مصر.. معرض "أيقونة الجمال عبر العصور" يحفظ للسويس تاريخها
أحدث متاحف مصر يحفظ للسويس تاريخها عبر العصور، ويقدم نبذة عن اهتمام المرأة بجمالها وأناقتها في مصر القديمة.
افتتح متحف السويس القومي بمحافظة السويس المصرية، شرق القاهرة، معرضاً مؤقتاً تحت عنوان "أيقونة الجمال عبر العصور"، يظهر طرق وأساليب اهتمام المرأة بنفسها في مصر القديمة، ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 10يونيو/حزيران 2018.
وأوضحت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، أن المعرض يضم 51 قطعة أثرية تبرز طرق وأساليب اهتمام المرأة بجمالها في مصر القديمة، من بينها قطع آثار مصرية ويونانية ورومانية.
تشمل القطع تماثيل لإفروديت، حتحور، إزيس، ومجموعة تماثيل "تراكوتا "، بالإضافة إلى أدوات الزينة مثل المراوح والمكاحل، وبعض فورمات الشعر، ومجموعة من الحلي والعقود المصنوعة من العاج والعظم.
وقال علاء عبدالعاطي، مدير متحف السويس القومي، إن "النصوص القديمة في التاريخ المصري سجّلت لنا الكثير عن مكانة المرأة، وما وصلت إليه من درجة التقديس، وظهرت المعبودات من النساء، التي ترمز للكثير من معاني الجمال كالحب واﻷمومة والجمال والوفاء، وامتد ذلك عبر العصور، ونجد (إيزيس) رمز الوفاء واﻹخلاص واﻷمومة هي التي امتدت شعبيتها لبلاد البحر اﻷبيض المتوسط، واستمرت بقوة للعصر البطلمي والعصرين اليوناني والروماني، و(حتحور) رمز الحب والجمال".
وأوضح عبدالعاطي أن التاريخ المصري القديم شهد اهتمام المرأة المصرية بنفسها وجمالها، وما نراه في العصر الحديث من طرق وأساليب تتيح للمرأة الحفاظ على جمالها إنما الكثير منه إرث ورثه اﻷجيال الحديثة عن السلف من أجدادنا عبر العصور، وظهر ذلك جلياً في النقوش الموجودة على جدران مقابر الملكات، وفي الآثار المكتشفة من أدوات زينة وحلي وتماثيل توضّح تسريحات الشعر وأواني الزيوت والعطور.
تاريخ متحف السويس القومي
يعد متحف السويس القومي منارة تاريخية بين الماضي والحاضر، وهو أحدث متاحف مصر، ويحفظ للسويس تاريخها عبر العصور، كما يعد المتحف صرحاً ثقافياً وتاريخياً يحتضن أرض السويس، وأحد أهم الأماكن القومية والسياحية بالمحافظة.
تعود فكرة إنشاء المتحف لتخليد قصة قناة السويس التي ترجع إلى عصر الملك سنوسرت الثالث (1878-1840 ق.م)، والتي كانت تسمى "قناة سيزوستريس" لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط من خلال نهر النيل، والتي عرفت بأسماء عديدة منها "كليزما" و"القلزم".
تم إنشاء المتحف عام 2001 ليسجل تاريخ مدينة السويس عبر التاريخ والممتد من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث مروراً بتاريخ مصر القديمة، والعصر اليوناني الروماني، والعصر الإسلامي، وقد أعيد افتتاحه في أغسطس 2015.
التصميم المعماري والقيمة الأثرية للمتحف:
بني المتحف على مساحة 6 آلاف متر مربع وأضيفت 8 آلاف متر مربع لتكون حديقة للمتحف، يمثل البناء الهرمي للمتحف مسطبة يعلوها فراغ للعرض المكشوف، وبالحوض المائي للمتحف سفينة من الأسطول التجاري للملكة حتشبسوت بحجمها الطبيعي.
يضم المتحف 3 قاعات متصلة تحكي تاريخ مدينة السويس الباسلة عبر العصور ، بداية من عصور ما قبل التاريخ الممتد من 5000 ق م - 3200 ق م، حيث يحوي أثاراً من الصحراء الشرقية وسيناء بصخورها ومعادنها التي استخدمت في صناعة الأواني، ثم عصر الدولة المصرية القديمة (3200 ق م – 332 ق م) وآثار البعثات التجارية لجلب أخشاب الأرز والعلاقات التجارية مع آسيا، والساحل الأفريقي، وإنشاء قناة سنوسرت، ونشأة أكبر أسطول تجاري في البحر الأحمر .
أما القاعة الثانية للمتحف تروي تاريخ السويس في العصر اليوناني الروماني (332ق م – 641 م) وإنشاء قناة "تراجان" في عهد البطالمة والحقبة الإسلامية (641م )، وإنشاء قلعة "عجرود" لخدمة طريق الحج من مصر شمال أفريقيا.
القاعة الثالثة تمثل العصر الحديث في عهد محمد علي 1805، حيث تضم مجموعة من الصور الزيتية لحفر قناة السويس في عهد الخديوي سعيد عام1959 م، وافتتاحها في عام 1969، والعربة الملكية التي استقلتها الملكة أوجيني ملكة فرنسا، للمشاركة في حفل افتتاح، وميدالية أثرية عليها وجه الفرنسي فرديناند ديلسبس، ومجموعة الأوسمة والنياشين التي منحت عند الافتتاح.
كما تضم محمل لكسوة الكعبة الذي أرسل من مصر إلى مكة باسم الملك أحمد فؤاد الثاني، بالإضافة إلى خرائط خط السكك الحديدية التى تعتبر أقدم ثاني خط بالعالم عام 1882، وبجانبها تمثال برونزي للخديوي إسماعيل.