صحيفة سويسرية تحذر: أوروبا غير مستعدة لاستقبال الدواعش
الاتحاد الأوروبي تجاهل لفترة طويلة مشكلة عناصر داعش الأوروبيين وإمكانية عودتهم للقارة وسط تلميح تركي بترحيلهم لبلدانهم الأصلية.
حذرت صحيفة سويسرية، الخميس، من عدم استعداد أوروبا لاستقبال عناصر تنظيم داعش الإرهابي المرحلين من تركيا إلى بلدانهم الأصلية، مؤكدة أن هذا الملف يعمق الشرخ في العلاقات بين بروكسل وأنقرة.
وقالت صحيفة نيو زوريشر الناطقة بالألمانية: "تجاهل الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة مشكلة عناصر (داعش) الأوروبيين وإمكانية عودتهم للقارة، والآن تركيا تنثر الملح على الجراح الأوروبية، وترحل بعضهم لبلدانهم الأصلية".
وتابعت: "قبل أيام، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما يفعله دائما مع الأوروبيين: التهديد"، حيث قال في تصريحات صحفية إن أوروبا يمكن أن تواجه قريبا إعادة مزيد من عناصر "داعش"، إذا فرضت عقوبات على أنقرة.
وأضافت الصحيفة السويسرية: "كلما طرأت أزمة على العلاقات بين أنقرة وبروكسل، كان أردوغان يسارع بالتلويح بفتح حدود بلاده أمام اللاجئين للعبور إلى أوروبا".
ومضت الصحيفة بقولها: "لكن وزراء الخارجية الأوروبيين تجاهلوا ذلك التهديد، خلال مناقشة فرض عقوبات على تركيا بسبب تنقيبها غير الشرعي عن الغاز في البحر المتوسط، يوم الإثنين الماضي، فلجأ أردوغان لتهديد جديد: إعادة عناصر داعش الأوروبيين".
وأكدت أن مشكلة عودة عناصر داعش الأوروبيين ليست جديدة، ففي فبراير/شباط الماضي، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدول الأوروبية إلى استعادة رعاياها الذين نشطوا في صفوف التنظيم الإرهابي، وتحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب "نيو زوريشر" فإنه "رغم إثارة المشكلة قبل أشهر، لم تتخذ أوروبا إجراءات احترازية تحسبا لعودة عناصر داعش، ولا تزال حتى الآن غير مستعدة لعودتهم".
ولفتت إلى أن "هؤلاء المتطرفين يمثلون خطرا كبيرا على أوروبا، لأنهم تلقوا تدريبا عسكريا، وخاضوا معارك".
وشددت على أن ترحيل الدواعش بشكل مفاجئ للدول الأوروبية يعمق الشرخ الواضح في العلاقات بين أنقرة وبروكسل.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، وصلت إلى ألمانيا عائلة عراقية ألمانية، مكونة من زوجين و5 أطفال، بعد أن رحلتهم تركيا.
وتتهم أنقرة الزوجين بأنهما منخرطان في "داعش"، لكن السلطات الألمانية تقول إنهما لم ينضما للتنظيم الإرهابي، ويصنفان كمتطرفين فقط.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن تركيا تعتقل حاليا 14 بالغا ألمانيا على الأقل لانتمائهم لـ"داعش" في سوريا، بواقع 8 نساء و6 رجال، بالإضافة إلى 15 طفلا. وينتظر أن تقوم أنقرة بترحيلهم على دفعات خلال الفترة المقبلة.
وذكرت بيلد استنادا إلى مصادرها أن 1050 ألمانيا سافروا إلى سوريا منذ 2013، انضم أغلبهم لـ"داعش".
وقتل الثلث في المعارك التي دارت في الأراضي السورية، وعاد الثلث بالفعل لألمانيا، فيما تعتبر سلطات برلين عناصر الثلث الأخير محتجزين في سوريا والعراق وتركيا، أو مفقودين.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز