويد يدعون رئيس الحكومة الحالية كريستون أو الملك كارل غوستاف للمسارعة للقيام بجولة خليجية، يتم من خلالها شرح الموقف السويدي، وإظهار مواقف سياسية صحيحة لقادة العالم الإسلامي من أجل تحقيق السلام والاستقرار بعيداً عن الانقسام الحاصل نتيجة ما يجري في السويد.
سادساً: التطرف داءٌ معروف عند أتباع أي دين، والحوار والتسامح هما الركائز الأساسية لمعالجة هذه الآفة الخطيرة، والجهود المبذولة من قبل دول مهمة كالسعودية والإمارات أسهمت وتسهم في تجاوز هذه المحن، وسنذكر مجدداً بأدوار الشخصيات الإسلامية المعروفة والمعتدلة في إرساء هذه المفاهيم الإيجابية لا سيما في الرياض وأبوظبي، ونحن جميعاً مسلمين وغير مسلمين بحاجة لها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة