سويسرا تطارد مديري "كريدي سويس".. هل حانت لحظة الحساب؟
تدرس سلطات الرقابة المالية في سويسرا اتخاذا إجراءات تأديبية تجاه مديري بنك "كريدي سويس" ومسؤوليه بعد تسببهم في انهيار المصرف العملاق.
و"كريدي سويس" كان حتى الأسبوع الماضي ثاني أكبر بنك سويسري، لكنه سقط في فخ التعثر في أعقاب أزمة فشل بنك سيليكون فالي، وكاد أن يتسبب في أزمة مالية عالمية.
والأسبوع الماضي، قامت السلطات السويسرية بالتوسط في صفقة استحواذ UBS أكبر بنك في سويسرا على "كريدي سويس" مقابل 3.2 مليار دولار بغية إنقاذه ومنعه من الانهيار.
- المواصلات المجانية أم السيارة الخاصة؟ نتيجة صادمة لتجربة لوكسمبورغ الفريدة
- وفاة جوردون مور.. مؤسس "إنتل" والعبقري الذي جعل الكمبيوتر أرخص ثمنا
وتسببت الصفقة في غضب شعبي، لأنها أعادت من جديد فكرة التدخل الحكومي لإنقاذ البنوك بأموال دافعي الضرائب.
كما تضمنت الصفقة انتقادات واسعة لأنها ستسفر عن هيمنة كبيرة لـ UBS.
وحاليا، يرغب أكثر من 80% من السويسريين في أن تفصل مجموعة UBS عن "كريدي سويس"، لضمان المنافسة في الأعمال المصرفية بالبلاد.
لحظة الحساب؟
واليوم، قالت هيئة الإشراف على السوق المالية في سويسرا إنها تدرس اتخاذ إجراء تأديبي ضد مدراء بنك كريدي سويس، وأوضحت مارلين أمستاد، رئيسة الهيئة لصحيفة "إن.زد.زد ام زونتاج" السويسرية إن مسألة البدء في اتخاذ إجراءات جديدة "لا تزال مطروحة".
وردا على سؤال عما إذا كانت الهيئة تدرس مساءلة مديري كريدي سويس الحاليين عن انهيار ثاني أكبر بنك في سويسرا، قالت أمستاد إنها "تدرس الخيارات".
ونقلت صحيفة إن.زد.زد عن أمستاد قولها "كان لدى كريدي سويس مشكلة ثقافة أدت إلى إهمال للمسؤوليات"، مضيفة أنه "تم ارتكاب العديد من الأخطاء على مدى عدة سنوات".
وقالت إن الهيئة اتخذت ستة "إجراءات إنفاذ" عامة ضد بنك كريدي سويس في السنوات الماضية.
فضائح بالجملة
وحسب صحيفة فايننشال تايمز، فإن "كريدي سويس" سقط بسبب جملة من الأخطاء والفضائح، فضلا عن نموذج أعمال عالي المخاطرة.
وقال العديد من المديرين التنفيذيين والمديرين الحاليين والسابقين لبنك كريدي سويس إن البنك نجا من الأزمة المالية 2008 "بسبب الحظ" ولذلك اعتقد أن نموذج أعماله لا يحتاج إلى التغيير، وهو ما مثل بذور فشله الحالية.
وبينما أُجبرت البنوك الأخرى على تقليص ميزانياتها في السنوات التي أعقبت الأزمة المالية العالمية لعام 2008، أجل بنك كريدي سويس التعامل مع المشاكل القديمة وكان أكثر استعدادًا لتحمل المخاطر.
وتميزت سنوات البنك الأخيرة بسلسلة من الفضائح والخسائر الفادحة حيث كان يترنح بين أزمة وأخرى.